أمْوَاهٌ للعَطْشَى..!

أربعاء, 01/03/2018 - 01:59

شعر: الشيخ نوح
.
.
قَلبٌ يُعبِّرُ نَبضُهُ رُؤيَاهُ

وَالرَّملُ تَحلُمُ بِالسَّماءِ يَدَاهُ
.
.

أنْتَ ابْنُ آدمَ يَا احْتمَالًا عَابقًا

مِن صُلبِهِ مُنذُ انْتقَاكَ اللهُ!
.
.

الأرْضُ كَانتْ قَبلَ مَولِدِكَ الَّذي

فَتحَ الرُّؤَى عِطرًا أضَاعَ شَذاهُ
.
.

شَيخُوخةً عُكَّازُها الآثَامُ إذْ

تَمشِي وَوِجهتُهَا دَمٌ أوّاهُ..
.
.

أرْضٌ تَوغَّلَ فِي الشُّذوذِ مَصيرُهَا

فَالطَّعنُ لَثْمٌ والسُّيوفُ شِفَاهُ
.
.

لا َماءَ فِي مُقَلِ الغُيومِ إذَا بَكتْ

يَسقِي الصَّحارِي فِي خُطى مَن تَاهُوا
.
.

عَطَشُ المُسافِر فِي اليَبابِ يَقودُها

حَتَّى ابْتسَمْتَ تَفجَّرتْ أمْوَاهُ
.
.

القَلبُ كَالمِرآةِ يَعكِسُ لَحظةً

هَزَّتْ ضُلوعَكَ مَا لها أشْبَاهُ
.
.

جِبريلُ يُقْرِؤُكَ الكِتابَ.. وَرجْفةٌ

تَسرِي تُغذِّي نَارَها كَفَّاهُ
.
.

ودُوَارُ هذَا الكَونِ تَعصِفُ ريحُهُ

و الغَارُ قَدْ فَغرَ انْتشَاءً فَاهُ
.
.

"اقْرَأْ" ويَرتجِفُ المَدَى مُتوَرِّدًا

وَحيًا لِيغْسِلَ بِالضِّياءِ خُطَاهُ!
.
.

عُرسُ الشُّموسِ وهذِهِ أفْراحُهُ

فَلتفْرحِي يَا أرضُ؛ يَا أُمّاهُ
.
.

وَلتَحزَنِي يَا حُفرَةً دَفنَتْ بِها

كَفُّ الظَّلامِ أُنُوثَةً..أَوَّاهُ!!
.
.

فَتّحْتَ أبْوابَ السَّماءِ فَسيحَةً

مِفتَاحُها التَّخيِيرُ.. لاَ الإكْراهُ
.
.

بارَكْتَ رِحلةَ مُذنِبٍ فِيمَا مَضَى

فَتنَسَّكَتْ فِي مَشْيها قَدَمَاهُ
.
.

لاَ عُرْيَ لِلأروَاحِ مِنْ أثْوابِها

مَا دَامَتِ الأثْوابُ: يَا رَبَّاهُ!
.
.

الآنَ يَلبَسُ كُلُّ عَارٍ جَنَّةً

غَزلَتْ خُيوطَ قَميصِها شَفَتَاهُ
.
.

الآنَ يَنتَفضُ الغِيابُ ويَرتَمِي

فِي حَضرَةِ النُّورِ الَّذِي يَغشَاهُ
.
.

كُلُّ المَجَرَّاتِ الَّتِي انْطفَأتْ ومَا

عَادَتْ تَرى.. هَذا السُّطوعَ تَرَاهُ!
.
.

تَشْتاقُكَ الدُّنيَا فَتتْرُكُ شَوقَها

تَنسَاب فِي شَغفِ الَمدَى حُمَّاهُ
.
.

فَتُحيلُ أرْصفَةَ العَذابِ إذَا طغَتْ

عَسَلًا مِنَ الإنْسانِ.. مَا أشْهَاهُ!