أحمد امبارك إميم
مدخل:
في يوم من أيام المكتب الثاني (مكتب المخابرات العسكرية) الحافل بالمذكرات والتقارير وبعد خمسة أيام من اعتقال الرواد، محمد الأمين ولد الواعر وحبيب أبو محمد وسيداتي ولد حمادي وآخرون، وعند الساعة 12 يوم 02 أكتوبر 2004 حصلت على ملف خاص وسري للغاية عنوانه "خارطة الطريق" يحوى مراسلات بين أبرز قادة فرسان التغيير (بطل "تمرد" الثامن من يونيو 2003) مع مقدم من قبيلته. وتدار المراسلات من داخل مكتب أحد القادة الكبار آنذاك والذي كانت عليه نقاط استفهام، وكانت كل الإجراءات قد اتخذت من أعلى سلطة في البلاد لإزاحته عن موقعه الحساس. وقد مكنته تلك المراسلات من إزالة كل الشبهات حول شخصه. مما مكنه لاحقا من قيادة انقلاب 3 أغشت 2004. وبعد ذلك إدارة أمور البلاد مدة 11 سنة. تحوي المراسلات أسماء كل الضباط البالغ عددهم (.....).
صدمت كثيرا، لكن الصدمة الكبرى كانت عند ما قرأت رسالة من الشخص الموجود خارج موريتانيا يقول فيها: "مصلحة القبيلة تقتضي أن تكون معنا في هذا العمل الذي أصبح على الأبواب". انهرت نهائيا وسقطت على الأرض، وبكيت ثم بكيت وشهقت ثم شهقت. إنني في تلك الأيام لا أنام وعرضت حياتي وحياة من حولي للخطر. وشخص آخر يتحدث بهذه الطريقة.
وتجدر الإشارة إلى أن الانهيار الذي وقع لي كان بسبب موضوع شخصي. لقد كان لدي ملف صحي لي شخصيا وهذا مرتبط به مستقبلي ومستقبل عائلتي الصغيرة. وكنت قد بدأت إجراءات الرفع للخارج. وكانت كل الظروف مواتية لذلك. إلا أني ألغيت ذلك الموضوع نهائيا...ظنا أننا في معركة مقدسة تقتضي منا أن نضحي بأرواحنا وعائلاتنا في سبيل إنقاذ هذا الشعب الذي حاولوا مسخه من كل قيمه وفضائله وهذه الدولة المتهالكة التي كادت أن تهوي وتتكسر جميع أضلاعها. في سبيل ذلك أنا مستعد لأن أكون تحت الأرض ويجني الآخرون من بعدي الثمار. تلك هي المبادئ التي آمنا بها ونحن صغار وانغرست في عقلنا الباطني. وتكونت شخصيتنا على أساسها... ويأتيك شخص آخر لينسف كل ما بنيته وبناه المخلصون من الأسود من الضباط النشامى في قواتنا المسلحة. ويأتيك قائد ضخم أضخم من جبال الهملايا، ولكن عند التمعن جيدا في الجبل تحتار هل هو من زجاج أم من الرخام أم...؟؟؟؟ لا أدري كل ما أعرفه أنه يعتبر نفسه القائد الذي لا منازع له. ويضيع الأسود الأشاوس بسبب اعتلال..
لكني بعد مرور أسبوع على اكتشافي لتلك المراسلة شعرت بكثير من الارتياح وحمدت الله كثيرا على الخدمة الكبيرة التي قدمها الشخصان لهذا البلد فقد ساهما في نجاح انقلاب 3 أغشت 2005. دون أن يدريا. لقد كان على القائدين الفعليين لذلك الانقلاب أن يكرما الشخصان المذكوران في المراسلة.
"ألف نعجة يقودها أسد خير من ألف أسد تقودها نعجة".
من هنا بدأت في البحث في أسباب هذا الوهن النفسي لدى قائدنا العظيم.
وبالرغم من أنني لست روائيا وحتى أن مستواي في لغة الأجداد ضعيف فقد شدني الفضول إلى البحث في "تراثنا المجيد" لأكتشف الحكاية والرواية والتي أطلقت عليها: "ألف ليلة وليلة الموريتانية".
تتقدم العجوز التي أنحنى ظهرها وتساقطت جل أسنانها لتصعد ببطء على ذلك السرير الخشبي (الخبطة) وقد وضعت العصى جانبا واعتمدت على كفيها ثم تستقيم جالسة ويتحلق الأطفال الصغار في الجانب الأمامي من ذلك السرير الخشبي المضجع عند كل خيمة. تبدأ الجدة بأسلوبها الشيق والرائع والجذاب بالحكاية رقم... لا أعرف رقمها الصحيح لأن الحكايات بدأت منذ بدأ عهد "السيبة" في ربوع هذه الرمال المتحركة من حكاية ألف ليلة وليلة الموريتانية.
تحاول الجدة بكل السبل منع ذلك الطفل الصغير من النوم حتى يتم حلب البقر أو الإبل.
وتستخدم العجوز أسلوبا في التشويق لم يكتشفه شكسبير في روايته الرائعة "الملك لير"... وينشد الطفل بكل تركيزه على الأساطير الخرافية عن أمجاد القبيلة التي لا تحصى وعن انتصاراتها في كل المعارك التي خاضتها... يا ولدي لا تنم فقبيلتك هي أفضل القبائل في هذه الربوع... يا ولدي لا تنم "فبطنك" (الفخظ) هو أشرف الأفخاظ و(أركيزتن) هي أفضل أركايز الفخظ وجدك هو أفضلهم وأبوك أفضل أبناء جدك. وتتوالى الحكايات التي لا تنقطع والجدة التي تحكي الرواية كانت يوما ما طفلة أسنانها لم تخرج في نفس المجلس ولكن قبل 70 سنة.
وشدني الفضول لأبحث أكثر في الصورة النمطية أعلاه إلى التفكير في سبب اختلاف الروايات لدى كل قبيلة من قبائل هذا الوطن الغالي في حرب بعينها في زمنها ومكانها.
فلكل قبيلة رواية مختلفة تماما عن رواية القبيلة الأخرى واطلعت على أرشيف بعض القبائل التي في محيطي واكتشفت أن كل قبيلة منتصرة. بل إن كل بطن من بطون القبيلة لديه أرشيفه الخاص المتناقض تماما مع أرشيف البطن الآخر.... فكيف يكون لهم أن يكونوا منتصرين في نفس المعركة. وعندما عمقت في الحكايات والروايات حاولت أن أجد مخرجا موضوعيا أنصف فيه مجتمعنا، فاكتشفت أن القبيلتين تكون بينهما صولات وجولات والحرب بطبيعتها كر وفر، غير أن كل قبيلة لا تذكر إلا المواقف التي كانت الغلبة لها ولو نسبيا... وتتجاهل المواقف الأخرى تماما. وتحذف نهائيا من أرشيفها المواقف المحرجة لها اللهم إن كانت هناك استثناءات في معارك أبيد فيها "غز" القبيلة عن بكرة أبيه، ويحاول مؤرخو تلك القبيلة إيجاد مخرج بأن "غزي" القبيلة انتصر ثم انتصر... إلا أن قبائل المنطقة تحالفوا عليه في المعركة الأخيرة.
إن تلك الأزمنة الظلامية والظالمة من تاريخ هذه المنطقة كانت هي خلفية تكوين شخصيتنا فقد انغرست حكاية الجدة في عقلنا الباطني ونحن صغار (قبل أن نكون رجالا كنا صغار) وأصبحت تقيد مخيلتنا مهما كان شموخ وعظم الجامعات التي درس فيها "النخبة" منا في مدرجاتها من باريس إلى برلين إلى طوكيو إلى موسكو إلى بغداد إلى القاهرة... وبالرغم من قناعة أولئك الطلبة المتواجدون في تلك البلاد من كوننا "أبسليون" (أصغر عدد موجب) مقارنة مع دول وشعوب تلك الدول المتقدمة أو تلك السائرة في طريق النمو والتي لا توجد فيها حكاية الجدة بل إن أغلب أبنائها العظماء ليس لهم في الأصل أباء (افروخ). ولكن بمجرد رؤية الشاب الخريج والمثقف، عبر نافذة الطائرة، لتلك البنايات الصغيرة المتناثرة قرب نواكشوط لأنتفض العقل الباطني لذلك الدكتور أو المهندس أو الطبيب أو.... وخرجت تلك العجوز (الجدة) التي كانت نائمة في طي الكتمان، طيلة فترة الإقامة، في تلك الشعوب العظيمة. فالدكتور والأستاذ المتخرج من جامعة الصربون عالم ومثقف إلا أن عقليته عقلية العجائز في "لفريك"، بالرغم من وجود استثناءات سأذكر بعضها في طيات هذا الكتاب.
إن فترة السيبة التي عاشتها ربوع هذه الرمال الصفراء في تلك الحقبة المظلمة من تاريخنا، بسبب غياب الدولة المركزية وحتى أن الدولة الحديثة التي أسسها الأستاذ الراحل المختار ولد داداه ظلت تزحف على بطنها عاجزة حتى أن تمشي على أربعة بسبب الظلام القاتم الذي عشناه عبر مئات السنين والتي كان القوي منا يأكل الضعيف والمسالم والخائف من ربه ومن زهق النفس التي حرم الله لا مكان له في هذا المجتمع.
ومن الغريب من أن انتمائنا للإسلام والذي أتمنى أن لا يكون لفظيا لم يمنعنا حتى في العهد الحالي من التفاخر بالصولات والغزوات التي تنهب ممتلكات الآخرين.
والشيء الذي استفزني أن الوعاظ وكبار العلماء الذين أتباهى بهم وأفتخر بمستواهم، غضوا الطرف عن الاختلاط في شريحة غالية من شرائح هذا المجتمع... لا أريد هنا أن أذهب بعيدا وأقول إن بعض العلماء في تلك الأزمنة الغابرة كان ولاؤهم للقبيلة، غير أني سأنصفهم وأقول إن حكاية الجدة أثرت في عقلهم الباطني لأنها سبقت تكوينهم العلمي والفقهي، فأصبحوا رهينة عن غير قصد لتصنيفات القبيلة ونظرتها للآخرين وكانت مصلحة القبيلة تقتضي السماح بالتكاثر لدى فئة بعينها لا تسأل المسكينة عن مخالفاتها للشريعة التي كنا حينها متزمتين جدا في بنودها خصوصا فيما يتعلق بعقود النكاح.
والذي يؤسفني جدا أن البصيرة الاستراتيجية وبعد النظر لم يكن عند قادة المجتمع آنذاك. فقد قضوا على أنفسهم في المستقبل البعيد، حيث أصبح التكاثر سمة لهذه الشريحة الغالية من مجتمعنا وبذلك وقع خلل في التوازن الديمغرافي. فلم يتركوا للتكاثر الطبيعي أن يأخذه مساره كما ينبغي ويظل متوازنا. إن ذلك يشبه إلى حد بعيد ما يقال عن فيروس كورونا الذي يهدد العالم في الوقت الحالي، والذي تقول بعض المصادر (أتحفظ على ذلك) إنه فيروس معالج ومطور فقدت بعض الجهات السيطرة عليه. فنحن أيضا فقدنا السيطرة على تلك الرغبة في الحصول على كثير من اليد العاملة المجانية (أكتفي هنا بالرمزية فيما عبرت عنه وأعرف أن المثقفين فهموني جيدا، فالتلميح أحيانا يكون أبلغ من التصريح).
لقد لاحظت أن كل قبيلة كما أسلفت هي المنتصرة في نفس الحرب التي خاضتها مع الأخرى، وأن نسبها أشرف من باقي الانساب بل إن كل بطن وكل أسرة تطعن في نسب الآخرين.
وعند تمعني في الموضوع، وقراءة بعض القصاصات في الأرشيف الضخم لبعض القبائل التي بيني وبينها تماس في المحيط ولدى أصدقاء مخلصين منها، زودوني ببعض الأرشيف عندهم. وعندما قمت بأخذ صورة جوية لهذ الأرشيف الضخم، ثم قمت لاحقا بتحليلها ودراستها دراسة علمية اكتشفت أن المصادر الضخمة لهذه المكاتب وهذا التراث "العظيم والمجيد" يدخل في إطار حكاية الجدة وألف ليلة ولية الموريتانية.
والمؤسف في الموضوع أن "مثقفينا" المساكين يتعبدون في محراب هذه الروايات.
إن أكبر مؤرخ موريتاني حديث هو المختار ولد حامدون الذي يعتمد على مصدر وحيد هو القبيلة نفسها. وغني عن القول إن مصدر القبيلة هو حكاية الجدة.
فنحن "البيظان" نشبه إلى حد بعيد إخوتنا الزنوج في كثير من القضايا المعروفة ومنها أن تاريخنا غير موثق ويعتمد على الرواية. وسبب ذلك يعود إلى أن السكان الأصليين لهذه الربوع من بربر وزنوج لم تكن لديهم أحرف ولغة مكتوبة خاصة بهم، مما جعل حضارتهم حضارة منسية. وتعتمد على الرواية الشفوية. وجعل إخوتنا الزنوج يتبعون للحضارة المسيطرة في كل حقبة. فنجدهم في فترة قوة الحضارة العربية يكتبون بالحروف العربية وعندما سيطرت الحضارة الغربية تحولت الحروف لديهم لاتينية.
إن ممارسة العبودية في أسلافنا والإتاوات (لغرامة) التي كانت تفرض على الضعيف والمهزوم في حروب السيبة بغض النظر عن "نسبه وأصله". أخذ منها أجدادنا دعامة قوية في الأسلوب القذر للحرب النفسية التي مورست على تلك الفئات المظلومة عبر التاريخ. وقد استمر مثقفون ورجال النخبة فينا بالاستمرار في هذا النهج. ويفتخر أحفاد ذلك الجد الظالم بظلم جدهم على أحفاده تلك الفئات المظلومة. قد لا يستسيغ ذلك منصف من خارج مجتمعنا اطلع على ذلك. فحري بحفيد الظالم أن يتورى عن الأنظار ويشعر بالخجل أمام أحفاد المظلوم. ويطلب منه الصفح لجده الظالم لعل ذلك يساعده في قبره.
يجب أن نفهم الآخرين ونضع أنفسنا محلهم بدلا من نعتهم بالأوصاف النابية. ووددت لو أن العلماء والمثقفين تعاملوا مع ما نشره ولد امخيطير بنظرة علمية. وأن يعرفوا أنه ردة فعل على قذارات حكاية الجدة التي تصنف شريحته الاجتماعية بشيء من الوصف تقشعر منه الأبدان. الاسباب التي جعلته يصف الإسلام والرسول صلى عليه وسلم بما وصفه به. إنه شخص معقد نفسيا ولا أقول إنه حق له في ذلك. فاختلط عليه الإسلام الحقيقي وتطبيق الإسلام في موريتانيا الممزوج بحكاية الجدة. كان على الدولة أن تعالج الرجل لدى مصحة نفسية بدل تضخيمه وإعطائه قيمة لا يستحقها.
كما أن الشخيصات البارزة في جماعة الحراطين والتي يصفها البعض بالمتطرفة، يجب أن تفهم في ذلك السياق.
لقد أخذت هذه الديباجة في مذكراتي حتى يفهم الجميع ما سأتناوله في فصول الكتاب. فلقد فشلت كل الحركات السياسية في موريتانيا من "الكادحين" مرورا بـ"الناصريين" ثم "البعثيين" و"أخوك الحرطاني" و"حركة أفلام" و"اليساريين الجدد" و"الإسلاميين" من أن يكون وعاء ينظف المنتسبين لهم من قذارات مجتمعاتهم. بل إن هذه الحركات ذهبت أبعد من ذلك وحولوا قذارات المجتمعات إلى هذه الحركات. وسأسرد أمثلة حية عشتها شخصيا وأمثلة أخرى سمعت عنها. وسأبرهن بالوثائق والأدلة العلمية إلى أن فشل مشروعنا نحن "جماعة فرسان التغيير" عائد إلى مشكلة حكاية الجدة. كما أن شهاداتنا ومقابلات بعضنا عبر وسائل الإعلام انطلقت من تلك الخلفية. والتمس العذر للكثير من الموريتانيين الذين يحمدون الله على أن هذه الجماعة التي كانت تحتل مكانة خاصة في قلوب الكثير منهم تحولت إلى أقزام من خلال تلاسنها غير المسؤول عبر وسائل الإعلام المحلية والإقليمية.
وأريد أن أؤكد أن مذكراتي (التي هي الآن تحت الطبع والتي سأوزعها بعد النهاية القريبة إن شاء الله لفيروس كورونا) لا تدخل في إطار تلك الملاسنات وأن الغرض منها ليس إلصاق البطل الخرافي لشخصي فذلك ليس من باب الذوق ويفسد الموضوع بأسره، فلم أذكر نفسي إلا من خلال سياق الأحداث التي كنت شاهدا عليها (فلا يصدق المرء على دعواه ولو كان عمر ابن الخطاب) وأترك للأخرين التقييم الذين يرونه مناسبا (فرحم الله من أهدى لي عيوبي).
لقد اعتمدت على الوثائق ومحاضر التحقيق لدي الدرك والجيش. وقد تجنبت نشر أي معلومات سرية خاصة بجيشنا البطل والغالي والذي مكثت فيه أكثر من 12 سنة كانت منها 4 سنوات وأنا رئيس مصلحة التوثيق المركزية للقوات المسلحة fiche central التي تضم كل الوثائق السرية للقوات المسلحة. وقد دفعني الفضول إلى الاطلاع على الكثير منها إلا أن واجب التحفظ لدى كضابط يمنعني أن أذكر أي معلومة من تلك الوثائق السرية. كما أنني لم أذكر اسم أي ضابط ما زال في الخدمة باستثناء أولئك الذين كانوا معنا في المراحل كلها وتخلوا عن المشروع دون أن يكون ولاؤهم للنظام القائم، بل كان ولاؤهم لذواتهم.. والعبارة الدقيقة لوصفهم أن الخوف والجبن هو الذي حال بينهم والمشاركة عندما قربت لحظة الصفر. فلم يبلغوا النظام حينها بالحقائق بل اكتفوا فقط بحماية أنفسهم.
أكرر وأقول إني أتبعت منهجية في البحث تعتمد على عرض الوثائق (محاضر التحقيق) ومذكرات الرؤساء السابقين وحقائق أنا كنت شاهدا عليها أو حقائق تواتر عليها نخبة هذ المجتمع. ثم أقوم بتحليل تلك المعطيات ومن ثم أصل إلى الاستنتاجات. هذه هي طريقتي في الكتابة في الأصل لمن يعرفني من الضباط الذين قادوني في المكتب الثاني (المخابرات العسكرية) من المرحوم العقيد سيدي محمد ولد الشيخ العالم والعقيد المتقاعد كازا والعقيد المتقاعد عبد الرحمن ولد أكور والفريق الأول فخامة الرئيس الجمهورية محمد الشيخ ولد غزواني.
كما أن الرئيس الموريتاني السابق معاوية ولد الطايع الذي يعرفني جيدا ويعرف أن كل الكتابات التي كانت تصله من قيادة الأركان حينها، سواء تعلق الأمر بالإيجاز اليومي أو مذكرات الاستعلامات الفورية كنت من يحررها.
لقد قسمت مذكراتي إلى الفصول التالية:
الفصل الاول: ورقة تعريف عن المؤلف، تتناول نشأته ومراحله الدراسية وحكاية الجدة لدى مجموعته.
الفصل الثاني: علاقتي بالتيجانية
الفصل الثاني: علاقتي بالبعثيين
الفصل الثالث: علاقتي بالمخابرات الموريتانية
الفصل الرابع: علاقتي بالفرسان، والذي هو الفصل الرئيسي في الكتاب ويضم المباحث التالية:
المبحث الأول: محاولة الانقلابية 27 نوفمبر 2000
المبحث الثاني: تمرد الثامن من يونيو 2003
المبحث الثالث: ما بعد الثامن من يونيو
أولا: دور الإسلاميين
ثانيا: دور حركة ضمير ومقاومة
ثالثا: دور الناصريين
رابعا: دور البعثيين
خامسا: دور افلام
سادسا: دور لحراطين
دور ولد هيدالة
دور أحمد ولد داداه
دور ولد حرمه
المبحث الرابع: مائة نعجة يقودها أسد خير من مائة أسد تقودها نعجة.
وأتطرق في هذا البحث إلى الأزمة الحقيقية التي كانت لدى الفرسان والتي كانت متمثلة في عقدة القيادة والتي عصفت بكل شيء في المراحل السابقة واللاحقة. وشوهت التاريخ النقي لهذه النخبة من ضباط القوات المسلحة الذين خرجوا في وقت كان الجميع يعتبر أن نظام ولد الطايع أبدي.
الفصل السادس: فترتي في الأردن، وفترتي في الجزائر
الفصل السابع: سأسرد في الفصل الأخير من الكتاب رؤيتي للرؤساء الموريتانيين المتلاحقين:
المبحث الأول: الرئيس الأول المختار ولد داداه الذي سأتحدث عن الرجل من خلال مذكراته. والذي أعجبني فيه كثيرا تخلصه من حكاية الجدة ونسفه للحقيقة المقدسة لكل منا "شجرة النسب" التي أصبحنا باستثناء القلة أحفاد الرسول عليه الصلاة والسلام.
كما أني تناولت موقف البعض من هذا الرجل والذي يصنفونه بأنه عميل للمستعمر وحاولت أن أصل إلى الحقيقة من خلال مذكراته، وستجدون رأيي واضحا لا غبار عليه في طيات هذا الكتاب.
المبحث الثاني: المصطفى ولد محمد السالك
المبحث الثالث: الرئيس السابق محمد خون ولد هيدالة، الذي اعتمدت على مذكراته وفترة حكمه التي كنت حينها في الابتدائية والاعدادية، لكني أتذكرها جيدا كما أني سأسرد ملامح من علاقته بالفرسان وحقيقة ما أشيع حينها بما يسمى بـ"أكراب1" بعد ترشحه لانتخابات 2003.
المبحث الرابع: الرئيس السابق سيدي ولد الشيخ عبد الله الذي التقيت به قرابة ساعة كاملة في منزله في تفرغ زينة أثناء حملته الانتخابية 2006.
المبحث الخامس: الرئيس السابق محمد عبد العزيز الذي أعرفه جيدا وربطتني علاقة متينة أمنية أكثر منها سياسية في عدة ملفات أمنية أهمها ملف أمني خطير يتعلق بحياته شخصيا، وقد نشر الموضوع "ويكليكس". وبالرغم من أن الرجل تعامل معي بشيء من الاستهزاء ويعود ذلك إلى شخصيته النرجسية، بالرغم من ذلك فإنني أدعو اليوم كل المغرضين والمحابين لأي سلطان في هذه البلاد بأن يتوقفوا عن دق الأسفين بين الرجلين (الرئيس السابق والرئيس الحالي) فموريتا محتاجة لكل أبنائها وعزيز من أبناء هذا البلد بل إنه من طليعتهم. وله أخطاء يمكن تداركها، وأرجوا من عزيز بأن يتصالح مع رفيق دربه الرئيس الحالي ويقدم له كل الملفات الأمنية التي أعرف شخصيا تفاصيلها والتي هي أخطبوط من العلاقات مكنته من هبوط طائرته في كيدال. وأعرف جيدا أن ملفين كان يحتكر إدارتهما شخصيا (الملف الأمني، وملف المال).
المبحث السادس: الرئيس الحالي:
سردت في هذه الفقرة نبذة عن الرجل من خلال الوقائع التي عشتها معه، ويتمثل ذلك في اللقاءات التي جمعتنا وفترة الخدمة التي عملت فيها تحت إمرته:
1. رؤيته عن بعد ونحن طلبة ضباط لم يتم اكتتابنا بعد مع ابن عمه المقدم محمد فال ولد قرني. والحديث الذي دار بينهما والذي أخبرني به ولد قرني لاحقا.
2. لقاؤه الأول المباشر معي في منزل السفير الموريتاني في عمان والنصائح القيمة التي قدم لي والتي انغرست في عقلي الباطني حيث جمعنا ذلك العشاء الذي استدعى فيه السفير كل الضباط الموريتانيين في الأردن.
3. لقائي معه في لمح البصر في حي المزة في دمشق.
4. قيادته لي سنة 2004 في المكتب الثاني.
سأتحدث في هذا الفصل من خلال الوثائق والحقائق القطعية والأكيدة والتي تبرهن من أنه شخص متحرر من حكاية الجدة. وأن لديه مشروعا حقيقيا إذا وجد دعما من النخبة غير المتزلفين الكثر والذين هم الآن معه وكان المعمرون منهم في حزب الشعب والهياكل واللاحقون كانوا في الحزب الجمهوري ثم UPR وكانوا من أقرب المقربين من الرئيس المغادر.
الخلاصة:
دعوة لنخبة مجتمع الزنوج ولنخبة مجتمع لحراطين وكذلك المتحررين من البيظان إلى عقد ندوة فكرية لتشخيص المشكلة الحقيقية التي حالت دون إنشائنا لدولة حديثة يرى كل منا نفسه فيها، وإيجاد أرضية جديدة ننطلق منها لمحاولة دمجنا مع بعضنا كمجتمع واحد. تنتهي من خلال أحاديثنا الجانبية كل على حدة لنزيل ذلك العريش المنفرد الذي يعيش كل منا فيه معزولا عن الآخر، وندخل جميعا في بيت شامخ وسميك متسع للجميع اسمه موريتانيا.
المدصر: الأخبار