من مطارحات الشعراء: / ‏أدي آدب

أربعاء, 01/02/2019 - 07:23

 ‏أدي آدب (*)

كنا البارحة مساء الجمعة 28 ديسمبر 2018 ،على موعد مع الأخ العزير الشاعر المبدع، النبيل الأخلاق: محمد بن إمام، في مجلس متواضع نسترقه من زحمة مشاغل الحياة، كلما سنحت فرصة، وعندما اضطر للغياب، ناب عنه في الحضور شعره وأدبه؛ إذ أرسل هذه الأبيات الرائعة:
بالتَّحايا وخالِصاتِ التهاني**والأماني كالدّرِّ والمرْجانِ
وكَتَغْريدِ ساجِــعاتٍ بِبَانٍ ** تَحْسدُ الأذْنَ عِنده العَــيْنانِ
لِبديعِ الزمان هذا الذي فا ** قَ بديعَ الزمانِ من هَمَذانِ
والذي فاق في بديع المعالي**والذي فاق في بديع المعاني
وله في القريضِ أيْدٍ مَنيعا ** تٌ فما للورى بهنَّ يدانِ
وله مجْلِسٌ من الفَيْدِ كالعِقْـ ** ـدِ الفريدِ الفريدِ أوْ كالأغاني
وإليه شوقي دواماً ولكن ** عاقني الآن عنهُ بعضُ الشانِ
فاعذروني إذا تخلّفتُ عنه ** رغمَ حبّي مجالسَ الفتيانِ
دوحةُ الشعر منكمُ في ازدهارٍ** ببديعٍ مرصّــــــعٍ وبيانِ
كم ليالٍ للشعرِ فيها حسانٍ ** كليالٍ "بالنعفِ من بدلانِ" 
إشارة لبيت امرئ القيس الشهير: 
دِيَارٌ لهِنْدٍ وَالرَّبَابِ وَفَرْتَنا ليالينا بالنعفِ من بدلان
فرددت عليه:
غبتَ عنَّا.. ولم يعوضكَ ثان*** رغْم أنَّ الحُضورَ أهل المعاني
غبتَ.. لكنْ حضرتَ.. أكثرَ منَّا***فملأتَ المكانَ.. سحْرَ البيانِ
نسي الكلُّ.. عطرَه مذ تفشى***شِعْرُكَ العبْقريُّ.. ملْءَ المكانِ
وسكرْنا.. من خمْره.. برحيق***أخجلَ الشايَ في الكؤوس الحِسان
وازدهى المجلس الذي غبت عنه*** بحلى خلقك الرفيع المباني
وأتانا -في شِعْرك "المُتنبِّي"*** وأتَى -ناثرا- "بديعُ الزمان"
وغدا البيتُ "شِعْبَ بَوَّانَ" "طِيبا*** في المغاني".. وأين تلك المغاني؟
أنت يا ابن الإمام -طبتَ- فتى الفتْـ***ـيان.. دانٍ جناكَ في كلِّ آنِ.

 

__________

 

(*) شاعر مور يتاني كبير