الترجمة الثانية والثلاثون
* الشيخة آمنة بنت يوسف الإدوعيشية
نسبها:
آمنة بنت يوسف بن أخْوَيِّيرْ، تنتمي إلى “أهل لحمد” القاطنين بآدرار، من قبيلة “إدوعيش”.
حياتها:
كان أبوها “يوسف” في شرق البلاد الشنقيطية ثم نزح إلى الشمال الغربي، واستقر بآدرار، وقد صنفها “سيد احمد بن معلوم بن أحمد زروق” ضمن النساء الصالحات معتبرا إياها “ولية وصالحة ظاهرة الكرامة ومشهورة بالعلم والولاية والإنفاق في سبيل الله”.
ومما يذكر أن “بنت اخويير” كانت مع والدتها حيث كانت تركب على هودج أمها تقود زمام الجمل، فنطت من أعلى الجمل، ثم اختفت عن الأنظار، وبحث عنها أهلها في كل مكان مدة ستة أشهر ثم وجدوها أخيرا بحضرة “محمذن فال بن متالي” عند “انوعمرت”.
أخذت الطريقة الشاذلية عن “زايد المسلمين التاشدبيتي” فصارت مقدمة في التصوف.
ويرى بعض الدارسين أنها إنما أخذت عن ابنه : “أحمد بن زايد المسلمين التاشدبيتي” وهو أيضا شيخ صوفي كبير، وكانت “آمنة” كثيرة الطلاب يفد عليها المتعلمون من كل حدب وصوب تربيهم تربية علمية شرعية وروحية صوفية.
وكانت “بنت اخويير” عظيمة الشأن معها قرية تسير معها حيث حلت وأينما نزلت يستظلون ويقتبسون من أنوارها، وتعتبر “آمنة” ولية ذات كرامات عديدة منها طي الأرض مما يجعلها تقطع مسافات طويلة في وقت وجيز.
وقد عاصرت دخول المستعمر الفرنسي إلى البلاد، وقالت إنها لا تحب أن يغضبها أحد؛ لأن إصبعها وحده عندما يمس الأرض سيفنى جميع النصارى، فهي تعتبر أنها بمجرد وضع إصبعها على الأرض سيحل بالنصارى جميعهم الخراب والفناء، وهي تشفق عليهم؛ لعل الله يخرج من أصلابهم من يؤمن بالله تعالى.
ويُروى أنها قد حجت هي و”عبد الله ولد حبيب” الصالح المجذوب و”بلال الولي” لكنها حجة من نوع خاص خارق للعادة، فهي قد حجت على “الباقيات الصالحات” كما حج الآخران على بعض الأذكار الأخرى.
ومن كراماتها أن أحفادها يفضلون الانتساب إليها فيسمون “فلان ولد آمنة” مع ما في ذلك من المحظور الشرعي.
ومن الشعر الذي مدحت به قول” فتى بن سيدامين” : (الطويل)
سَلامٌ عَلى الخالِ الذِي هُوَ مُرْتَضًى
وَآمِنَةٍ مِمَّا يَسُو بِنتُ يُــــوسُـفا
وَمَنْ بإِزَا هَذَيْنِ مِـــنْ كُلِّ مُـــــومِنٍ
وَمُومِنَةٍ فِي ذَا المَـكانِ تَأَلَّـــــفَا
فَمُوجِبُهُ أَنَّا ضُــــيـــوفٌ بِبابِــــكُمْ
وَعادَتُكُمْ إِكْرامُ مَن قَد تَضَيَّفَا
وفاتها:
توفيت – رحمها الله تعالى – سنة 1346هـ / 1926م، ودفنت بمقبرة “اندكبعد” في إينشيري على بعد نحو 175 كلم شمال غربي نواكشوط، وقبرها هنالك مزور معظم.
د. أحمدو ولد آكاه