إنا لله وإنا إليه راجعونرحمه الله تعالى
كذا يرحلُ الآباء بدراً فكوكبا
ويتْبع منهم موكبُ النور موكبا
وليس لنا إلا الرضا بقضاء من
له الأمر مًنشي الكائنات من الهبا
فقدنا أبا بالأمس فاهتز صبرنا
وها نحن نبكي اليوم في إثره أبا
فقدنا به شهما شريفا حلاحلا
زكيا نقيا طبعُه الخِيم والإبا
يحن له المحراب والليل مظلم
وتذكره الأوقات فجرا ومغربا
ويحمل من سمت المرابط آية
ونورا به ازدان المحيا وأعربا
ونورا من الأم المبارك ضوؤها
ومن دوحة الأخوال قد طاب مشربا
ألا رحم الله الشريفَ محمدا
فقد عاش محمودا ومات مرجَّبا
وبوأه أعلى الجنان مع الألى
حباهم نعيم الخلد من كل مجتبى
وأبدله من جاره خير جيرة
ومن أهله خيرا وأسنى وقربا
أقام لمجد الحضرمي محافظا
ومجد أبيه الفرد صرحا مذهبا
وربى على نهج الإبا خير فتية
بهم فخرُنا، لا زال ذاك ولا خبا
فما مات من أبقى ثناء مخلدا
وما مات من للسادة الغر أنجبا
فصبرا أيا آل المرابط إنما
بكم صبرنا إمّا قسا الدهر أو نبا
ويا توجُني صبرا على فقد سادة
أقاموا لكم في المجد ذكرا ومنصبا
لهم رحمات الله تشمل جمعهم
وتنهلُّ في تلك المرابع والربى
بجاه شفيع العالمين محمد
عليه صلاة الله كالمسك والكِبا
مع الآل والأصحاب خير وسيلة
إلى الله يتلوها السلام مهذبا
محمد الأمين بن محمد المختار