"السلام عليكم ورحمةُ الله وبركاته، شاعرَتَنا الرمزَ، بَاته، سعِد صباحُك بالحُبور ويومُك بالغبطة والسرور، ودُمتِ لأصالةِ هذا الرَّبعِ فخرًا ولثقافته الأدبية شعرًا ونَقدًا ذُخرًا.
سدَّد اللهُ فِي سبِيل رفعَة هذا البلَد وهذا النَّاسِ قلمَكِ، فقَد كنت، وما زِلتِ، ولا زلتِ، تُسخِّرينَ للثّقافة، للفكرِ، للأدبِ، لغربلةِ الواقع النقدي، لتمحيص حَقيقة الشعر قَلَمًا سَيَّالاً بِالثقافة الثَّابتةِ الأصل في هذه الأرض، المُحَافِظة علَى الثَّابتِ المُربِّ، الفاحِصة للمتَحوِّل القُلَّب في اكتفاء ذاتيٍّ نَادرٍ حصَّن إبدَاعَك من ابتذال الاستيراد الأعمى لآخِر صَيْحات موضَة آرِّيفاجِ مَصانعِ الثّقافة والفِكرِ والشّعر، ممَّا صُمِّمَ وفقَ مقاييسَ ومعاييرَ أبدَعها عَقل غيرِنا وصَاغتها، طبقًا لمَصلحَتها، آلياتُ عولمَة الثَّقافة وثقافة العَولمة السَّاعية بجدٍّ وعن نيّة وسبق إصرارٍ وترصُّدٍ إلى إذابَة حَضارةِ الآخَر، إلى صَهر وسَائل إنتاجهِ الفِكريِّ والأدبِي، إلى طَمسِ مَعالِم علَّة كونِه ووجوده، إلى هدمِ كلِّ بنْياتِه الفوقيةِ لإعادة تصنيعِ كُلّ أولئِكَ علَى مقَايِيس جودَةِ التَّفَاهَةِ ورِفْـعَة العَبَثِيَةِ والإسْفَافْ.
حقًّا، لم يطّبِكِ كلُّ ذَلِكِ، ظلَّ إبدَاعُكِ لكِ، مثلَكِ، نَفِيسًا، ثَمِينًا، نبِيلاً، سامِقًا، شامِخَ الفِكر، ثاقِبَ الرؤيَةِ، عَلِيَّ الهِمَّةِ، متَعالِيًا عن تَافِهاتِ المضَامينِ، مُمَسِّكًا بالبَاقِيَات الصَّالِحاتِ منَ الموضُوعاتِ التِي تخدم القضَايَا الكُبرَى للإنسَان، للأمَّة، للوطَن، للفِكرِ، للأدبِ، للشِّعرِ، للشّعر وحدهُ، لَـه وحدَهُ، لا لغيرهِ، لا لحَاجَة فِي نفْسِ يَعقُوبَ، فتلكَ قَضَاهَا اللَّه ، ولا لمَآربَ أخرَى، اللهُمَّ إلّا أن تهُشَّي بشِعرِكِ، بِنَقدِكِ وبِـإبداعِكِ عَلَى السّاحةِ الثَّقافية والأدبيَة داعِيَةً إلى التجدِيدِ المتَبصِّرِ، لاَ التجْديدِ المُتَحسِّر...
وخِتَامًا، مَاذَ أقولْ!!، آه، أقُولُ:
وهَل يُنبِتُ الخطِّي إلاَّ وشِيجُه...وتُغرَسُ إلاَّ فِي منَابِتِهَا النّخلُ.
طابَ يَومُكِ، ورَاقَ شِعرُكِ ولاَ فلَّ قَلَمُكِ.
رفَعَ اللّهُ ذكْركِ وأصلحَ بالكِ، وأمَّنكِ فِي نَفسِكِ وسِربِكْ.
آمِــيــنْ."
سطّره الفقير إلَى رحمَةِ مولاَه، راجِي عفوِه ورِضَـاه، ابُّـوه ولد محمَّدَن ولد بَلبـلَّاه.