الأخبار (نواكشوط) - غيب مرسوم رئاسي صادر اليوم وقاض بإنشاء لجنة وطنية لاقتراح نشيد جديد للبلاد أسماء لامعة في الشعر والنقد العربيين في موريتانيا عن عضوية اللجنة التي أثار إعلانها جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي بدأ فور الإعلان عنها في وقت مبكر اليوم الثلاثاء.
ومن بين الأسماء التي غابت أو غيبت عن اللجنة أول رئيس لاتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين الخليل النحوي، والشاعر الكبير أحمدو ولد عبد القادر، والشاعر الكبير محمد الحافظ ولد أحمدو، والشاعر والدكتور ادي ولد آدبه، والشاعر المرابط ولد الدياه، والشاعر الشيخ ولد بلعمش، والشاعر محمد الحافظ ولد اكاه، والشاعر بودربالة ولد البخاري.
"غياب" العميد
رغم ارتباط الشعر الموريتاني الحديث باسم أحمدُّو ولد عبد القادر الذي غنى للوطن وثقافته عقودا طويلة، ودافع عن إنسان هذه الأرض ومَثَّلها في مختلف محافل الأدب العربي فإن اسمه غاب أو غيِّب عن لجنة اقتراح النشيد.
تغييب العميد أحمدو عن اللجنة أسف له بعض الشعراء واعتبروه دليل زبونية في لجنة لم "يتخيلوا" رغم جموح أخيلتهم أن يغيب عنها مُهدي "فرحة العيد" ومحبر "الأسماء المتغيرة" ومردد "أصداء الرمال" لكنها "كوابيس" السياسة كما يقولون.
العميد الذي حلب أشطر الشعر ومارس "بحور" السياسة ومارسته مناضلا ونائبا وخبيرا في الشأن الثقافي تمنى في حديث للأخبار التوفيق للجنة في إنجاز مهمتها، معلقا على غيابه عن عضويتها بقوله إنه "يعرف أنه غاب فقط".
معلمة شنقيط: من فاتنا يكفيه أنا نفوته
مع العميد أحمدو يبرز اسم آخر يرتبط بالشعر والأدب ارتباط شنقيط بالقوافي إنه الشاعر محمد الحافظ ولد أحمدو الذي "أعاد الهديل" بلغة جزلة وأخيلة محلقة في سماء الشعر الموريتاني الحديث.
الشاعر محمد الحافظ الذي يوصف في الساحة الثقافية بمعلمة شنقيط ولم يعرف عنه اشتغال بالسياسة إطلاقا غاب اسمه عن اللجنة ولم يأسف لذلك لأنه كما قال: "من فاتنا يكفيه أنا نفوته".
بتغييب الشاعر محمد الحافظ ولد أحمدو عن اللجنة التي لم يسمع بخبرها قبل إصدار المرسوم سيغيب به كثير من الجزالة والوطنية عن نشيد كان يجب أن يكتبه الجميع ولا سيما الرواد، كما يقول متذوقو شعره. كما يقول الإعلامي محمد يسلم ولد خالد.
تغييب الفائزين شعريا
التغييب لم يقتصر على العميدين فقط بل شمل أسماء وطنية شابة رفعت اسم موريتانيا عاليا في سماء الشعر دوليا، مثل الشاعر الشيخ بلعمش والدكتور ادي ولد آدبه وعبد الله ولد بونه وشيخنا حيدره وليلى أحمد محمود ومحمد ولد إدومو ومحمد المامي محمد حامد.
كما غاب أو غيب فائزون في المسابقات الشعرية الوطنية مثل محمد سالم ولد أعمر الذي فاز في مسابقة مهرجان نواكشوط الدولي للشعر، والشاعر مولاي عبد الله الذي فاز في مسابقة وطنية للشعر 2006 ورفض تسلم جائزته لحضور سفير إسرائيل حينها في نواكشوط.
وشمل الغياب أو التغييب أسماء ثقافية بارزة في السن والعطاء العلمي والأدبي مثل الشاعر الخليل النحوي صاحب "المنارة والرباط" والدكتور محمد الحافظ ولد آكاه والشاعر الأديب لمرابط ولد الدياه -الذي حمد الله على تغييبه- والشاعر الدكتور ولد الشيخ، والشاعر بودرباله ولد البخاري والدكتور محمد الأمين ولد مزيد والشاعر لنبهاني ولد أمغر والشاعر الكاتب أحمد أبو المعالي، والشاعر الدبلوماسي محمد النبهاني ولد المحبوبي، والشيخ أحمد ولد البان، وأبو بكر ولد المامي وآخرين.
شاعرة واحدة..
وكان لافتا ضعف حضور تاء التأنيث في لجنة اقتراح النشيد، حيث مثلت في اللجنة باسم شاعرة واحدة هي الدكتورة باته بنت البراء، وتساءل أدباء هل ذلك راجع لقلة الشواعر أم أن واحدة كعشرين في المائة؟.
ماذا جد فاستثنيتنا؟!
الشاعر الشيخ ولد بلعمش استشهد ببيت الشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي: "يا كاتب التاريخ ماذا جد فاستثنيتنا؟!"، مؤكدا أن المهم بالنسبة له "أن تكون موريتانيا آمنة مطمئنة يسودها العدل والتسامح وتطبع حياتها الشفافية".
وتمنى ولد بلعمش للجنة "التوفيق في مهمتها"، معتبرا أن "أي نشيد وطني عليه أن يكون لصيقا بقلوب الناس يبعث الزهو بالانتماء إلى الوطن".
وأضاف ولد بلعمش في حديث للأخبار تعليقا على استبعاده من اللجنة: "أما عني فقد انصلت بي جهات رسمية وطلبت مني الموافقة على الانضمام للجنة، وحيث إن عملها يقتصر على قضية محددة أنا من أوائل من اهتم بها، فقد وافقت ثم إن نفس الجهة اتصلت مجددا لتشرح لي أن الأمر يتعلق بمجرد اقتراح وإنه سيكون هنالك فرز لم توضح من سيقوم به"، مشددا على أن "المسألة أكبر من الأشخاص لأنها تتعلق بوطن"، مستبعدا أي "ملاحظة سلبية على تركيبة اللجنة".