عزيزتي المرأة الزَّواج أصْلًا... غير مفروضٍ عليك شرعًا... فقط مُحبَّب.. مُستحب.
................
أحترمُ قرار من تَبنَّت، أو تبنَّى التَّعدد في حياته الشخصية،.. لكن لا أحترمه حين يحاول الترويج له كخيار أفضل لضحايا "المدريدي" أو للعنوسة أو لابقاء "البظان البيظ" ضمن الإيقاع الديموغرافي المتصاعد للمكوِّنات الأخرى،.. فالمُسلَّمة تقول: إن مستوى الوعي عند الإنسان يتناسب طرديا مع قلة الإنتاج البيولوجي...
الزواج احتياج نفسي وسُكنَى ورحمة وألفة، قبل أن يكون احتياجًا جسديًا قصده الاستمتاع وتصريف الشهوة..
ومع مُتطلبات العصر، وتعقيدات الحياة، تَأَّخر سِنُّ الزواج بنسبة 5 من الفتيات الى 1 من الشباب،.. وتُسمَّى الظاهرة في المجتمعات المتحضرة "تأخر الزواج"، وهي مبررة بالمنطق،.. وتسمى في المجتمعات المتخلفة والعربية والمسلمة، العنوسة والعجز، وهي مَذمَّة وفشل،.. تقع الفتاة في هذه الحالة تحت ضغط التصنيف السلبي والشفقة.. ثم فقدان الثقة، ليبدأ التنازل وتقبل المُخطَّط (ب) الذي يرقص عليه البعض...
المرأة السَّوية قد تتقبَّل التَّعدد لظروف أو تحت ضغط الحاجة، لكنها لا تَقْبله كأنثى أبدا...هي تبحث مبدئيا عن شريك، لا عن فحل تخصيبٍ أو حافظة نقود بشروط مهينة.
من الأندية الشبابية التي ظهرت بقوة في بداية التسعينات ونشطت في الساحة، نادي "مصعب بن عمير" ونادي "عائشة أم المؤمنين" وطبعا الخلفية معروفة.. كانت من بنودهما الكبرى إعادة تشكيل مؤسسة الزواج وملحقاتها، وجل المحاضرات والأمسيات تدور حول الزواج:
- تخفيف المهر،
- الفصل بين الجنسين في المناسبات
- التعدد
- تكسير "التابوهات" الطبقية والاجتماعية بإسقاط جدار الكفاءة في النسب.
كان النَّاديان "الثقافيان" أقرب لوكالة تزويج، يتزوج فلان من مصعب من فلانة أواثنتين من عائشة، تحت الطَّلب، المهر 2500 أوقية قديمة، الحفل أقرب الى مأتم، عَقدٌ، وموعظة، وشريط من القرآن، والوليمة "اخفيفه" وأحيانا "ماه خالكَه"...
حارَبوا الحفلات بنمطها الاجتماعي التقليدي، وشوَّهوا سمعة وصورة الفن التقليدي الرّاقي باعتباره مزمارا شيطانيا حراما، وابدلوه "ببنجه"،..
تحولت "بنجه" في الأعراس "لبورنو" صوتي، مباح في مكبرات الأصوات، تتخلله الإيحاءات والتجسيدات الجنسية بحضور أجيال متفاوتة الأعمار.
غزوة تمتطي الغرائز على منظومتنا الاجتماعية وعاداتنا الضاربة في جذور الدهر، بحجة الانتصار للثوابت الدينية.. وكأن المنظومة مستسقاة أصلا من التعاليم الهندوسية!
تدحرجت كرة الثلج.. وما عُجِز عن تحقيقه في العلن حُفِرت له دهاليز في الظلام،...افتُتِحت وكالات سريَّة للصَّيد والتزويج بالطّلب، وبخدمات تُحدِّد وقت الدَّوام الجنسي ان كان في الليل أو في النهار، والمخبأ الحاضن لسياحة الشهوة بما يرضي الله،... تشعَّبت اللعبة، وتطورت الخدمات وراجت وانتشرت،.. دخلها المخنث والمؤنث والمال والمصالح، وتفرَّعت منها بُرصٌ للرقيق الحلال ،.. والنتيجة! .. تَهدَّمت سكينة بيوت رفيعة شريفة، وفقد أطفالها سندهم واتزانهم النفسي،.. أصبح رجال الجاه والمال والوظائف هدفًا لقنص كواسر النِّكاح المباح، المعروف اصطلاحا ب "ساعة من نهار"...
اسْقِطتْ الكفاءة في النسب فعلاً ودعايةً، وحققوا برسالة "الجنس المقدس" العدل المدنَّس بين الشرائح، شرط أن تظل العلاقة في الخفاء، وأن لا تترتَّب عليها خلفة تجلب معرَّة اجتماعية!.. التناقض..
انهارت بيوت مطمئنة ، ناجحة و مسؤوله، وأقيمت على أنقاضها لعبة استمتاع شرعية،.. فهل الطاعة والعفة لم تْرضَ لها أهلا غير المجاهدين بالطاقة الفائضة لِمَا تحت الحزام!..
قراءة في سيرة الزواج الثاني بين الشيخ القرضاوي والدكتورة أسماء بن قادة، حفيدة عبد القادر الجزائري، ستكون مفيدة.. أهملها وسجنها في الأردن وتخلى عنها سنين عددا وهي في عصمته، وعلقها سنتين لا طلاق ولا نفقة. حاربها أولاده وهددوها بالقتل والاعتداء الجسدي في قاعة مؤتمرات .. حميَّة لأمهم ولمال الشيخ!...
العدل الملموس مستحيل بين زوجتين و الحالات التي نعرف معاكسة تماما لما يُروَّج له من نعيم تعدُّديّ وَرْدي،.. هي مجرد ورطات شبقية نفسية ومالية.. تبدأ بالغمز على الأعراض وتنتهي بالمحاكم ومحاولة اثبات نسب طفل-نزوة،
هل كان أسلافنا الذين عاشوا للدِّين ولم يُعدِّدوا على ضلالة، تستوجب اليوم تقويما من الذين يعيشون على الدِّين ويعدِّدون؟.
الزواج تجاوز مرحلته البدائية :امرأة ورجل وجنس ونتاج بيولوجي بعدد النمل، .. الأسرة شراكة مؤسسية وحب وتربية وتدريس وبناء مالي ومادي وتخطيط للمستقبل وسكينة وابداع وصحة نفسية وبدنية.
ما الدافع وراء هذا الهوس التعددي،.. وكأنه الخلاص المنتظر من سوء الظروف المعيشية، ومشاكل الصحة والتعليم والأمن،... ارفعوا مستوى التفكير من أسفل البطن إلى أعلى الرأس... في النهار على الأقل.
.................
اللهم لا تحاسبنا في ما لا نملك.......فنحن نرفض التعدد ونكره.
