منذ 15 سنة تنظم الشارقة ملتقى للسرد العربي. وبناء على توجيه من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة تقرر أن تحتضنه المدن العربية مع التزام الشارقة بتمويله وتنظيمه، وقد بدأ تنظيمه خارج الشارقة في مدينة الأقصر المصرية السنة الماضية، وهذه السنة احتضنته الرباط في الفترة من 18 حتى 20 من الشهر الجاري، وقد حضره ما يزيد على 40 مشاركا؛ موزعين بين النقاد المهتمين بالسرد والكتاب والشخصيات العلمية والثقافية.
وخلال ثلاثة أيام من الجلسات العلمية والنقاش المستفيض والشهادات الثرية حلل المشاركون القضايا المتعلقة بالرواية الجديدة إشكاليات وجماليات، وأناروا جوانب كثيرة من السرد العربي وعلاقته بالسرد العالمي، كما أثيرت مسائل الواقع العربي نقديا وثقافيا وفكريا، ويمكن لأي مشارك في فعاليات هذه الدورة أن يخرج بالنتائج التالية:
- حرصت دائرة الثقافة بالشارقة على مشاركة كبار الأساتذة والمستشرقين والكتاب من مختلف الدول؛ الأمر الذي أعطى للملتقى جدية في الطرح وزخما في التحليل.
- أعطى احتضان وزارة الثقافة والاتصال بالمملكة المغربية للملتقى أبعادا جميلة في اختيار المكان (الرباط)، وفي تقييم النشاط؛ حيث نظم تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس وافتتحه معالي وزير الثقافة إلى جانب سعادة رئيس دائرة الثقافة.
- تمكنت المصالح الفنية في دائرة الثقافة من نشر الأوراق المشاركة والتعقيبات في مطبوع؛ بالإصافة إلى توفير برنامج الملتقى والمشاركين فيه والتعريف بهم فكانت الأمور متنقنة الضبط والتنظيم.
- أعرب المشاركون عن امتنانهم وشكرهم لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان ولحكومة الشارقة، وعبروا عن أملهم في أن يستمر هذا الملتقى؛ مثمنين جهود الشارقة الثقافية والفكرية، وحرصها على دعم أواصر القربى بين المثقفين، وقناعاتها بأن الثقافة قادرة على الخروج بالعرب من واقعهم الراهن إلى مستقبل أكثر رخاء وسعادة وانفتاحا على الآخر في ظل التمسك بما للذات العربية من خصوصية دينية ولغوية وثقافية.