السعيدي وأحمدُ أدَّ يقدمان تجربتهما الشعرية في بيت شعر نواكشوط

خميس, 09/12/2019 - 23:48

 

 

يواصل بيت الشعر - نواكشوط تقديم التجارب الإبداعية للجمهور الموريتاني، وسط تنويع كبير في احتضان مختلف المدارس والأجيال الشعرية.

ونظم البيت مساء اليوم (الخميس) أمسية شعرية أحياها الشاعران: الحسن السعيدي، والمختار أحمدُ أدَّ.

وأثنى الأستاذ الدكتور عبد الله السيد مدير بيت الشعر في نواكشوط على الحضور النوعي لهذه الأمسية التي حضرتها شخصيات علمية وازنة.

وفي ظل الذكرى الرابعة لافتتاح بيت الشعر - نواكشوط قدم ولد السيد العناوين الأبرز في حصيلة العمل الثقافي لبيت الشعر تمثلت في إنجاز برنامج سنوي متنوع الأماسي والندوات والدورات التأهيلية؛ شاركت فيه أغلب النخب الثقافية والإبداعية الموريتانية، كما حافظ البيت، يضيف ولد السيد، على مهرجانه السنوي للشعر العربي والذي نظمت نسخته الأخيرة تحت الرعاية السامية لرئاسة الجمهورية، هذا إضافة لنشر مجموعات شعرية موريتانية، مهنئا بآخر ديوان يصدر وهو ديوان "المائيون" للشاعر أحمد شيخنا كباد.

وأكد ولد السيد أهمية المبادرة الرائدة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بافتتاح بيوت للشعر في الوطن العربي، مشيرا إلى أن هذه المبادرة تندرج ضمن فهم عميق للمشهد العربي الراهن، والسعي إلى الرقي بالإنسان من خلال غرس القيم الرفيعة بالشعر الذي أثبت التاريخ أنه رمز هوية الأمة العربية، وأنها تتراجع بتراجعه وتتقدم بتقدمه.

وذكر ولد السيد بالدور الثقافي الكبير لحكومة الشارقة في إنشاء مؤسسات عمل ثقافية في موريتانيا كبيت شعر نواكشوط، ومجلس اللسان العربي في موريتانيا، ومؤخرا مركز فنون الأداء، مؤكدا أن قيام هذه المؤسسات دليل على متانة روابط الأخوة والتعاون المثمر.

بعد ذلك، استمع الحضور إلى الشاعر الحسن السعيدي، الذي قرأ ثلاث قصائد من ديوانه هي: "مع أبي الطيب المتنبي"، و"هدية اليوم "، و"أزكى الصلاة".

وأنشد السعيدي قصيدته "أزكى الصلاة"، ومطلعها:

أزكى الصلاة على النبي الطاهر

نمحو بها إحن الزمان الغادر

تتنزل الرحمات من تردادها

وترى الجنان تزينت للناظر

إلى أن يقول:

أزكى الصلاة ننال من بركاتها

نورا ونشرب من معين طاهر

ونرى الحياة شجون شوق آسر

تهدى لأحمد في الصباح العاطر

ونرى الزمان سجل شعر خالد

يهدى إليك بكل صوت آسر.

كما أنشد قصديته "مع أبي الطيب المتنبي"، التي يقول في مطلعها:

ناد بعبقر من رواده شبح

       كأنه الحسن لا يصحوا إذا رقدا

يرنو إلى الغيب والأملاك تطرده

       يكفكف الغل والبغضاء والحسدا

تخاله من جحيم النار منبثقا

    يغتال صوت قصيد الأرض منتقدا

يرمي الأعاريض لا يلوي على أحد

       ويستخف بجهد طالما حمدا

ويواصل:

ولا يراجع في قول ولا نظر

       كفى بنا سفها لا يرتجي رشدا

تهوي إليه من الفردوس أفئدة

       يضمهن اختيالا حيثما قعدا

يضم أخيلة طار الفناء بها

       لكنها تركت إبداعها جسدا

روت برغم النوى من شعرها نتفا

       روت بعبقر كرم الخلد من بردا

صمتا فذا قادم تروي حكايته

     رغم الليالي ألوف طالما حسدا

اشرب بعبقر كاس الفن صافية

      فقد سقيت بني الدنيا بها أبدا.

وقرأ أيضا قصيدته "سنتان في عالم الحرف"، التي يقول في مطلعها:

مرت بشاطئك الميمون "ثنتان"

    من زهرة العمر كانت عمري الثاني

بلوت فيها عناق الحرف واستلمت

     يداي مهبط أحبابي وأوطاني

كتبت روحي حروفا لا أكفكفها

     نثرا وشعرا، هما في البوح سيان

إلى أن يقول:

بلوت ثم تباريحا وأخيلة

     من غابر الدهر ما نيطت بعنوان.

 

 بدوره قرأ الشاعر المختار أحمدُّو أَدَّ، وهو وفني عالي في الفيزياء (من مواليد 1994)، خمس قصائد من تجرته الشعرية، بدأها بقصيدته "أنا والمساء"، التي يقول مطلعها:

يغيب المساء ويأتي المساء

ويبقى الهوى.. موغلا مؤنسا

ودمعي.. ورعشة حرفي.. قصيد

وكل قصيدي بحبي اكتسى

تقمصني من هواك العذاب

إلى أن كفرت بكل النــــسا

تجوبين كل شرايين قلبي انــ

ــسياب الدماء.. صباح.. مساء.

إلى أن يقول:

أميل إليك.. وكلي رجاءٌ

وقد يستميل الهوى الأنفسا

لعل الضياء بإشراقــــــــه

يبشرني قبل أن أيأســـا

لعل قبولا لعينيك في الما

وراء سيأتي.. لعل...عسى

سيبقى هواك نديمي وتبقى

كؤوس الحياة رضى تُحتسى

سنطفئ يوما بدفء الهوى

لهيب الأسى وسننسى الأسى.

وقرأ قصيدته "مأساة أستاذ" ومطلعها:

أودعت من علمك الطبشور والورقا

وقد رسمت لطلاب العلى طرقا

واخترت من مهن الإنسان أشرفها

حتى تحملت فيها العبء والأرقا.

ويختمها بقوله:

تعود من فتنة الطبشور لا أملا

والقلب من هول ما لاقيته احترقا.

وقرأ قصيدته "ذكرى"، التي يقول في مطلعها:

أصبو إلى الأحلام.. فهي الموعد

فلذاك أصحو- لا أطيل -.... فأرقد

أنا كلما ذكر الفؤاد حبيبه

جادت عيوني.. واللسان الأجود

من دمعتين.. كتبتها عربية

فمتى يصدقها الخمار الأسود

إلى أن يقول:

فضلت صمتي في محادثة الحبيـ

ـب لعل صمتي بالحقيقة يرعد

متسلقا جدرانها منفى. على

بعد... وفي محرابها أتعبد

من ألف ميل ألف حب عاصف

تتوقد الذكرى إذا يتوقد.

وقرأ قصيدته "أَسَفِي!"، التي يقول فيها:

أنا وشعري.. سلكنا الحب أرصفة

مع الحياء!!.. بعيدا عن دجى العار

لأنني شاعر. هذي رسائله

دمع القصيد رمتها الغيد في النار

تلومني.. وكفاني بعدُها ألما

يدنو من القلب. لو شطت عن الدار.

وقرأ قصيدته "مناجاة أمل"، التي يقول في مطلعها:

آت مع الدرب.. لا ضاقت به السُّبَلُ

إطلالة الصبح- رغم الليل - تُحتَمَلُ

فالتائهون.. لأجل النور ما وقفوا

والظامئون. لأجل الحب ما نهلوا

والشعر. ما مزجت بالحب أحرفُه

في جملة ما.. وإلا ضاعت الجُمَلُ.

ويقول فيها:

آت على الدرب مذ نامت أشعته

بين الجفون. به العينان تكتحلُ

لو أنصف الدهر.. ما ليمت خواطره

حيَّتْهُ أفئدةٌ.... زُفَّت له قُبَلُ

لو أنصف الدهر. ما ضاعت رسائله

غرقى.. وولهى.. ببطن الحوت تبتهلُ.