ضراعة إلى الله من طاعون العصر "كورونا"/ الشاعر دداه الهادي

خميس, 03/26/2020 - 18:04

 

كرونا جديد .. ماضي العزم .. باطش ..

سليل جراثيم .. غدت تتوحد ..

رسالة ربي فيه تبدو جلية ..

فعودوا جميعا للمليك ووحدوا ..

فلا الشرك مرجو .. ولا هو نافع ..

ولا الغرب معبود .. ولا هو سيد ..

إلهي لك المجد الرفيع .. ويرتجى ..

جنابك .. لا مجد كمجدك أشهد ..

----------------------

كرونا .. كرونا .. والصدى يتردد ..

حكايات موت واحد .. يتعدد ..

مآسي بحجم الكون .. يطبعها الأسى ..

وآهات أقوام .. سرت تتمدد ..

تجرد جهل الناس حتى تبينوا ..

ضآلة وهم .. كاد في الناس يعبد ..

أساطير قد سيقت .. ففندها الوبا ..

وصارت أراجيفا .. تقال وتسرد ..

تئن أروبا .. والجبابر تكتسي ..

من الذل ألوانا .. من الخوف تولد ..

فأين ادعاء الملك ؟ .. أين مشيئة ..

يسوقها بين البرية ملحد ؟ ..

وأين الذين العلم رهن بنانهم ..

إذا أمروه .. هب .. يعطي وينجد ؟ ..

وأين الذين الكون يسمع أمرهم ..

وتدبيرهم في المعضلات مسدد ؟ ..

سئمنا جنون الجاحدين وجهلهم ..

فلا الأمس أمس الكافرين ولا الغد ..

وقوفا، وليل العجز يهتف صارخا ..

بهم: أين أرباب الضلال؟ .. أ توجد؟ ..

جرحتم خفافيش الظلام سفاهة ..

فمنها شيوع الموت إذ يتصيد ..

وجائحة طافت .. يصاحبها الردى ..

عليها النوى في طوله ليس يبعد ..

علت وتعالت وهي محض ضئيلة ..

ومن دونها الأبواب بالكاد توصد ..

تقاسي شعوب الأرض نيران فتكها ..

فمن خوف كورونا الورى تتجمد ..

فهل في خفاياها صعاليك لا ترى ..

من الجن .. أم فيها شياطين مرد؟ ..

تهاوت قلاع حين دكت حصونها ..

ولم نر جندا .. للوغى يتجند ؟ ..

ولا ريح تعوي في المدائن صرصرا ..

ليهلك فيها البعض .. والبعض يشرد ..

ولا أرجل تمشي كما الجند في الوغى ..

فيالقها سود الصنائع توعد ..

ولا حاملات الطائرات تحركت ..

على متنها من فاحم الموت أسود ..

ولا "فرقطات" في جوانبها اللظى ..

مشاهده نار إذا هي توقد ..

ولم يسر من جرثومهم ما تعهدت ..

مخابرهم مسخا ..، فذاك مقيد ..

كرونا جديد .. ماضي العزم .. باطش ..

سليل جراثيم .. غدت تتوحد ..

رسالة ربي فيه تبدو جلية ..

فعودوا جميعا للمليك ووحدوا ..

فلا الشرك مرجو .. ولا هو نافع ..

ولا الغرب معبود .. ولا هو سيد ..

إلهي لك المجد الرفيع .. ويرتجى ..

جنابك .. لا مجد كمجدك أشهد ..

تعاليت عن كفء .. ولا ند مشبه ..

لك الله .. يا من في السماوات تعبد ..

تنزهت عما يدعيه ملاحد ..

سرائرهم من لعنة السوء تجحد ..

فسبحناك اللهم يا سيدي ويا ..

كريما سواه قادرا ليس يوجد ..

رجوناك لطفا في النوائب والقضا ..

وبعدا من البلوى إذا هي تحصد ..

ومن داء كورونا بك الله نحتمي ..

وقد فاز ظهر في المهيمن يسند ..

يد الله منجانا إذا طاف طائف ..

وليس لغير الله في المرتجى يد ..

فزعنا إلى باب الكريم تقربا ..

وزلفى وندعوه جميعا ونسجد ..

أغثنا إله الضارعين فلم تزل ..

لحاجاتنا يا قابل التوب تقصد ..

ويا قاهر الأعداء دمر عدونا ..

سألناك بالقهار .. إن هجم العدو ..

إذا أغلقوا دور العبادة والتقى ..

ففي كل قلب مخبت لك مسجد ..

وهذي النجوم النائرات توقدت ..

وقامت بعلياها لك الله تسجد ..

شموس وأقمار .. كواكب طلع ..

وما لست أدريه إذا أنا أنشد ..

عوالم لا تحصى عجائبها ولا ..

تعد .. وأفلاك تقوم وتقعد ..

تصلي لك الرحمن وحدك ...، كلها ..

تناجي وتدعو .. في الدجى تتهجد ..

وكم في الروابي من طيور .. صفيرها ..

دعاء، تناجي الله حين تغرد ..

وكم أمم في البحر تدعو تضرعا ..

إله السما .. ترجو العطا وتمجد ..

وما النمل إلا أمة ...، ومثيله..

كثير .. يناجي عندما يتشهد ..

فيا صمد .. يا واحد أحد .. ويا ..

غني حميد .. بالعطا يتفرد ..

ويا حي يا قيوم .. يا دائم البقا ..

بك الخوف من هذا الوبا يتبدد ..

ونأمن من مكر البوائق والبلا ..

ومن سوء ما يهوي إلينا ويصعد ..

سألتك بالجبار قصم العدا .. ومن

يحاولنا بالسوء إذ يتعمد ..

حمدناك يا ذا الطول فامنن بنعمة ..

وزدنا، أيا من في النوائب تحمد ..

وهب باسمك الوهاب واسع رحمة ..

وفضلا كثيرا .. دافقا يتجدد ..

ويسر إلهي بالرحيم أمورنا ..

ونار الذي عادى بحفظك تخمد ..

تباركت ربا يا إلهي وخالقي ..

لك الشكر مني .. بالدعاء يعضد ..

أنرت سبيلي بالنبي محمد ..

ويا حبذا ذاك النبي محمد ..

محمدنا المحمود تاج رؤوسنا ..

وسيدنا المبرور .. من هو منجد ..

أتانا بدين الله ذات عشية ..

فتاريخه طهر .. نقاء .. وعسجد ..

وأيده الرحمن بالرسل والهدى ..

فهو رسول الله .. وهو المؤيد ..

تجلى لأقوام أوابداهم على ..

عواهنها .. كادت تدوم وتخلد ..

عليه صلاة الله ثم سلامه ..

مدى الدهر لا تفنى ولا تعدد ..

كذاك على الأصحاب والآل كلهم

فهم سادة الأزمان والله يشهد.