اليوم لاثنين 7 يناير 2019، تحل الذكرى 49 (التاسعة والأربعين) لرحيل المرحوم سيدي محمد ولد سميدع أيقونة النضال في موريتانيا وأحد أشهر مؤسسي "حركة الكادحين".
وسميدع هو يساري تقدمي، ينتمي إلى حركة الكادحين ولد سنة 1946 م في مدينة أطار عاصمة ولاية آدرار و فيها بدأ تعليمه و من ثم توجه إلى مدينة روصو لإكمال تعليمه الثانوي , كان أبوه أحد رواد القومية العربية في موريتانيا و عمل مدرسا للغة العربية و رئيسا لنقاية المعلمين في ما بعد .
عرف الرفيق سميدع –كماكان زملائه ينادونه – بنضاله وعطائه ووقوفه إلى جانب الحق رغم الفترة القصيرة التى عاش حيث وافته المنية وهو في رعيان شبابه إلا أن حياته كانت حافلة بالنضال و العمل النقابي و مساندة القضايا العادلة و من أشهر مواقفه مطالبته بإدخال اللغة العربية في مناهج التعليم الموريتاني بعد الاستقلال و التى تعرض بسببها فيما بعد للإعتقال في 4 يناير 1966 م إثر الإحتجاجات التى اندلعت بعد البيان الشهير الذي كتبه تسعة عشر موظفا زنجيا من أهل الضفة رافضين استخدام العربية في العمل الإداري.
دخل السميدع السجن وفيه تعرف على أفراد المجموعة التى أصدرت البيان و خلص إلى قناعة مفادها أن العدو الحقيقي للوحدة الوطنية هو الإستعمار بكل أشكاله, ولطرد المستعمر لا بد من توحيد الشعب بمختلف قومياته, و هذه الوحدة يجب أن تتم انطلاقا من القوى الحية، ولا بد لذلك من إقامة حركة وطنية قوية تقود هذا الحراك.
من المواقف التاريخية للشهيد السميدع وقوفه إلى جانب عمال المناجم في محنتهم قبل و بعد ماصار يطلق عليه فيما بعد ذلك بمذبحة الزويرات 1968 ، التى قتلت فيها عناصر الأمن الموريتاني ثمانية عمال بعد الإحتجاجات التى إندلعت في مدينة الزويرات لمطالبتهم بتحسين اوضاعهم المعيشية .
عمل السميدع مع زملائه بعد الاستقلال على ترسيخ ثقافة المساواة و القضاء على التراتبية الصارمة التى يعيشها المجتمع التقليدي الموريتاني.
اثر مرض غامض ألم به اضطر المناضل السميدع في نهاية 1969 إلى السفر خارج البلاد إلى السينغال لغرض الإستشفاء ، و في يوم 7 يناير 1970 وبشكل مفاجئ صعدت روحه إلى بارئها رحمه الله, و قد نعته صحيفة "صيحة المظلوم" بلسان حال التيار اليساري في موريتانيا.
المصدر : ويكيبيديا