نواكشوط – مراسلون:
صدر عن مركز نجيبويه للمخطوطات وخدمة التراث كتاب بعنوان (ديوان الدكتور محمد المختار ولد اباه؛ رئيس جامعة شنقيط العصرية، وهو عبارة عن مجموعة شعرية منها ما سبق نشره في أعمال سابقة للمؤلف ومنها ما ينشر لأول مرة.
الديوان جمعه وحققه الشيخ محمد بن بتار بن الطلبه، ويقع في 148 صفحة من الحجم المتوسط.
ويأتي صدور هذا الديوان بعد سنوات من صدور كتاب "رحلة مع الشعر العربي" الذي سرد فيه المؤلف تجربته الشخصية مع الشعر من البدايات وحتى التحاقه بما سماه "نادي الحي الشعري".
يقول محقق الديوان: وإذا كانت هذه المجموعة الشعرية للدكتور محمد المختار ولد اباه قد انتصرت -كما انتصر الشعر - في أن تكون كيانا مستقلا من حيث التصنيف عن ثنايا
تجربته الشخصية بعدما لبثت في مخدعها برهة من الزمن فإنها تبقى مع ذلك ثمرة لهذه التجربة فارعة الفروع في فضاءاتها المختلفة ثابتة الأصول في ينابيعها المخضلة.
فقد جمعت أغلب قصائد الديوان ومقاطعه، بين قرب المأخذ وعمق الدلالة وسلاسة الأسلوب وهو ما يوحي ان الشعر أداة في يد الشاعر يديرها حيث شاء وليس الشعر سلطانا عليه يتحكم في مواقفه ويملي عليه ما يقول.
وقد توزعت نصوص الديوان على أغراض متنوعة مثل المديح النبوي والرثاء والحنين الى الوطن والإخوانيات.
كما أضيفت لهذا الديوان نصوص من الشعر المحلي ( لغن ) وترجمات شعرية تضمنها كتاب ( شعراء وقصائد من فرنسا ) لصاحب الديوان.
وقد صدرت لصاحب هذا الديوان الدكتور محمد المختار ولد اباه مجموعة من المؤلفات تناولت فنون الشعر والأدب منها " كتاب الشعر والشعراء في موريتانيا " الذي صدرت منه طبعتان، الأولى في تونس والثانية صدرت في المغرب وهي تقع في 445 صفحة، تضمنت مقدمة
نقدية اضافة لمدونة شعرية تمثل ثلاثة أرباع الكتاب، كانت هي المتكأ الذي اعتمده الباحثون -على مدى عقود - في قراءة الدواوين المخطوطة حين تستغلق عليهم قراءة كلمة أو جملة طمست بعض معالم خطها فإنهم لا يجدون إلا الشعر والشعراء، فيرجعون إليه لعل النص مضمن فيه، فكان بلا منازع منطلق الدراسات الأدبية النقدية والعلمية في هذه الربوع، لأنه أسس للبحث العلمي وأثار ما لم يثره أي كتاب، كما أنه ليس الكتاب الوحيد الذي خصصه الدكتور محمد المختار للشعر والشعراء في موريتانيا؛ فمن ضمن ما كتب :(رحلة مع الشعر العربي) وكتاب (نماذج من الشعر الشنقيطي القديم) و"منتخبات من الشعر الموريتاني المعاصر" وهي كتب تضمنت نصوصا جميلة وتراجم مفيدة، وآراء ثاقبة، وبصدورها إضافة لهذا الديوان تكون قد سدت بالفعل فراغا كبيرا في المكتبة العربية.