لا تغمضي جفنكِ المختالَ يا قمَرِي
فإنني دونهُ أُغتالُ بالنَّزَرِ
كم موجةٍ فوقها قد كنتُ مُرتبِكا
لمّا ذَكرتُ الهوى عاذت من الخطَرِ
في جفنكِ اليومَ أحلامٌ و أسئلة ٌ
تكادُ تَعبثُ بالأجسادِ و العُمرِ
يا بسمةَ النورِ في تَدويرِ مِلحفةٍ
و لهفةَ البشَرِ المَسكون بالفكَرِ
يا نِعمةَ الزمن المَسروقِ بلسمُهُ
و غابة الثّمرِ المَزهُوِّ بالزّهَرِ
لا تتركيني فإني بعضُ أوردةٍ
و ماؤها من شفاهِ العُربِ و الغجَرِ
سأجعلُ الشعرَ أهدابا أُسطِّرُها
في كفِّ لحْنِ الهوى بالعود والوَتَرِ
سأسبِكُ النورَ أقراطا مُدَلَّلةً
حتى تَنالَ المُنَى بالرَّقص و الظّفَرِ
سأنتقي جُمَلا ما كان يَكتُبها
شِعرُ الهوى قبلنا للجِنِّ و البَشَرِ
ستنثني نَبضاتُ البُعدِ خائفةً
و يبسَم الحُبُّ رغم الجُرحِ للقَدرِ
فدلِّهيني إذا نادمتُ أخيلةً
في تاجِ شوقِ الهوى تهتَزُّ بالنّظَرِ
أنا الذي ركبَ الألواحَ مُرتحِلا
بين المَدائنِ بالأقلامِ و الدُّررِ
حتى لقيتُكِ فارتاحتْ سفائنُنا
على ضِفافِ الهوى في غفوةِ السّفر
فقلِّديني فخيلُ العُربِ نافِرةٌ
إلا إذا كُرِّمتْ في الصبح و السحَرِ
مسحًا على عنُقِ الأشواقِ مُبتسِما
كالفوزِ كالنَّغَمِ المُنسابِ في السّمَرِ