عزيزتي أم النصر مامين، دعكِ منهُنَّ!
أنتِ الجمال والدلال والكمال، وهُنَّ رؤوس البغال، .. أنت أمل وهُنَّ جهل وسوء عمل...
فاتنتي الآبنوسية، سُمرتك لوننا الأصلي وضياء فخرنا، .. مساء كل جمعة تُمطرين قلوبنا بالحبِّ، تَتحرَّكين في وجداننا الجمعي، تُلوّنين عُيوننا بالفرح تحت ظلال الدهشة، ترفعين رأس الوطن عالياًّ، تُسددِّين دُيونه حتَّى قبل أن تَستديني منه..
الأنوثة أخلاق قبل أن تكون أزياء، والحياء أشد جاذبية من الجمال..
كم هو جميل بارق ثغرك المُبتسم عن سليقة حالمة، كم هيَّ ساحرة عيونك الفاترات السَّواجي في خجل، كم هيَّ مريحة وبريئة ملامحك الطفولية، الصقيلة من مساحيق الصين الرخيصة، ومُقشِّرات افريقيا الوضيعة، وأصباغ سوق العاصمة الخليعة،.. كم هي جميلة طلتك المحتشمة، وملحفتك المضبوطة الحواف على المُحيَّا الوليد من إرث الشرف التليد، المتنزِّه من كلّ ما يُعاب ،..
غُضِّي السمع والبصر صغيرتي عن عابدات المظهر، فقد تعاليتِ عن ذلك الصّنف استمساكًا بعكس وصفه، شَرُفت صفاتك عنهُنَّ يوم ملأتِ ذهنك بأشياء أثمن،..
من أين لأفواههنَّ الغائمة دُخانا بلسانك المُتبتّل على شُرفات الأحرف؟،.. من أين لهُنَّ بعقلك السَّابق لعُمرك أشواطا، ببراءتك الفطرية، بردود افعالك البكر، بصمود عزيمتك المُبهر؟..
غاليتي هُنَّ من عالم أعياهُ الزَّيف والتَّصاغُر والتَّصبغ والفراغ البارد والتَّعبير بعابثٍ من اللواحظ،.. هُن ورود بلا عِطر.. وانتِ من عَالَم النّور والطموح والشّغف، من عالم النَّحت على الجمال بلسان القرآن.
واصلي الإبداع والعطاء عزيزتي، .. لا تشغلي البال بذات وقاحة تَفترش حُطام الغباء، تظنُّها -توهُّمًا- ذات ملاحة، تنتقدك بحروف عرجاء.. أنتِ وإيَّاهُن أضداد لن تتفق.
أمّ النّصر، أنتِ فخرنا وأنتِ الأجمل والأنقى.