فاتنة الصحراء / الشاعر أماعلي حاحب

اثنين, 10/16/2017 - 19:21

زورقٌ أنتِ.. والحكاياتُ مرفأْ
ولهيبٌ للذكــريات.. وملجــــأْ

حـفرتكِ الأيام.. نقـشا أنيــقا
فوقَ لوحِ التاريخِ ..مازال يُقرَأْ

وتباهتْ بكِ الطيورُ.. وغنــى
بُلـبل الأيكِ.. شاديا وتوضــأْ

"زمزما" صرتِ..مُذْ "لإسماعيل" دوت
صرخة في الربى.. ومُذ كان تأتأْ

*
منذُ بدء الهيامِ كانت حروفا 
وعليها كان الهوى يـــتوكــأْ

شيدتْ معبد الكنايات قبلا
وتماهت في أصلها تتـجـزأْ

كل جـــزء حــمامة تــتغنى 
في حبورٍ.. وغيمةٌ تتدفـــأْ

*
لغة البحر.. والطبيعة.. والجنة
والحب..والهوى.. كيف تُطفأْ

لغةٌ باخضرارها الكون يزهو 
راقصا..في ســـــمائه يتلألأْ

هي أصل اللغات إن كان أصلٌ
آدمٌ ظـلَّــها الظـــليل تـفـيــأْ

وبها اللهُ في الأعالي تـبـاهى 
والنبيون كــلهم .. يتــنبـــــأْ

"معجزٌ أحمدٌ".. قصائد سكرى
من رحيق الرحيق تُسقى وتُملأْ

وامرؤ القيسِ ما له هل تخلى 
عن مواويل في الرواقِ تهجَّأ..

واحتسى قهوةَ الحنين وحيدا
بعدما أفزع الصبايا.. وأبطأ

كُنَّ نجماتِ حرفه ذات شعر
كُنَّ.. ما كان في صباه يُخَـبِّئْ

و" بكى.. حـينَما" تــــــأثر نجــمٌ
باحتضارِ المساء..ثم تلـكَّأْ

وتَمَشَّى على رصيف الأغاني
مستميتا.. وللحضاراتِ أومأ

*
كيف ينسى الإنسان أو يتناسى
رشفة..من يذوقها ليس يظمأ

كل حرف قرءان حب سَيُتلى
آنَ ذكرِ الجمال.. أو حين يُبدأ.