تنمية الملكات الشعرية
أكد الأستاذ الدكتور عبد الله السيد مدير بيت الشعر - نواكشوط ارتياحه لنجاح النسخة الخامسة من الدورة الأدبية التدريبية السنوية التي ينظمها البيت.
وقدم ولد السيد شكره لمؤطري الدورة، مؤكدا أنهم نجحوا في نقل معارفهم وخبراتهم إلى مجموعة منَ الشعراء الشباب المبدعين، الذين اندمجوا مع هذه الخبرات بشكل تفاعلي مميز، خاصة وأن كلا منهم يمتلك المؤهلات الكفيلة بحجز مكانته المستحقة على خارطة الإبداع.
وقال ولد السيد إن استراتيجية الشارقة في مجال الثقافة العربية تنطلق من الاهتمام بمثل هذا الجيل المبدع، الساعي إلى ثقافة متنورة وإبداع أصيل معزز بإيمان راسخ بقيم حضارتنا العربية والإنسانية.
وقال إن دائرة الثقافة بالشارقة، وبتوجهات من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة، وضعت برنامجا شاملا وطموحا من أجل دعم الشعراء والرقي بالشعر العربي، موضحا أن هذا البرنامج متعدد المجالات من النشر إلى التكريم والجوائز والأماسي والملتقيات والمهرجانات.
وذكر ولد السيد بأن استحداث "جائزة نقد الشعر العربي" جاء ضمن هذه الاستراتيجية القائمة على النهوض بالثقافة العربية، وجعلها غاية وهدف تنمية الإنسان، مشيرا إلى تميز الآليات التي اتخذتها حكومة الشارقة في استراتيجيتها المشهودة في خدمة الثقافة العربية.
وتم الاختتام بتوزيع الإفادات على المشاركين في هذه الدورة.
وقال المشاركون في كلمة بالمناسبة إنهم ممتنون لإدارة بيت الشعر على تنظيم مثل هذه الدورات التي شكلت لقاء تدريبيا مميزا، طبعه التفاعل المباشر بين الشعراء المستفيدين والأساتذة المكونين، وكذا الدروس التطبيقية التي قدمت بحرفية كبيرة.
وقال المشاركون "إن الدورات التدريبية هي أهم وسيلة لاكتساب المهارات وتنمية الملكة الإبداعية التي تتطلب عددا كبيرا من إتقان الفنون البلاغية واللغة الشعرية وتقنيات الإلقاء".
ونظمت دورة هذا العام تحت شعار: "تنمية الملكات الإبداعية: الشعر نموذجا"، وتطرقت بشكل مستفيض للأساليب المحورية في تنمية الموهبة الشعرية على المستوى اللغوي، البلاغي، الموسيقي، الأدائي، المنبري، فضلا عن فنيات تعامل الشاعر مع الجمهور على منصات الإلقاء الثابتة والمتحركة، الفردية والجماعية.
وشارك فيها ثلاثون شاعرا وأساتذة مختصون، كما شهدت عل مدى 3 أيام إلقاء عروض نظرية وتطبيقية والمداخلات والنقاشات بين الأساتذة والشعراء المشاركين، وهي النقاشات التي تطرقت لمواضيع مختلفة حول سبل تنمية ملكة الإبداع الشعرية.
هذا، وكان اليوم الثاني قد شهد ورشة تفاعلية أطرها المخرج المسرحي باب ولد ميني تحت عنوان "حضور الشاعر"، وقدم خلالها نماذج تطبيقية لإلقاء القصائد الشعرية والتفاعل مع الجمهور، بمستوياته وأجياله، وبيئته الثقافية، وكذا استغلال "جغرافية موقع الإلقاء".
واستعرض ولد ميني "منظومة الإلقاء الشعري"، متوقفا مع كل محور منها (تنمية قوة التركيز، طبقات الصوت، التدريب على المهارات الصوتية والحركية، ملاءمة الصوت مع المعنى والحركة، والجملة الشعرية، حضور الشاعر، شخصية الإلقاء.. إلخ).
وكان بيت الشعر – نواكشوط قد افتتح دورته الأدبية الخامسة مساء الخميس الماضي، بعرض قدمه الدكتور محمد علي عمَّ الأمين، وتطرق فيه، نظريا وتطبيقيا، إلى محاور تنمية الملكات الإبداعية الشعرية على المستوى اللغوي، العروضي، الأسلوبي، مستعرضا خصوصية تعلم الموريتانيين للشعر رواية وقرضا، وقصص كبار الشعراء الموريتانيين في هذا الإطار.
فيما شهد اليوم الثالث والأخير لهذه الدورة عرضا قدمه الشاعر د. ناجي محمد الإمام، استعرض فيه أمام الشعراء تجربته الشعرية، وطريقته في التعامل مع القصيدة استقبالا وإنشادا، كما تحدث عن ما أسماه مكانة الشعر وفوقيته كفن بشري استثنائي في حياة الشعراء والأمم.
وبطلب من الحضور، ألقى ناجي الإمام بعض أشهر نصوصه، تفاعل معها الحضور، ومثلت نموذجا في فن الإلقاء وقرض الشعر واستلهام التجارب الكبرى لشعراء الضاد قديما وحديثا، وتوقف عند التجربة الشعرية للشاعرين: المتنبي والجواهري، مستنطقا أهم ما يميز تجارب الشعراء الذين ينبغي أن يستلهم منهم كل شاعر يسعى لتطوير تجربته.