صَحْرَاءُ أَنْتِ فَلَوْ يَصْفُو المِزَاجُ لَنَا
طَوْرًا قَتَامٌ وَطَوْرًا رَائِقٌ بَهِجُ
دُنْيَاكِ نَخْلٌ وُكُثْبَانٌ وَعَاصِفَةٌ
وَالبَرْقُ بَيْنَ غَمَامِ الأُفْقِ يَنْبَلِجُ
هَلْ يَسْكُنُ التُّرْبُ إِلَّا رَيْثَ تَنْسِفُهُ
رِيحُ المَوَامِي وَفِيهَا إِنْ جَرَتْ هَوَجُ
وَالنَّاسُ تَنْسِفُهُمْ خَلْفَ انْتِجَاعِهُمُ
رِيحُ الدَّوَاعِي وَعَادَاتٌ بِهَا لَهِجُوا
هُمُ الرِّمَالُ فَإِنْ تَهْدَأْ عَوَاصِفُهُمْ
مَلُّوا الهُدُوءَ وَإِنْ تَعْصِفْ بِهِمْ هَرَجُوا
تِلْكَ الحَوَادِثُ تَسْفُوهَا الرِّيَاحُ لَنَا
رَمْلًا وَتُسْفَى بِهَا فِي مَرِّهَا المُهَجُ
مَا بَالُ إِلْفِكِ لَا يَصْفُو العَجَاجُ لَهُ
إِلَّا قَلِيلًا وَلَا يَحْلُو لَهُ الوَهَجُ
فِي كُلَّ يَوْمٍ لَهُ فِي رَمْلِهِ سَفَرٌ
وَكُلّ لَيْلٍ لَهُ فِي لُجِّهِ دَلَجُ
طَالَ الحَنِينُ وَدَارَتْ فِي تَوَلُّهِنَا
رِيحُ السَّمُومِ وَطَالَ السَّيْرُ وَالرَّهَجُ
لِيَهْنَأَنَّكِ يَا صَحْرَاءُ مُنْقَلَبِي
وَفِي القَرَارِ ارْتِجَاجٌ وَالمَدَى مَرَجُ