...يَتِيمٌ بَسِيطٌ بَيْنَ أَطْفَالِ مَكَّةٍ
يُفَلْسِفُ أَحْلاَمَ الصِّغَارِ وَ يَشْرَدُ
يُطَارِدُ أَنْفَاسَ السَّمَاءِ وَيَنْتَشِي
بِوَحْيٍ حَضَارِيٍّ عَظِيمٍ وَيُرْشِدُ
وَيَمْضِي بَعِيدًا نَحْوَ غَارٍ مُؤَثَّثٍ
بِأَحْلاَمِهَ.. فِيهِ يَطِيبُ التَّعَبُّدُ
نَدَامَاهُ فِي الغَارِ السَّمِيرِ تَفَكُّرٌ
وَصَمْتٌ فَصِيحٌ سَاطِعٌ مُتَعَدِّدٌ
وَحِينَ يَعودُ العَصْرَ مِنْ خُلُواتِهِ
يَعُودُ أَنيقاً، ثَمَّ.. والعَوْدُ أَحْمَدُ
يُرَتِّلُ مَا لاَ يُسْتَطَاعُ ويَنْتَقِي
بِعَفْوِيَّةٍ مَا كَانَ للنَّاسِ يُسْعِدُ
يَسِيرُ فَتَمْشِي خَلْفَهُ أَبْجَدِيَّةٌ
وَتُخْصِبُ أَرْضُ أَيْنَمَا يَتَرَدَّدُ
***
بِهِ آمَنَتْ قُطْعَانُهُ قَبْلَ أَهْلِهِ
كَمَا آمَنَ الْجِنُّ السُّعاةُ وأَوْفَدُوا
وَأوْمَأَ جِذْعٌ يابِسٌ فِي ابْتِسَامَةِ
إِليْهِ... وحَنَّ العَاشِقُ المُتَفَرِّدُ
اماعلي