أدباء موريتانيا يحتفون ب"السالمية".. الديوان الجديد للشاعر المختار السالم

ثلاثاء, 01/21/2020 - 02:29

أشاد عدد من الشعراء والكتاب الموريتانيين بالديوان الجديد للشاعر المختار السالم "السالمية" (الشاعر والقصيدة.. الذكر والأنثى"، الصادر الأسبوع الماضي عن منشورات "نيوزيــس- منشــورات فرنســا"، والذي يقع في 132 صفحة من الحجم المتوسط، وهو عبارة عن قصيدة واحدة (لامية) مؤلفة من 365 بيتا في بحر واحد وقافية واحدة، موزعة على17 مقطعا.

 

فقد كتب الأديب الدكتور أبوه ولد بلبلاه "أخي المختار السالم من كل ضيمٍ، العِاري من كلِّ عارٍ، الكَاسِي الإبدَاعَ حُلَّةً حداثِيةً مُوغِلةً فِي ارتِيَادِ آفاقِ فضَاءَاتِ تكْسِيرِ قيُودٍ أرهَقتْ مسَارَ التَّجديدِ والانعِتَاقِ الثورِريِّ في بلاد المليُون قَصيدَة.

هنيئا لك صدورُ السالمِيَةِ، القصيدةُ-السنَةُ، 365 بيْتٍ-يَوْم هي إبحَارٌ فِي فضاءِ إبداعٍ سالِمِيٍّ ما لكَ فيه منَافِسٌ وما ينْبغِي له أن يكُون.

شكرا على التنويهِ بهذا القليلِ الذِي ساهمتُ به في إيضَاح مغْلَقَاتِ نص شدَّتنِي هندَسَتُهُ الفَرِيدةُ وجِذَبنِي ظلُّ بنائِهِ المِعمَارِيِّ الوَارِفُ.

لك إجلال الإبداع وثناءُ الحداثةِ وتقدِيرُ التجديدِ على تكْسيرِك الثَّورِيِّ لمُرهِقَاتٍ كبَّلَت سحرَ المبدِعِين وقتَّلَت شعرَ السارِحِين فِي استِشرَاف مستقبل القصيد العربي السابقين لزمانهم، القابسين لمكانهم قَبَساتٍ ما كلُّ مبْدِعٍ، غيرك، أخي المختار السالم، بقادر على حمْل أعبائِها والنَّوءِ بانعِكاساتهَا في الساحة الثقافية والأدبية والنقدية، فما جاءَ أحَدٌ بمثلِ ما جئتَ به من حداثةٍ وثورَة إلا ناوَأَهُ قومُه والعِداءَ ناصَبُوهُ:

حسَدُوا الفَتَى إذْ لم ينَالُوا شَأْوَهُ...فالقَومُ أعدَاءٌ لهُ وخُصُومُ....

سِر مُوَفَّقًا ولك التحيةُ والثناءُ الثَّمِينُ.

أخوك ابوه ولد بلبلاه".

وكتب الشاعر الدكتور أدي آدب تحت عنوان "ديوان "السالمية": إعلان مدرسة إبداعية"، ما يلي:

"الأديب الموريتاني: المختار السالم أحمد سالم، يرسم ملامح بصمته الإبداعية المميزة، من خلال عنونة أعماله الأدبية: دواوين، وروايات، وحتى مقالات، بطريقة تتحدى آليتي في قراءة النصوص، التي أسميها: "جدل المتن والعنوان"، والتي أقيس بها مدى مصداقية الاسم، حسب تجليات بنيته في نسيج المتن؛ إذ "الكتاب يقرأ من عنوانه"، كما يقال، وعلى ضوء ذلك أعتبر أن أي عنوان، لا يناسب متنه، هو مثل رأس حُطَّ على جسد غير جسده؛ حيث لم تعدْ العناوين تسميات اعتباطية تطلق جزافا، وإنما أصبحت سيدة "عتبات النص" الدالة، باعتبارها تمثل – من طرف المبدع – قراءة مركزة، تختزل أبعادَ مُنْجَزِه الثري في كلمة أو جملة، ما يجعل البحث في حيثيات النسب بينها وبين العمل المعنون، لعبة نقدية مغرية، تستهوي القارئ دائما، عبر غواية غلَّابة يستبطنها أو تستبطنه، فيمارسها أو تمارسه، بوعي أو بدونه.

وهكذا، عندما قرأت عنوان ديوان المختار الجديد: "السالمية"، ليلة فَضَّلَ أنْ يكون أول إعلان لصدوره، هو أجمل أصناف كرم ضيافته لنا في بيته العامر قبل أسابيع، لم أنخدع ببساطة العنوان، ولا بظاهر تقليدية التسمية بنسْبَةِ المُؤَلَّفِ للمُؤَلِّف، فالمختار السالم "قرين القافية"، المتفيئ أبدا "ظلال الحروف"، عميد سدنتها، المتحسس "وجع السراب"، في "القيعان الدامية"، ، المستكشف “سراديبه في ظلال النسيان"، عبر "موسم الذاكرة"، المُحَضِّرُ الماهر لأرواح "البافور" في نثرياته الشعرية، المستشرف للمبدعين المنتظرين، الذين يتوقع أنهم سيقتحمون سديم المشهد "ويأتون غدا"، ربما ليعلن للجميع، سره الأكبر، مشيرا بسبابته إلى حرفه الجميل :"هذا هو النهد الذي اعترفت له"..

من هذ التميز المشهود في صناعة العنونات، أدركت أن "السالمية" خبر لمبتدأ محذوف، تختزل "ال" التعريف فيه، إعلان احتكار بصمة إبداعية، لا يشارك المختار السالم فيها شاعر ولا كاتب.. إنه باختصار إعلان لمدرسة أدبية متكاملة العناصر عنوانها الشامل: "السالمية"، لمَّا يُتَحْ لي الوقت الكافي لتجاوز عتبات عناوينها الجميلة المحكمة، لاستجلاء أعماق فنيات مضامينها المغرية".

وبدوره، كتب الشاعر د. عبد الله أمون "قرأت نماذج من جنون المبدع المختار السالم في ديوان السالمية كما وردت في الدراسة التي أعدها عنه الأستاذ الناقد ابوه ولد محمدن بلبلاه.

والحقيقة أن المختار السالم يمثل في ذاته كوكبا سيارا في مجرة أخرى من مجرات الإبداع التي ربما لن تكتشف إلا بعد زمن ضوئي قابل.

الشعر المتداول بكل أبعاده ما زال يلهث خلف سديم المجرة التي استعمرها و استوطنها المختار السالم منذ أمد سحيق ولم ينجح في الاقتراب من أطرافها الخارجية

أغلب الظن أن نجي المختار السالم خلق من مارج ذي مواصفات خاصة تختلف عن تلك التي خلق منها شياطين بقية شعراء هذا المنكب القصي".

كما دون الشاعر محمد المحبوبي على صفحته في الفيسبوك قائلا "أبارك للشاعر المثقف/ المختار السالم صدور "السالمية" المجموعة الشعرية الثامنة له، وهي من الشعريات الملحمية المأهولة ببكائية طافحة بالمرارة والألم إزاء السياقات العربية الخاصة ومعيش الإنسانية الراهنة.

تتوزع هذه اللامية الطويلة بين سبع عشرة قصيدة منها: "المقطع الأخير ناقص ما تعدون..."، و"المقطع الأول ناقص الأخير"، و"الحمام المعتدي"، و"كان ضوء"، و"المقطع صفر تحت النار" و"المقطع نار تحت الصفر"، و"كهف بلا وصيد"، و"باب مدينة الكلاب"، و"عام النسور الحمر"، و"المدينة وبيض المرايا"، و"إجازة مرضية"، و"تقوست أسماؤنا"، و"الفيال"، و"عش للأفق"، و"أعشاب غير عربية"، و"مفتي الشيطان"، و"الجبل المتردم... البحر الغريق".

هنيئا للصديق الأكثر معرفة بمقاهي مدينة نواكشوط.".

 

وكتب الشاعر الدكتور زين العابدين باب الحسن ما يلي:

"الصدمةُ، الجرس المبحوح أدعيةً...

الدمعة ، الغربة ، المنفى، بداخلنا الليل والبيد...

معاشنا الموت في الحلم الذي انفعلا ...

أنا نديم الدم الخاوي أصالحه وسامةً..

غنى لدميته ، غنى للحيته، غنى لمن لمس الأفعى...

جمل شعرية مكثفة أشد التكثيف، موغلة في الأصالة والفرادة ومن مثلها الكثير بين حنايا النص.

صور مركبة وموحية بعنف .

قاموس مترف وتحكم بليغ في المفردات

لا ينفك الشاعر يفاجئك في جمله، وتبقى الجملة الموالية مستعصية على تخمين وحدس القارئ ، فيعلو بك ويهبط كيف يشاء إيقاعا وحسًّا وخيالا.

قصيدة من أقوى وأرقى ما قرأت منذ زمن طويل.

فهيئنا لشنقيط بهكذا شعر.".

كما أرسل زين العابدين الأبيات التالية إلى الشاعر المختار السالم:

عصماءُ تنثر وحي السحر خاشعة 
حتى إذا مسها من لحنه اشَتعَلاَ (للمثنى)
اللهفة، الرعشة، السرُّ ، الرؤى ، الصُّعَدَاءُ 
الغيم والغيب والدمع الذي جُبِلاَ 
الرُّوحُ تَقْطُرُ من سلسالها تَرَفًا
والفكر يعرُجُ في أفلاكها خَبَلاَ
قلْ أوحيِتْ وتجَلّى المنتهى ودنا
 قابَ الحروفِ ودَلَّى غُصْنَهُ جُمَلَا.

 

 

ودون الكاتب والإعلامي لحبيب الشيخ محمد‏ على صفحته في الفيسبوك: "إذا كان موران قد خرج بنا ب" مقدماته" من القرن العشرين، فالشاعر المختار السالم بقصيدته" السالمية" خرج بنا من عقد كامل من ال 21".

 

ونحتم بتهنئة الدكتور محمد ولد أحظانا رئيس اتحاد الدجباء والكتاب الموريتانيين والتي ورد فيها "خالص التهانئ للكاتب الكبير والشاعر المبدع، المثابز، من الدرجة الأولي، والمنتج من الدرجة الأولي، المختار السالم أحمد سالم.

أهنئه على سالميته الجديدة التي أتحفنا بها، كما اتحفنا بغيرها من المنشورات النفيسة المتميزة، ولنا في السالمية رأي لاحق على التهنئة بعد الاطلاع المتأني عليها.

شكرا مختار على التحفة الجديدة.".

 

يشار إلى أن الشاعر المختار السالم أحمد ألف ونشر حتى الآن أكثر من 16 كتابا، بينها دواوين: "سراديب في ظلال النسيان" (1999 نواكشوط)، و"القيعان الدامية" (دار الفكر 2009)، و"هذا هو النهد الذي اعترفت له" (باريس 2016)، و"البافور" (نواكشوط 2016)، و"يأتون غدًا!" (الشارقة 2017)، و"قرين القافية" (لندن 2018). و"زمن الأنفاس المهجورة" (المغرب 2018).

وأيضا صدرت للشاعر المختار السالم روايتان هما: "موسم الذاكرة" (2006 عن دار الشروق الأردن)، و"وجع السراب" (2015 عن دار القرنين بنواكشوط)، كما صدر له كتاب "التغريبة" (2018 في باريس)، وله أعمال شعرية وروائية أخرى قيد الإعداد للنشر.