احتفاء بالمفكر و الفيسلوف المغربي عبد العالي العمراني جمال، انطلقت صباح اليوم، الأربعاء 26 فبراير 2020 بمدرسة الملك فهد العليا للترجمة بطنجة، فعاليات الدورة الرابعة للجامعة الشتوية التي تنظمها جامعة عبد المالك السعدي، ومدرسة الملك فهد العليا للترجمة، والمعهد الأوروبي للدراسات الإبيستيمولوجيا، حول “الترجمة والتأويل“.
وفي مستهل كلمته الافتتاحية، أكد الأستاذ بوشتى المومني، نائب رئيس جامعة عبد المالك السعدي، المكلف بالبحث العلمي والتعاون، أن “دورة هذه السنة كانت موفقة في اختيار الموضوع لما له تأثير بالغ على الباحثين والمتتبعين وصناع القرار، ولأهميته في تقريب وجهات النظر بين الأطراف المختلف”.
وأضاف بوشتى المومني، “إن مثل هذه التظاهرات العلمية تعبر عن أن مواكبة جامعة عبد المالك السعدي لقضايا المجتمع والبحث العلمي، لهو من صميم ركائزها، بدليل أن الموضوع الذي تتدارسه الجامعة الشتوية هذه السنة، يتسم بالراهنية ويدل في الوقت ذاته على الوعي الكبير لذى الجامعة و أكادمييها بمشكلة التحديث لإلحاق المجتمع بركب التطور والنمو”.
واعتبر الأستاذ بدي إبنو، مدير معهد الدراسات الإبيستيمولوجية، “أن الجامعة الشتوية بدأت تقف على رجليها”، ملاحظا أن، “أن الموضوعات التي تتناولها هي من صميم ما تهتم به مدرسة الملك فهد العليا للترجمة”، مؤكدا في الوقت ذاته على أن، “الدور الذي تلعبه مختبرات المدرسة تتقاطع مع اهتمامات المدرسة، بحكم أن النظريات التأويلية أصبحت اليوم تطغى على التوجه العام في العلوم الإنسانية والاجتماعية، علما أن مفردات المعهد الأوروبي للدراسات الإبيستيمولجية تؤكد على مسألة البيتعددية، بحكم أن العالم يحتاج إلى تعدد الزوايا وتوظيف مختلف التقاليد الأكاديمية، وكذلك التخصصات والتعاون ما بين دول الشمال والجنوب”.
من جانبه، ذكر الأستاذ نور الدين الشملالي، مدير مدرسة الملك فهد العليا للترجمة، أن “الجامعة الشتوية تعتبر حدثا فكريا وثقافيا كبيرا وهي بمثابة ثمر تعاون ولبنة من لبنات العطاء للعمل المشترك بين معهد الدراسات الإبستيمولوجية، أوروبا، ببروكسيل ومدرسة الملك فهد العليا للترجمة بطنجة”.
وأكد مدير المدرسة على أن، “اختيار موضوع هذا اللقاء العلمي يأتي من جاذبيته العلمية المتجلية في تطوير وتقوية قدرات الباحثين في مجال الترجمة والتأويل والفلسفة، وهو مجال متعدد الأبعاد والمشارب”.
والسياق ذاته، أوضح الأستاذ محمد القصار، في كلمة له باسم اللجنة التنظيمية، أن “أنشطة الجامعة الشتوية تشكل فرصة للتساؤل حول ما أنتجه الفكر الإنساني أو الخوض في أسئلة قديمة أسالت مدادا كثيرا دون أن يكون هناك إجماع في الإجابة عنها، بحيث تبقى هذه الأسئلة موضع نقاش، وبين أخذ ورد متواصلين”.
وبخصوص محور الدورة، أكد الأستاذ أن التأويل يستأثر باهتمام الباحثين. وتطرح حوله أسئلة عديدة، وفي هذا الصدد وارتباطا بموضوع الترجمة تساءل عن لماذا تطرح أسئلة من قبيل هل الترجمة ممكنة؟، وأنه إذا كامت الميتافيزيقا تدافع عن الترجمة، فعلى أي أساس تبني التيارات الفلسفية الأخرىة شكوكها في هذه الإمكانية”.
وكان المفكر المغربي عبد العالي العمراني جمال، ألقى صباح اليوم نفسه محاضرة علمية بعنوان :TRADUCTION , TRANSMISSION ET INTERPRETATION D UN CORPUS DE PHILOSOPHIE ARABE ET ISLAMIQUE ENTRE XII éme ET XIII éme SIECLES EN OCCIDENT LATAIN
يذكر، أن دور هذه السنة تتميز بمشاركة عدد من الباحثين والخبراء الأجانب، من الدول الشقيقة والصديقة، كما ستشهد تنظيم مائدة مستديرة يشارك فيها طلبة سلك الدكتوراه، لمناقشة عدد من المحاورذات الصلة بموضوع الجامعة الشتوية.