في بيت شعر نواكشوط.. "تراتيل الأصيل" تغني للأرض والبحر والغروب 

خميس, 12/05/2019 - 21:45

نظم "بيت الشعر - نواكشوط" مساء اليوم (الخميس)، وضمن "تراتيل الأصيل"، أمسية شعرية جديدة شارك فيها الشاعران: السالك سيدي محمد ابابي، ومحمد يمهلُ كباد، وأدارتها الأستاذة عيشة أحمد.
وبدأت الأمسية بتقديم سيرة ذاتية للشاعرين الذين ينتميان لجيلين شعريين.
بعد ذلك استمع الحضور إلى الشاعر السالك بن سيدي محمد ابابي، وهو من مواليد 1982م في كيفه (وسط البلاد)، متخصص في اللغة العربية والفلسفة، وخريج المعهد العالي للدراسات والبحوث العربية والإسلامية، وفائز بجائزة التقدير من اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين، وقرأ عدة قصائد من ديوانه بدأها بقصديته "بكــــاء على الأقصى"، والتي يقول في مطلعها:
ألا ناديا من كان للربع باكيا
وقد هيج القدس الشريف البواكيا
لقد كان من بخل بقية مدمع
يصان بغرب العين لم يلف جاريا
أعرْ دمعَك القدسَ الشريف فإنه
إذا لم يكن للقدس ما كان وافيا
ألِمَّا نُذِلْهُ الدمع إن كان صادقا
على قبة الأقصى المبارك جاريا
ويتذكر الشاعر جو الدراسة في "المحظرة الشنيقطية،" حيث يتحلق الطلاب في ذلك "الريف العالم"، يقول:
ليت الزمانَ يعود اليوم ثانية
بالأصمعي لمن قد بان وادكرا
بل ليته عاد والأيام مسرحه
بسالف الأمس والورد الذي صدرا.
وأنشد أيضا قصديته "شباب المجد"، التي يقول في مطلعها:
شباب الجد قد بلغ المراما
ومجدا في أعنته تسامى
وداس الفرقدين بأخمصيه
وكان الجد مركبه دواما
إلى العلياء كي ينمى إليها
ومن رام العلا شد الحزاما.
فلا تكسل إذا ما رمت مجدا
وطاولت الرواسي والشماما
وشمر عن سواعدك افتخارا
وإياك الدَّنِيئةَ أن تساما.
بدوره، قدم الشاعر محمد يمهلو كباد، قراءة في تجربته الشعرية، وهو من مواليد 2000 بمقاطعة "جكني" (شرق)، وبدأ بدراسته في المحظرة، ثم التحق بالنظام التعليمي الحديث، وشغف بالشعر وبتاريخ العرب، وقد أنجز مجموعة شعرية لم تنشر بعد، يقول في قصيدته "وخز":
صداي الآن منتشر وقبلي
وكنت أحبها لتحب قتلي
وكان الوقت يعزفني نصوصا
ورغم العجز عن تحديد شكلي!
شقاء الليل كان رغيف خبز
فكم تقتاته الأوقات مثلي!
وقرأ أيضا قصيدته " مزن من الماء"، التي يقول في مطلعها:
مزن من الماء جدا أكدت حدشا!!
وأولتني بلا روح أتى النعشا!!
قد جئت وحدي مع الساعات تعزفني!
حاولت أعبر سيرا دربي الهشا!!
لاحظت بين سطوري ألف معصية!
وبعض خوف وطفلا يتقن الرعشا!!
إلى أن يقول:
سافرت تحملني فلك الخليل هوى
لم يلتزم نغماتي قبلها الأعشى!!
مضرجا بدمائي سوف تكتبني!
كل الليالي تعيسا...  عزلتي أخشى!!
وقرأ قصيدته "أتيت"، التي يقول في مطلعها:
أتيت ولا شكوك تثار عندي
وكنتِ من البداية أنت قصدي
أحاول والرياح تبيد ضوءا
وأشيائي صدى حزن وكدي
على قلق الشواطئ ذات فجر
يخاف البحر من جزري ومدي
متى يغتالني وقت قصير
أعاد سدى، لعل يدا تمدي
وخلف تزاحم الأسرار ليل
تترجمه تجاعيد بخدي
أنا رغم الشحوب لدي وجه
به أمل تناقص رغم جهدي.
وأنشد قصيدته "الدرب الوحيد!"، التي يقول في مطلعها:
خلوه يسبح في الفراغ ويصمت
هو بائس لا تعتريه الفرحة!
مذ جاء يرقص كاحتمال خائف
فدنى إلى اللاشيئ.... أين الوجهة؟
وعلا إلى الأرض الكريمة مسرعا!
تجتاحه في لحظتين الحيرة!
يمشي إلى الظل المديد مشتتا
وتقيم نافلة هناك الدمعة!
كما أنشد قصيدته "على متن"، التي يقول في مطلعها:
على متن رملك وخز!
وموت!
تموت سدى... عاجز!
حيث يأتيك بعضك ذكرى!!
فحاول شحوبك !!
كن أي شيء وكن كي ترى!!
خائفا!
عاشقا!
في الدروب تفرق دمعا!
وكم في خطى الوقت ينعى!!
كثيرا من الفلسفاتِ!!
احتمالَ الغروبْ!!