طويت اليوم صفحة استثنائية من حياتي الشخصية والمهنية بتقديمي آخر نشرة وتغطية إخبارية على شاشة قناة آر تي (روسيا اليوم).. أطويها بكامل إرادتي وكلي فخر بالجو الأخوي الصادق الذي حفني ويحفني به الزملاء في هذه المؤسسة محررين ورؤساء تحرير ومديرين.
عندما قررت المغادرة تمسكت بي المؤسسة وأبدت كل الاستعداد للسعي في بقائي، حرصا ومحبة وحسن معاملة، وهذا لعمري هو خير ما يفخر به أي موظف يهم بالانتقال من مؤسسة إلى أخرى.
على مدى سنوات أربع وخلال آلاف الساعات الإخبارية التي كنت فيها جزءًا من فريق العمل تعلمت الكثير جدا، وأعتقد أنني ربحت فوق التجربة خبرة في البلد نفسه وبعض المعرفة بثقافته وأهله، وهذا في حد ذاته مكسب ثمين.
لم يكن قرار انتقالي سهلا، ففي هذه المؤسسة حظيت بتقدير عال وجو مهني وإيقاع في منتهى السرعة ظلت حتى آخر لحظة أتعلم منه دروساً مهمة أستفيد منها في المشوار الذي أرجو من الله سبحانه وتعالى أن يوفقني فيه.
لم أسجل في تاريخ عملي هنا لله الحمد مخالفة قانونية ولا توبيخا ولا استدعاء على تقصير مهني، وإن قصرتُ كثيرا في الواقع،، ولم يحدث أن استقبلت استفسارا أو توجيها بالانحياز أو بتغليب رأي على رأي، وكل ذلك يحسب للقناة ولا يحسب لي.
دعوني أفتخر أيضا بالوداع الاحتفائي الذي قابلني به كل الزملاء والذي أزعم أنني نلت منه ما لم ينل غيري، فالحمد لله على نعمة الرفقة الطيبة والزمالة الخلاقة.
أيها الإخوة والأخوات أنا شاكر لكم أنتم قبل كل شيء على ملاحظاتكم وتقديركم، وعلى نقدكم، وأشكر أكثر وأجزل الذين تحدوني وثبطوني فولد ذلك تحديا مني لنفسي وجهداً مضاعفا وسعياً صاحبه أولى أمره إلى الله سبحانه وتعالى وصفى النية.
سأعود بإذن الله لأكتب عن موسكو وأيامها فقد كانت لنا فيها ذكريات جميلة، أكلنا شهدها وشممنا عطرها وكفينا بعون الله بأسها..
لا أقول: وداعاً موسكو، وإنما إلى لقاء قريب بحول الله.
(تدوينة)