نظمت "الهيئة الموريتانية للأقلام النسائية،" مساء أمس (الثامن من مارس الجاري)، جلسة استثنائية من فعاليتها الجديدة "صالون شنقيط"، وهي الجلسة الحاشدة التي نظمت بحديقة بيت الشعر في نواكشوط، وألقى فيها الشاعر محمد الحافظ ولد أحمدُّ محاضرة استحضر من خلالها المرأة في الشعر العربي.
وفي مستهل حديثه، قدم ولد أحمدُّ ردودا وافية عن أسئلة تلاحق تجربته الشعرية، فأكد أنه أول شاعر موريتاني استخدم آليات الحداثة في شعره، معددا أمثلة من الرموز التي استلهمها في بعض أشهر نصوصه الشعرية، حيث استخدم رمز "سارق النار" في قصيدته "بطاقــة دعـوة إلى أبي حيان التوحيـدي،" وفي قصيدته "عودة الهديل"، التي كتبها تزامنا مع عيد المرأة في عام 1975، استخدم إحالات رمزية مكثفة، كما استخدم الأسطورة الموريتانية المحلية في شعره خلال وقت مبكر، مثل توظيفه سياسيا لأسطورة "الفأرة الجنية"، التي تؤكد حتمية انتصار الحق.
وقال ولد أحمدُّ إنه كان في بغداد عندما سمع، بعد نشر صحيفة عراقية لقصيدته "بطاقة دعوة إلى أبي حيان التوحيدي"، خلدون الشمعة ومجاهد عبد المنعم يقولان "هذا الدرويش الذي يلبس دُرَّاعة إذا كان له مثل هذه القصيدة فهذا كفيل بقلب الآراء النقدية عن مكانة شعراء هذا العصر".
ورغم ذلك، أكد ولد أحمدُّ اعتزازه وولاءه للشعر الجاهلي، الذي اعتبره شعر الذروة البلاغية، ويكفي للدلالة على رفعة البلاغة أنها معجزة القرآن الكريم.
بعد ذلك، تحدث ولد أحمدُّ عن حضور المرأة في شعره، ليكشف من خلال قراءات شعرية في ديوانهِ عن غرضين أساسيين هيمنا على تجربته في هذا المجال وهما: الغزل، وتوظيف المرأة كرمز شعري لقضايا متعددة.
واختتم ولد أحمدُّ مجلسه في "صالون شنقيط" بحديث بالغ العمق والدلالة، وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة، عن مكانة المرأة العربية في الجاهلية، مقدما مادة أدبية وفكرية مناقضة للصورة التي روجها المستشرقون عن المرأة العربية.
هذا، وطالب الحضور الشاعر محمد الحافظ ولد أحمدُّ بقراءة قصائد من ديوانه خاصة قصيدته "في حانة ابن الفارض"، التي يقول فيها:
هل باب خدرك للعشاق مفتـوحُ؟
يا ربة الخدر كم تهفو لك الـرُّوحُ.