لا ما قُتلتُ و لمْ أصلبْ على خشبٍ
لا زلتُ حيًّا،معي شعري معي خطبي
لا ما ارْتحلتُ و لا ودَّعتُ قافيتي
إني على الخطِّ موجودٌ و لم أغبِ
لا ما لجأتُ سياسيًّا إلى بلدٍ
عنِّي غريبٍ أُغذِّي فكرة الشغبِ
هنا بلادي هنا ظِلِّي هنا شجري
هنا ممرُّ جدودي مستراحُ أبي
هنا ترعرعتُ إني قد كبرتُ هنا
هنا تُرفرفُ راياتي إلى الغلبِ
حقيقةً.أنا لم تَرفعْ يدي حجرا
أرمي سوايَ،و لم أقذفْ و لم أُجِبِ
الصبرُ زادي و ضبطُ النفس راحلتي
و اسْمي الهدوءُ،و كتمان الأسى لقبي
علاقة الفأسِ بالأشجار نعرفها
و الفأس ترقدُ أحيانا على الحطبِ
أمشي و أحملُ أحزاني على كتِفي
أُبْدي السرورَ،و أُخفي لحظة الغضبِ
دنيايَ كانتْ و لا زالتْ مخاطرةً
بحثًا عن الحقِّ ، إعراضا عن الريبِ
بحثًا عن الحبِّ صِرْفًا لا مجاملةً
هذا هو السِرُّ في بحثي و في طلبي
من الطفولة حتى اليوم تَضربني
حرارةُ الشمسِ لم أجمدْ و لم أَذُبِ
عطشانُ، ليس لماءٍ باردٍ عطشي
جوعان، لا لطعامٍ أشتكي سَغَبي
لم أنسحبْ عن ثباتي قيدَ أنملة
ما خفتُ رمحًاعلى صدري و لم أهبِ
و لا خشيتُ يدَ الجاني على عُنُقي
لكن خشيتُ على شعري على أدبي
على كواعبِ أفكاري عفائفها
و حورِها العين بل أبكارِها العُرُبِ
إني اخترقتُ سماءَ الشعر عاليةً
و جُبْتُها دون ضوضاءٍ و لا صخَبِ
فاالبرقُ في جزعٍ و الرعدُ في هلعٍ
و لن يثيرَ ذهوليى كثرةُ السُّحُبِ
أنا المعلِّمُ لي في الشعرِ مدرستي
و الدهرُ يقرأُ ما ألَّفتُ من كُتُبي
كمْ دولةً قد بنى شعري و مملكةً
أنا المتوَّجُ مُلكي غيرُ مغتصبِ
فَلِي بلاطي و كرسيِّي و حاشيتي
و لي رعايا تُواليني و تفخرُ بي
هذا ملخصُ تأريخي و ترجَمتي
و ما سواها فمَبْنيٌّ على الكذبِ
شعر:
عبد الله محمد درامي
من جمهورية مالي
