الشيخ نوح
"إلى الذين عبروا من بوابة البحر نحو السماء، مدينين كل هذا الخراب في الأرض والإنسان".
.
.
.
.
.
ھذي النوارس أرواح
لمن رحلوا
لما رأوا لذة الإبحار..إغراء
للموج كم علموا أسماءھم لغة تبرجت
في انعكاس الضوء زرقاء
كم أومأو لحبیبات بعودتھم
فكذّبت ضمة التابوت
إیماء!
لا اللیل شف..
ولا الیقطینة اقترحت لھم أمومتھا
أو دفؤھا ھاء !
بالماء لم یغسلوا الأرواح
إذ غرقوا
لكن أرواحھم من تغسل الماء..
ما لطخوا الشاطئ..
الشطآن خضّبھا ما انساب من دمھم
في الرمل حناء
تصوفوا
في طقوس الماء أدعیة
وأوغلوا
في كتاب الملح إیحاء
مجازفون
وغیب الله یحرسھم
إن یمتطوا
صھوة الأمواج ھوجاء
ترادفوا
مع ما في النرد من حذر
یمشون موتى
على الألواح أحیاء
في أبجدیتھم
شعوا ملائكة للكدح..
واشتعلوا في اللیل أضواء
لو لم یحیكوا خیوط الریح
أشرعة
ما زین اللؤلؤ الدري
حسناء
حد المدى
في المسافات التي احتشدت بالثلج
قد ثقّبوا الأعمار إیراء
ھم كالغیوم
فما اھتزت مناكبھم
إلا سقوا
في یباب الروح صحراء
مذ أصبحوا متن نص كادح أبدا
صار الجیاع
لذاك النص قراء..!