سلاما.. وطني.. أخدمك حيثما كنت

خميس, 09/26/2019 - 02:03

 

د. ‏أدي آدب‏ (*)

 

 

 

أشكرك من عمق قلبي أخي العزيز وصديقي وزميلي الأديب محمد فال سيدنا، وكل أعزائي المتفاعلين معك، على هذه اللفتة الكريمة التي قلما حظي بها أحدنا في حياته، مع أنني أعترف بصدق أن لدينا في المهاجر وفي الداخل كثيرون ممن هم أعلم وأبدع وأنفع.... وأنت لم تنف ذلك لكنك كتبت عن خاطر نفسي يلازمك شخصيا، لا تعرف له تفسيرا.. وأنا سعيد به حقا، لأن صاحبه شاب نبيل يصدع برأيه دائما. وليس لديه ولا لدي أي دافع لمجاملتي.
وفي هذا السياق أطمئنه وجميع إخوتي المتفاعلين معه، أنني رزقني الله - وحده- الصبر على "رمض الرصيف"، وثبت قدمي في مزلات صراط النضال ضد السقوط في مهاوي القيم، وأمدني بالقدرة ومد لي في العمر، حتى استمر في ترقيع ثقوب غربال تكويني المعرفي، غير المؤسس، ونفخ روحي بنفحة طموح وأمل، وطاقة جد، وعمل، وثقة بالله وحده ورضى بالقدر، مهما كان الضرر، حتى ربحت أخيرا-بفضل الله وحده- عملا شريفا ينسجم مع هوايتي، وهويتي، أستثمر في حسابه الخالد كلما تعلمته في حياتي من معارف متواضعة، حتى ليمكن أن أقول إنه عمل تعبدي مقدس...لا أخدم فيه دولة ولا شعبا، ولا ثلة من الطلاب في جامعة، ولا زمرة قراء تدوينة، أو مقال، أو كتاب... بل أخدم فيه اللغة العربية، وكل متكلميها من العرب والمسلمين، وكل عشاقها من مختلف الأعراف، و"الملل والنحل" أبد الآبدين... مستشعررا أن من وظفوني لم يفعلوا ذلك، لأني فلان بن فلان، وإنما باعتباري مجرد سيرة ذاتية ، خضعت للتجريب؛ فتجاوزته، بتوفيق الله وفضله، رغم عرفاني بضآلة الزاد المعرفي، وقلة الحيلة، والنفور من التملق.. فلاتبتئسوا يا أحبائي، فأنا بخير.... والقادم أجمل بإذن الله، له الحمد من قبل ومن بعد.

ملاحظة:

كانت التدوينة أعلاه ردا على تدوينة كتبها الشاعر الموريتاني المعروف محمد فال سيدنا

وهذا نصها:

((كلما ذُكرت "الكفاءات الموريتانية المهاجرة" ينصرف ذهني أولا إلى الدكتور ادي ولد آدب، ورغم إدراكي قيمته العلمية ومكانته الأدبية والثقافية، واستقامته الفكرية والسلوكية...
إلا أنني مازلتُ عاجزا عن تفسير ذلك "الترابط الذهني" الذي يذكرني بالرجل أولاً كل مرة!.
صحيح أنه من أعلام الأكادميين الموريتانيين الذين سعدتُ بلقائهم(في المملكة المغربية) حيث كنا نقيم هناك للدراسة، وكان الدكتور "ادي" يحضر رسالته للدكتوراه، فظل "واجهة" الطلبة الثقافية، وشاعرهم الملتزم، و عنوان صبرهم على التحصيل العلمي والأنفة المزينة بالتواضع والرزانة...
لكن ذلك وحده لايكفي تفسيرا لهذا الترابط في ذهني!.
إلا أنه عالم، وباحث، وشاعر كبير، يحتاجه وطنُه وشعبُه، فلماذا يترك للغربة بعيدا؟!))

_____

(*) من أكبر الشعراء الموريتانييين والعرب المعاصرين، أنتج عشرات البحوث والكتب.