اطلعت على مقدمة ديوان "هذا هو النهد الذي اعترفت له "للشاعر المختار السالم ولد أحمد سالم في إطار محاولة لقراءة له .. كانت المقدمة استثنائية فكتبت
رحلة في مقدمة ديوان "هذا هو النهد الذي اعترفت له "
قرأت مقدمة هذا الديوان للشاعر المختار السالم ولد أحمد سالم بنفس الانسيابية التي كُتبت بها..
دخلت القفص الذهبي لحروفها دون استئذان ، بل دون طقوس!
التهمت الأفكار بلا وازع ! وعبرت بين ضفتي "الناتو و "وارسو"
وكان لي شرف الوصول إليك " في الساحل الغربي لانواكشوط في الثلث الأخير من التوقيت الشتوي في قلب آخر أنثى "
لكني طرتها..
وكنتُ الأخيرة ..سحقتها !
لاعود بك إلى ضفتي الحلفين النسائيين ضمن المقدمة المقدمة لتتشكل من جديد وتكتب من جديد !
عن ذكريات الزمن الهارب وعن الحلم الشارد ..عن الأديب الإعلامي الشيخ بكاي ، ودوره في صناعتك .. عن نجاتك من المحاكمة على يده ، مع انك كنتََ "الجاني " في مقالك "مكالمة هاتفية مع العالم الآخر " وعن نصيحة الشيخ ولد اداعَ لك بالهرب حتى لا تتعرض لما تعرض له القوميون البعثيون ..
عن شاعر الفكر والسياسة بدي ابنو ومنعه ضياعك في متاهة المدينة .. "وأنا القادم من الداخل "
عن عبقرية الايقونة المعلومة بنت الميداح وهي تناصب "العداء " إنصافا ..و إمعانا في ثورتها الفنية القادمة كالمطر بلا نوء .
وعن الفنانة الرائعة لبابة بنت الميداح التي تجاذبتها الحناء مع كرم الضيافة فكانت النتيجة قصيدة .
عن عبد الله السيد ودوره في أولى مقابلاتك الصحفية
لوكان غيرك لما ذكر احد ! ولقال إنه ولد من دون أب وأم !
اي معدن هذا الذي انجبك !
لقد سحقتها لاني لم أقبل بأن أكون الظهير الأيسر ، بل كنت الظهير الايمن ..
دخلت هذا القفص بقوة المحاربين ومهابة الصالحين وغطرسة الحروف وكبرياء الأنثى ..فكنت ُ أنت !
مع السٌُمار .. مع الفنانين ..مع المبدعين .. معك ، عندما عشتَ بلاهة البدوي .. عندما وقفت تنتظر الباص لكني لم ادخله معك لقد كنت بعيدة عن داخله فمالي طاقة على إزعاج شاعر ..لكني صحبتك في منزل اهل الميداح وراقبت نهم المبدع ذي الورقة التائهة حين يكتب :
لئن جنيت على نفسي ساعترف
قد يغفر الله للعشاق ما اقترفوا
خاضت معك لبابة غمار هذه الرحلة المؤنسة
وكانت آخر أنثى في حياتك هي الاخيرة فعلا فالبقاء للأقوى أما الأخرى فقد جعلتها الرحلة تنسى ان الموت غيبها يوم ولدتَ .
لله درك !
انت مبدع حروف وقيصر افكار .
(*) كاتبة موريتانية