تلبسني حزن وآلمني فجرا
و أوسعني طيا وأوسعني نشرا
تٌماضِرُ كم بالعين من ألم القذى
وقد خُسِفَ النسران والبدرُ والشِّعرى
لئن أغرقت عيناكِ صخرا بدمعها
حروفي دموع تهدم الصُّلب والصخرا
تماضر مهما باعد الدهر بيننا
فهذي يد الأحزان تجمعنا قسرا
ستَذرِف أوشالَ الدموع عيونُنا
فنقرؤها شعرا ونرهقها نثرا
لِفقد إمام الدين سيديَ شيخنا
إمام الورى علما وأكرمهم حَصرا
بَكى الحبر والمحراب واللوح والمَدى
صنائعَ معروف تعودها دهرا
فيا لليتامى والأرامل والقرى
وياللذي يَحيى المتاعب والعسرا
فمن للذي يشكو الجهالة بعده
ومن للذي يشكو المظالم والقهرا
سيخلفه الأبناء بِرا و خشية
أئمة خير تنشر الفضل و الفخرا
تماضر ما فِقْدُ الحبيب بهين
فذي لوعة الأشواق تشعلها الذكرى
وذي حرقة الأحناء تفعل فعلها
ولكنما الإسلام ألزمنا الصبرا
فما مات من أحيى النفوس وصانها
وكان لها روضا وكان لها نهرا
سقى قبره الباري سحائبَ رحمة
ولقَّاه في الأخرى البشائر والذخرا
ولا زال هذا البيت يرفل عامرا
بهالة نور تُخجل الشمس والبدرا
يفوق ذرى العلياء في خير مربع
به كتب التاريخ أسطره الكبرى
صلاة وتسليم على خير مرسل
صلاة بها أكفى المآثم في الأخرى
جعفر بن المختار بن كباد
تيدملين بتاريخ :15/ 08/ 2021