نتف من حياة الولية الصالحة ٱمنة بنت يوسف

سبت, 05/11/2019 - 06:31

كنت تربيت في محيط يكن الاحترام والتوقير للولية آمنة بنت يوسف ولو شئت لتحدثت عما كان والدي حمدي ابن عبد الرحمن وأخته أم المومنين(مينين)  سحت على ضريحهما سحائب الرضوان يحتفظان به لهذه الولية من الود والتلمذة والتقدير/ وإن لم تكن لها عليهما ولادة في النسب فلها عليهما ولادة روحية إن صح التعبير.
  وكنت قد كتبت تدوينات في أزمان متفاوتة عن هذه الولية الصالحة وجلها مما لم أر من تناوله ممن ترجموا لها وكنت أنوي جمعها ولم تزل الأشغال تحول دون ذلك واليوم أعود محاولا جمعها متكلا على ربي ذي الجلال
 هي آمنة بنت يوسف بن اخويير  من قبيلة إديوعيش ولها صلة ببيت الامارة فيهم كما سنورده لاحقا بحول الله في الكلام على توكلها على الله عز وجل 
وأمها أمات بنت لعميم من القبيلة العربية   المعروفة بالشجاعة والكرم الكرع بكاف معقوده 
ممن ترجموا لهذه الوليه حسب المعلومات المتوفره:
مدح الولية آمنة بنت يوسف كثير من العلماء والاجلاء والصلحاء ممن لا تتسع هذه العمالة لجمع أشعارهم فيها
وممن كتبوا عنها 
١__ تلميذها العلامة محمد سالم ابن أبي المعالي الذي يقول في مقدمة شرحه لقرة الأبصار في سياق كلامه عن زمان طلبه للعلم
 (وبعثني والداي إلى الولية آمنة بنت يوسف التي كانت تأخذ الأطفال من أهاليهم وتعلمهم القرآن، وأنا إذ ذاك في السابعة من عمري، وحفظت عندها القرآن في ثلاث سنين، ووهبت لي مصحفا وبقرتين كعادتها مع الأولاد: تقرؤهم القرآن وتهب لهم هبا سنيات وتأخذ لهم معلمين على نفقتها. وقد حفظت كثيرا من المسائل التي تأمر بها وتنهى عنها، وكانت ذات خوارق ومكاشفات وكرامات، كما أنها ذات علم لدني، ولم تخالف السنة يوما واحدا ولا تقبل مخالفتها بحضرتها، وقد أقسمت أن لا يستقر في ملكها شيء من الدنيا فوق ثلاث).
 ٢_ الدكتور محمد سالم الصوفي في كتابه كرامات صلحاء منطقة ترجمة وافية هي أشمل ما وقفت عليه وتعرض لأشياخها مثل الشيخ زايد المسلمين وباب بن حمدي وبين صلتها بالولي لمرابط ابن متالي وبأخوالنا الكرام  آل الشيخ محمد المامي وبشيخ محظرتها العلامة محمد عبد الله(أباه) بن النون وببعض الامراء وغير ذلك  لذلك مما لا  أطيل  يتتبعه لأني أرى أن من الاولى  قراءة تلك الترجمة كاملة لكونها أشمل ما وقفت عليه حتى الآن  ولتوفرها مطبوعة لها والحمد لله   بل نحيل على مكان ترجمته من ذلك الكتاب ط ١٤٣٩ هجريه / مركز المدى/   في صفحات: ٦٦ _ ٦٧ _ ٦٨. بل نظن أن من الاحسن محاولة  الزيادة وذلك ما سنحاول في هذه العجالة  بحول الله.
٣ _ الصحفية المعروفه السالكه بنت اسنيد في كتابها المطبوع (الشعر النسائي الشنقيطي القديم) فقد تحدثت السالكه بنت اسنيد عن الولية آمنة بنت يوسف وأوردها قولها (الذي يتتغني به المداحه في مدح الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم:
(مانك شار غلظك من حد
أنت الغلظ امنين ادير
سماك المول محمد 
شفيع الخلق نذير
صلى الله عليه وسلم
راجع الشعر  النسائي الشنقيطي القديم خلال القرن الحادي والجزء الاخير من القرن الرابع عشر الهجري منشورات وزارة الثقافى الموريتانيه  ص:٣١٢ 
  وتكلمت السالكه بنت اسنيد عن صلات الولية آمنة ببعض العلماء مثل الشيوخ آل محمد بن محمد سالم وأوردت مدح العلامة الشيخ كلاه بن صلاح لها وزيارة الفتى فتى بن سيدآمين لها فيالصفحة نفسها من الشعر النسائي الشنقيطي
وقالت السالكه بنت اسنيد قبل ذلك عن الوليه آمنة:(اشتهر بلقب بنت اخويير وتبين مختلف الحكايات الرمزية والمكتوبه عنها أن امارات الخوارق والصلاح والولاية قد ظهرت عليها في بداية نبوغها فيذكر أن (والدتها كانت تركبها على جمل وهي فتاة صغيرة داخل هودج وتقود زمام ذلك الجمل فنطت _ هكذا في الاصل ولعل الاولى فسقطت_ من أعلى الجمل وهي تصرخ بهذه الآية   ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ) ثم اختفت عن الانظار وبحث الاهل عنها في كل مكان مدة ستة أشهر ثم وجدوها أخيرا بحضرة محمذن فال بن كتاب عند انوعمرت )راجع الشعر النسائي الشنقيطي م/س/ ص:٣١١
إصلاح الوليه آمنة:
عرفت الوليه آمنة بالاصلاح وتعليم الناس الخير  والسعي في تدبير أموهم ومن ذلك ما يرويه عن تلميذها العلامة محمد سالم ابن أبي المعالي كما تقدم من مقدمة شرحه لقرة الابصار إذ يقول في سياق كلامه عن مقدمه على هذه الوليه " بعثني والدي  إلى الولية آمنة بنت يوسف التي كانت تأخذ الأطفال من أهاليهم وتعلمهم القرآن، وأنا إذ ذاك في السابعة من عمري، وحفظت عندها القرآن في ثلاث سنين، ووهبت لي مصحفا وبقرتين كعادتها مع الأولاد: تقرؤهم القرآن وتهب لهم هبات سنيات وتأخذ لهم معلمين على نفقتها. وقد حفظت كثيرا من المسائل التي تأمر بها وتنهى عنها، وكانت ذات خوارق ومكاشفات وكرامات، كما أنها ذات علم لدني، ولم تخالف السنة يوما واحدا ولا تقبل مخالفتها بحضرتها، وقد أقسمت أن لا يستقر في ملكها شيء من الدنيا فوق ثلاث" مما أفادني به أخونا وأستاذنا الشريف المعلوم ابن المرابط 
ومن هذا الاسطر الجليله لهذا العلم نستخلص إصلاح الولي آمنة بقيامها على تعليم الناس الخير ورصدها جوائز لذلك بالاضافة إلى كرامات وعلو شأن هذه الوليه 
ومن إصلاح جدتنا الصالحة العالمه آمنة بنت يوسف وإنكارها للمنكر:
ما حدثني به شيخنا المرابط محمد سالم ابن عدود عمن روى له من محيطه العالم ممن لم أضبط تعيينهن طيب الله ثراهم وأبقى في الصالحين ذكراهم  وعدم الضبط من تلميذه هذا :
أن جدتنا الصالحة العالمة آمنة بنت يوسف كانت تقول منكرة عادة فلي المحارم لمحارمهم وتوسدهم لهن فتقول (المحارم المحارك )بكاف معقودة تريد بها جمع محرقة قلت ولا قول لي وهذا مما يذكر بقوله صلى الله عليه وسلم (الحمو الموت
من تلامذة آمنة:
العالم المامي بن اباب الذي روى عنها بعض الاحكام ومن ذلك ما تضمنه قول حفيدها العلامه محمدن ابن أمات:
(حدثني نجل أباب المامي
ذي العلم عن جدتنا أي آم(نة...)
أن الذي خوف العقاب قد يصل 
بذا له أجر الخشوع قد حصل .)
مصدر البيتين مكتبة أهل الدوله العظيم قديما الشامي حاليا
تلامذة آمنة:
لآمنة تلامذة كثر منهم الشيخ الصالح عبد الله العتيق بن البخاري بن محمد بن محمود  
الذي لقبته،( بدرباله)
وفي ذلك يقول المؤرخ الكبير الشيخ هارون بن بابه ابن الشيخ سيديا في سياق كلامه عن عبد الله العتيق بن البخاري بن محمد بن محمود الذي وصفه بأنه :"اشتهر بالكرم الفائق ...":"وابن أخيه عبد العتيق بن محمد الامين بن البخاري بن محمد كان رجلا صالحا وهو الذي سمته بنت اخويير "بدربال "فغلبت عليه . راجع كتاب الأخبار لهارون المدكور مخطوط بحوزة ابنه الفضل بابه ابن هارون الدفتر الثالث والعشرين من النسق الأول ص:5٢٤
الشيخ الزعيم محمد محمود(حم) بن عبد الرحمن بن أحمد بن البخاري بن مولود ف(قد ذهب إلى الولية الصالحة آمنة بنت يوسف ويقال إنها قد دعت له بقوله (ينصر حكك _بكافين معقودين _ أينصر كذبك) وقيل إن المعنى نصرك الله في الدنيا والآخرة إذ الدنيا دار كذب والاخرى دار حق.)من تحقيق ديوان حبيب الله لأخينا الاستاذ محمد الامين بن محمود ص:٢٦  
ومن تلامذة العلامه محمد سالم ابن أبي المعالي وقد تقدم كلامه في ذلك رحمة الله عليه 
وغيرهم

وفيها يقول العالم المفسر حبيب الله بن محمد بن محمود
(أرى أم النبي لها سمي
تصان به المكارم والمعالي 
تسامي في الإنارة كل حي
وشيمتها السماحة بالنوال
(فلو كان الرجال كما رأينا
لفضلت النساء على الرجال...)
راجع ديوان حبيب الله بن محمد بن محمود تحقيق الاستاذ محمد الامين بن محمود /المعهد العالي /٢٠٠٢ __ ٢٠٠٣م..
ص:١٣٨.
 
 من   أمالي العالمة والصالحة آمنة بنت يوسف  
ماسجله شيخ محظرتها القاضي محمد عبد الله "أباه" بن النون بقوله :
"عن الأمينة الخوير **رجليك خللنهما بالخنصر * 
تبدأ بالخنصر من يمناكا **تبدأ بالإبهام من يسراكا "
وقد ذيل هذين البيتين العالم الشريف الحسن ابن عابدين في ألفيته في الفقه المالكي :"وذاك عن جدتنا رواه **قاضي القضاة الموسوي "أباه "
ومن ذلك قول شيخنا العلامة محمدن ابن أمات :
حدثني نجل أباب المامي ذي العلم عن جدتنا أي آمنة 
أن الذي خوف العقاب قد يصل **بذا له أجر الخشوع قد حصل 
المصدر مكتبة أهل الدواه في "لعظيم "بخط قائلها

من توكل الولية آمنة بنت يوسف على الله سبحانه : ماحكي لنا شيخنا محمد سالم ابن عبد الودود (عدود) عن القاضي محمد عبد الله بن محمد موسى وروت لي عمتي أم المومنين بنت أحمد يعقوب بن عبد الرحمن --- سحت على ضريحها سحائب الرضوان -- التي لقيت جل أبناء جداتنا آمنة بنت يوسف ابن اخويير جاد ت على ضريحها رحمات القدير أن بني عمومتها من إدوعيش الذين هم أصحاب الإمارة في تكانت أو العصابه أرسلو إليها أن تقدم عليهم ليحموها وأن تترك الساحل الذي ليس فيه سلطة ظاهرة ضابطة لأمور الناس إذ ذاك فأرسلت إليهم جدتنا آمنة أنها لا تحتمي بالمخلوق
وفاة الولية آمنة كانت سنة 1344هــ.

وفي ذلك يقول محمد عبد الله بن محمد بن محمذ بن عباس مؤرخا لوفاة الصالحة آمنة والشيخ محمد بن عبد العزيز 
في عام دمسش بعيد هجرة* نبينا من مكة لطيبة 
فارقنا غوث الورى محمد * هو لعابد العزيز ولد 
ومعه في العام ذا توفيت * آمنة وبالصلاح عرفت 
ورحمت في العام هذا أمي * وبرئت من ريبة وذم 
صبت عليهم و من الرحمن * سحائب الرحمة والرضوان "
وجدت هذا النظم بهذا العزوللقائل المذكور في ورقة عندنا وعام دمسش:1344هـــ. وصلى الإله على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
وصفوة القول إن الولية آمنة كانت من أبرز المصلحين والاولياء في المنطقة التي عاشت فيها حسب المعلومات المتوفره
رحمها الله وأبقى في الصالحين ذكراها 
وأدرك وأنا  أستعد لنشر هذه العجالة على نية العود لتعميقها بالكتابة عن ذرية هذه الولية بحول الله أن هنالك من أولى بالكتاب مني عن هذه الولية لمعرفتهم بشأنها وقربهم منها ومن زمانها فأعتذر لهم عن هذا الجهد الذي أكتبه مع تزاحم الاسفار وقلة النظر في الاسفار والله الموفق لما فيه الخير (وربك يخلق ما يشاء ويختار)
 

الدكتور عبدالرحمن حمدي ابن عمر

 

المصدر : مدونة أم لعواتك الثقافية والاخبارية