محمد يحي الحسن وجدّي محمد سالم في تراتيل المساء ببيت شعر نواكشوط

جمعة, 12/14/2018 - 01:27

أحيا الشاعران محمد يحي الحسن وجدي محمد سالم أمسية شعرية مساء اليوم (الخميس)  في بيت شعر نواكشوط، وذلك وسط حضور عدد كبير من الشعراء وأساتذة الجامعة وجمهور غفير استمع إلى ثمانية قصائد أنشدها الشاعران محمد يحي الحسن، وجدّي محمد سالم؛ قدمت صورة عن تجربتهما الشعرية، وذلك وسط تفاعل كبير من الجمهور.
الشاعر محمد يحيى ولد الحسن، من مواليد 1994، بدأ قراءاته بقصيدته  "مرثية الزمان القادم" التي يقول فيها:
"حلمي يضيع
.. وسوف أصبح مثلَهُ
من لي أنا؟
والحلم مثلي..
من لَهُ؟!

تاريخ أحلامي..
شرابٌ علقمٌ
قد أنهلَ القلبَ النبيَّ...
و عَلَّهُ

تاريخ آلامٍ...
فمن يوصيه بي؟
فلعلّهُ يحنو عليَّ..
لعلَّهُ
إلى أن يقول:
من لا يقال..
يقول قولاً طازجا
فاز الذي في القول صدّق قولَهُ
إني بعثتُ من الطبيعة..
مُرسَلاً
إنّ الرسول يجيء...
ينذر أهلَهُ
أوصيكمُ بالسّمع مني..
طاعة
ضلَّ الذي مِنّا يُكذِّبُ رُسلَهُ
ستجيء أعوامٌ..
 عجافٌ..
عشْرةٌ
الشَّهْد فيها...
لن يفارق نحلَهُ
الريح...
سوف تكون أكثر نِقمَةً
أما الجراد...
فذاك صالح حقلَهُ..
ثمَر الحدائق..
سوف يرفض نُضجه
الظل...أيضاً
سوف يمنع ظِلَّهُ
لا شيء يبقى مثل سالف عهده
كلُّ الذي في الكون غيّر شكلَهُ.

ويرسم ولد الحسن صورا مليئة بعلامات الاستفهام:
الماء أصبح في الجداول ثائراً..مُتمرِّداً
والناس عطشى...حوْلَهُ
الشمس في كبد السماء،.. ورغم ذا....هلّ الهلال
 فما تُراه أهلَّهُ؟
يا آخر النزوات...
عودي كرَّةً...
علَّ الزمان هنا يجدد غُسلَهُ.
ولا يبتعد ولد الحسن عن الأسئلة التي تشكل الصور الحائرة في قصائده "أصداء"، و"الميمون"، و"الوجع الأخير"، مازجا في معجمه اللغوي بيئات عدة:
سوف يأتي زمنٌ..
ذو عاهةٍ
ليلةٌ عرجا...
ويومٌ أحنفٌ.
أما الشاعر جدي محمد سالم المولود عام 1996 فقد بدأ قراءاته بقصيدته "هاج الهوى"، التي يقول في مطلعها:
هاج الهوى لك أن رأيت بروضة
غصنا يميس مع الرياح وريقا
فشربت من عذب الغرام مدامة
صهباء خامرت الفؤاد رحيقا
وذكرت أزمان الوصال مسليا
قلبا يحن إلى الحسان عشوقا
تبرى النبال تشيد أبراج العلا
رغم الخطوب إذا تهب طروقا
آباؤنا أبناء شنقيط الأولى
حملوا لواء بالعلوم خفوقا
ورفيقهم لوح وذكر دائم 
يا حبذا ذاك الرفيق رفيقا
جادوا على الطائى بفيض نوالهم
واستنشقوه من السخاء عبيقا
حبوا الفرزدق حلة من فخرهم
وسقوه من صرف القريض عتيقا
تلك المكارم حق أن نسعى لها 
أو أن نشيم من الخصال بروقا
تلك الطريق ومن يروم سبيلها
أبد الزمان فلن يضل طريقا.
وفي قصائده "يا من ينادم"، و"أثار الهم" بقي الشاعر وفيا للصورة الكلاسيكية، يقول:
يا من تغر بما أبدى النسا وترى
ترائبا دررا أو ناظرا فترى
أما ترى الدهر قد أبدى نواجذه 
فألبس الصفو من أحزانه قترا
والدهر قولته لاشك ماضية
إذا بها ضربت أعواده وترا.