قطعة شعرية واقعية للعالم المدرس والشاعر الفذ محمد الأمين بن اميو رحمه الله، حين ذهب به أهله وهو مريض إلى طبيبة تقليدية مشهورة تسمى "سلامه" أخبرت أنه مصاب بالبرد فأوغلت في التحذير والوصفات... فقال:
سلامه قالت دع "الأتاي" واستكن * وحاذر الشربَ لو شربا من اللين
واحذر من البرد لا تَبرُز له أبدا * والبـس له كل ثوب جيد خَشنِ
واعمد إلى التمر واللحم السمين وشب* به الأرزَّ، وشب هذين بالسمن
وافعل كذا وكذا، ودع كذا وكذا * وكيتَ كيتَ... وما مارستَ من مِهَن
فقلت لما انتهت: كُفِّي فلم تُصبي * ما بي، وإنيَ عما قلتِه لغَنِي
لو تعلمين علاجي قلتِ معلنةً: * شِفا عُضالِك ذاتُ المنظر الحسن
أو تعلمين مزاجي قلتِ مرشدةً: * زُرْ مَن تحبُّ ولا تهجره في زمن
وقلتِ: داؤك ما قد كنتَ تكتمُه * مِن الجوى والهوى والهمِّ والحَزن
فبُحْ به الآن كي تُحظى له بشفا * فقد تضاءل عنه هيكلُ البدن
وصيَّرَ النارَ في الأحشاء موقَدَةً * وهو الذي حال بين الجَفن والوَسَن