قرار نفي الشيخ حماه الله في مدينة المذرذره

جمعة, 03/16/2018 - 00:57

 ‏سيدي أحمد ولد الأمير‏

هذه ترجمة القرار الذي أصدرته السلطات الفرنسية بمالي سنة 1925 والقاضي بنفي الشريف الشيخ حماه الله في مدينة المذرذرة والمنشور بالجريدة الرسمية للسودان الفرنسي (مالي).

قرار صادر عن المفوض العام حول اعتقال المسمى حماه الله بن محمدُّو بن سيدنا عمر، المسمى الشريف حماه الله والقاطن بانيورو.

إن المفوض العام لأفريقيا الغربية، الحاصل على وسام الشرف،
استنادا إلى الأمر القانوني الصادر بتاريخ 7 سبتمبر 1840؛
استنادا إلى القرار الصادر بتاريخ 18 أكتوبر 1904 والمتعلق بإعادة تنظيم الحكومة العامة بإفريقيا الغربية الفرنسية؛ 
استنادا إلى راي المدعي العام، رئيس المصلحة القضائية بإفريقيا الغربية الفرنسية؛
وبناء على اقترح الملازم-حاكم السودان الغربي؛ 
وبعد استماع مجلس الحكومة 
فقد تقرر:
المادة الأولى: إن المسمى حماه الله بن محمدُّو بن سيدنا عمر، المسمى الشريف حماه الله والقاطن بانيورو، المسؤول عن المناورات السياسية التي من شأنها الإخلال بالأمن العام سيسجن في المذرذره بدائرة الترارزة (موريتانيا) لمدة عشر سنوات.
المادة الثانية: إن تكاليف نقل وإقامة هذا المواطن الأهلي ستتولاها ميزانية السودان الغربي،
المادة الثالثة: يكلف كل من الملازم-الحاكم في كل من السودان الغربي وموريتانيا، كل فيما يخصه، بتنفيذ هذا المرسوم، والذي سينشر ويعلن عنه حيثما دعت الضرورة لذلك.
دكار، في 28 نوفمبر 1925.
كارد
كما أصدر جول كارد بعد عشرين يوما من تاريخ هذا القرار مرسوما ثانيا يتعلق بالمخصصات الممنوحة للشريف الشيخ حماه الله وهذا نص المرسوم:
بموجب مرسوم موقع من طرف الملازم-المفوض صادر بتاريخ 17 ديسمبر 1925 فإن المسمى الشريف حماه الله المعتقل في المذرذره (موريتانيا) لمدة 10 سنوات، يمنح معاشا شهريا قدره 300 فرنك لضمان بدل الإقامة طيلة مدة اعتقاله.
وستكون هذه النفقة على حساب مخصصات الفصل 4، المادة 4، الفقرة 5 من الميزانية المحلية للسودان الفرنسي.

هنالك عدة نقاط مهمة حول هذه الوثائق من أبرزها:
أولا: كون الشيخ حماه الله لما تقرر نفيه في مدينة المذرذره وقد وصلها في 24 يوليو 1926 ولم يقض فيها السنوات العشر التي نص عليها القرار إذ غادرها بعد أربع سنوات وذلك ضحوة يوم الأربعاء 9 ذي القعدة 1348 أي 9 أبريل 1930. وكنت قد تحدثت عن مقام الشيخ في المذرذره في نص منشور ويوجد في هذا الرابط:
http://www.mederdra.net/index.p…/mch/416-2011-06-27-13-11-30

ثانيا: تاريخ صدور القرار 28 نوفمبر 1925 له دلالة رمزية حيث يتفق مع تاريخ استقلال بلادنا الذي سيحصل بعد نفي الشيخ حماه الله بخمس وثلاثين سنة يوما بيوم. ومن المهم أن نشير إلى أن وقعة لگويشيشي الشهيرة التي انتصرت فيها المقاومة الوطنية على الجيش الفرنسي وقتل يومها الملازم ربول كانت بتاريخ 28 نوفمبر 1908. فمن المهم ونحن نخلد مرور استقلال البلاد أن نتذكر أن هناك حدثين هامين وقعا في نفس التاريخ وهما: إصدار مرسوم بنفي الشيخ حماه الله وكذلك وقعة لگويشيشي.

ثالثا: المفوض العام لإفريقيا الغربية الذي وقع هذا القرار هو الإداري الفرنسي: جول كارد (Jules Carde) المولود بالجزائر سنة 1874، عمل إداريا بجزيرة مدغشقر سنة 1892، ليعين مفوضا بالكاميرون سنة 1919 مفوضا عاما لإفريقيا الغربية الفرنسية سنة 1923 ليعين بعد ذلك بشبع سنوات مفوضا عاما في الجزائر إلى غير ذلك من الوظائف السامية التي تقلدها في الإدارة الاستعمارية، وقد توفي سنة 1949.
المرفقات:
*- صورة من قرار نفي الشيخ حماه الله 
*- صورة من المرسوم المتعلق بمعاش الشيخ خلال نفيه بالمذرذره.
*- صورة الحاكم الفرنسي جول كارد الذي وقع على القرار