موت مستفز

خميس, 07/26/2018 - 08:21

 

ومات بك الشوق موت الجواد الأصيلْ
وثأرك ما زال غضاَّ
وما زال فيك من الكبرياء القديمة 
أصداء معركة لم تخضها 
وجرح طليلْ

رحلت وعدت 
وعشت ومت مرارا
لتبعثَ من قبْو روحك روحٌ
أشد عنادا 
وأعصى على الموت من سامقاتِ النخيلْ

تصلي عليك النجوم
تعزيك فيك المرايا
على كل عمر
وتأكل من رأسك الطير خبز النبوءات 
مذ صرت تنكر ملءَ الظنونِ
انتماءَك للذكرياتِ
وتلك السماءِ البعيدة
للقمح والظل
 والشمس تسجد سهواً
وترمي بتعويذةٍ للأفولْ

تموت لتبكيك سيجارة الصبح 
يا مستفزَّ الفناءِ
كأنك
لثمُ شعاع المسافة للشُّرُفاتِ
وتَنسى 
..وننسى بأنك متَّ
 وتأتي لتنهيَ فنجان شايك 
يا مستفزُّ
وأنت تهنئ من هجموا كالذئاب عليك 
على أنهم حاولوا
قتل ميْت
وقتل جوادٍ
يرتل في أذنيك الصهيلْ

أتوا ثَمِلينِ بوحشة قابيل 
كي يذبحوك
ولم يعلموا أن موتك موت الشموس 
وموت البدور 
وموت الظلال
يجيء ليغزل من شبق الإنطفاء 
شراعَ البداية 
 يمخر حيث تشاء مقاديره
قادما من فراغ
ومتجها لفراغ
وما همه باركته الشواطئ
أم لعتنه الموانئ
أم غافلته السيولْ
 
ز.ع