تتحفنا المصادر التاريخية بالكثير من الكوارث والأوبئة التي عرفها تاريخ هذه المنطقة وأسفرت عن بالغ الأضرار في الأرواح والممتلكات. غير أن 3 زلازل مدوية تسترعي الانتباه لقلة المعلومات المتوفرة عنها .
تذكر حوليات النعمه أن زلزالا وقع سنة 1169 هـ، الموافق 1756م. ويبدو أن المنطقة ضربها زلزال آخر أشد عنفا بعد قرن من ذلك التاريخ، ففي سنة 1869م "وقعت زلزلة عظيمة" حسب الحوليات.
ويتحدث العلامة المؤرخ بابكر ولد محمذن ولد احجاب الديماني في منظومته عن زلزال وريح عاتية بلون الدخان. يقول:
مويلحٌ وقع عامَ "شَرْزَمِ"**والعام بعده لزلزالٍ نـُـمِي
أي أنه في سنة 1447 هـ، الموافق لـ 1831م، وقعت حرب لمّيْلحْ الشهيرة، وفي السنة التي تليها، أي 1832، وقع زلزال في المنطقة. ثم يقول ولد احجاب في بيت تابع لأبيات أخرى:
وفيه أيضا وقع الدخانُ** ونهبَ الأموالَ أغرمّانُ
ويعني بـ"وفيه أيضا" سنة 1855م التي هبت فيها ريح عاتية مظلمة غير مسبوقة سموها "الدخان" لشدة سوادها.
المصدران القديمان لا يحددان، تحديدا دقيقا، مواقع هذه الكوارث الطبيعة وإن اتضح من هوية المصدرين أن المنطقتين المعنيتين هما الشرق والكبله. لكن هل ثمة مؤرخون معاصرون تمكنوا من كشف المستور في هذه الكوارث وشبيهاتها؟ عسانا، بذلك، نعرف حجم الأضرار الناجمة عنها، وعدد ما خلفت من القتلى، ومكانها بالضبط...
من صفحة الكاتب الكبير محمد فال ولد سيدي ميله