ديوانُ عُقْبَةَ.. في دَمِي.. وفَمِى.. صَدَى
أنْشودةِ التاريخ.. مَزْمُور الفِدا
الريحُ.. والرَّمْلُ.. الطيورُ.. هُنا.. شَدَتْ
بِمَدِيحِهِ.. حتَّى الفضاءُ.. بهِ شَدَا
والشِّعْر يَكْتُبُ نفْسَه.. فيه.. هنا
جعلتْ مَطَالِعُهُ المَغَارِبَ مَرْصَدَا
فانظرْ.. إلى دُرَرِ القصيدِ.. تَناسقتْ
فيه.. ولمْ ترْغبْ- سواهُ- مَقْصدَا
فهُنَا.. بِوَادِي عَبْقَرَ.. الشُّعَرَا.. لَه
أحْيَوْا عُكَاظَ.. وَذَا المَجَازِ.. المِرْبَدا
يا عُقْبَةَ الفِهْرِيَّ.. يا جِسْرَ المَدَى
بَيْن َالمَشَارِقِ.. والمَغارِبِ.. يَا الهُدَى!
طِفْلًا.. تَذَوَّقْتَ النُّبُوءَةَ.. مِنْ فَمِ الـ
ـهَادِي.. بِطَعْمِ التَّمْرِ.. جَلَّ المُبْتَدَا!
وَكَبرْتَ.. فوْقَ العَادِيَاتِ.. رِسَالَةً
عَبَرَتْ بِحَارَ الرَّمْل.ِ. أبْعَدَ.. أبْعَدَا!
حَتَّى تَلَقَّاكَ المُحِيطُ.. وأذْعَنْتْ
أمْواجُه.. لخُطَى حِصَانِكَ.. سُجَّدا!
فبَعَثْتَ. عبْرَ المَوْجِ.. دَعْوَتَكَ السَّلَا
مَ.. جَعَلْتَ- مِنْ هذا المُحِيطِ- الهُدْهُدا
أشْرَقْتَ.. في إفْريقِيا.. قَمَرَ الهُدى
وَزَرَعْتَ فِيهَا "اللهُ أكْبَرُ".. سَرْمَدا
يَا فارسا.. أخَذَ الكِتَابَ بِقُوَّةٍ
للسِّلْمِ.. مَدَّ يَدًا.. وفي الأخْرَى الرَّدَى
لوْلاكَ.. مَا ازْدَرَعَتْ مَغَارِبُنا.. هُدًى
وَتَعَرُّبا.. وَتَحَضُّرا.. وتجَدُّدا
فتْحُ المَغاربِ.. كانَ محْصورا.. فمُذْ
عَوَّذْتَهُ- بالقيْرَوان- تمَدَّدَا
واخْتَرْتَ أنْ تَحْيَا هُنَا.. مُسْتَشْهِدًا
طولَ المَدى.. سَيظلُّ غَيْبُكَ مَشْهَدا
يَا بِنْةَ عُقْبَةَ.. بَعْضَ زَهْوِكِ.. إنَّه
لَأبِي.. دَمِي في وجْنَتَيْكِ.. تَوَرَّدا
لِبَناتِ عُقْبَةَ مسْحةٌ قَرشيةٌ
جَمَعَتْ مَحاسِنَ غيْرهِنَّ تَفَرُّدَا
ولَهُنُّ بالنسَبِ الأجَلِّ.. تَدَلُّلٌ
مهْما الفتَى العُقْبِيُّ.. عَزَّ تَصَيُّدَا
لكنَّ شِعْرِي اليَوْمَ.. يَأْخُذٌ جَدُّنَا
مَكْنوُنَه.. وَأنَا.. وأنْتِ.. لَهُ الفِدَا
شِنْقِيطُ.. مَرْسْى الفاتحين.. ومُنْتَهى ال
شِّعْرِ الجَميلِ.. ومُنْتَهَاهَا المُبْتَدَي
أدي ولد آدب-15/11/2019