قبسات من كتاب عقود الجمان في تراجم علماء موريتان
الجزء الأول
لمؤلفه: سيداحمد بن معلوم بن احمدزروق.
ترجمة العلامة بلعمش بن محمذن مبارك الفاضلي الأبييري
هو بلعمش بن محمذن مبارك بن عبدالله بن أحمد بن الفالي بن إمرابط مكة بن أبييري، وأمه: فاطمة بنت المختار بونه الجكني، وقيل أنها أخته.
أخذ العلم على والده محمذن مبارك الذي كان عنده محظرة مشهورة في ذلك الوقت ثم قرأ على خاله المختار ولد بونه الجكني، ثم إرتحل إلى مدارس شنقيط حيث أخذ على علمائها الأجلاء لمدة ست سنوات، ثم مر بتندوف في طريقه إلى الحج، ثم إرتحل إلى آفطوط وأركيبه حيث أخذ إجازة القرآن بروايتي ورش وقالون على سيد المختار بن محمذن بن حبيب الإدبهمي الأبييري ثم إرتحل إلى الحوض حيث أخذ القراءات السبع على إشريف طالب أحمد ولد محمد راره التنواجيوي .
ومن المرجح أن يكون أخذ بلعمش طريقة الشاذلية التي هي أول طريق صوفية دخلت البلاد عن شيخه الطالب أحمد ،ثم إرتحل إلى حج بيت الله الحرام، وبعد رجوعه منه سكن في تشيت ، حيث قرأ الفقه على علماء تشيت وخاصة خليل وتحفة الأحكام ولامية الزقاق على الشريف حماه الله ولد الشريف أحمد الذي من المرجح أن يكون أخذ عليه إجازة الأسانيد الفقهية.
و بلعمش هذا هو أول أحد أتى بإجازة القراءات السبع إلى منطقة الكبله قادما بها في منتصف القرن الثاني عشر الهجري، وفي أثناء عودته مر بأمير لبراكنة أحمد ولد الهيبة المتوفي 1179 المدفون بالإمامية بأكان، الأمير العادل المحب للعلم والعلماء فاشطرطه للتدريس في محظرة الإمارة والإمامة والإفتاء والقضاء فسكن معه مدة من الزمن يدرس ويقضي بين الناس ، وكان عادلا في أحكامه قارئ مقرئ بالسبع عالما وليا صالحا منفقا في سبيل الله قياما لليل ، وكان هذا الأمير يحبه ويقدره ويهدي إليه ويتبرك بقربه ، وهذه المحظرة كانت في حلة الإمارة عند الكيع أو لا، وعرفت بمحظرة أكان قيل أنه أجاز فيها أربعين شخصا في يوم واحد وسكن في هذه الإمارة حتى توفي هذا الأمير رحمة الله عليه، ثم نقل محظرته بعد ذلك إلى بواتويريكه و بو حجره وقد درس وتخرج من محظرته كثيرون وأجاز من طلابها مايقارب 160شخصا من أشهرهم: الشيخ المصطف ابن العربي الذي درس عليه لمدة 12سنة، والفقيه الختار ولد حيبل بن بده، وسيدي بن بتار، وأحمدو ولد ألمين، وعبدالله ولد أتشفغ نلله، وألمين ولد حبيبي، وأعمر بده ، وسيداحمد بن حميلي ، وعبد الجليل ولد الناه، وعبد الجليل ولدهدى، وغيرهم كثيرون .
هذا بالإضافة لأبنائه: أحمدزروق ، وإتشفغ الأمين، ومحمذلولي، وفاطمة رحمة الله على الجميع.
ودامت هذه المحظرة قرابة قرن من الزمن نهل من معينها الإنس والجن على حد سواء ، كما هو متداول عن الناس، وكان يضع بينهما ستارا في أول الأمر، ثم بعد ذلك كان يدرس الإنس في أول النهار والجن بعد صلاة العصر ، وبينه وبينهم عهود منها: أنهم لا يضرونه ولا يضرون أحدا من ذريته أبدا.
وكانت دواة هذه المحظرة لاتبل إلا بقربة من الماء، كما كان يكتب القرآن في الألواح ويمحى يوميا، في هذه المحظره، وعرف مكان هذه المحظره ببتهاله لكثرة أعرشة تلامذتها، وكان تلاميذ هذه المحظرة يحرثون سبخة بويريك وآمو وحرث إمريزيك بالدوام.
وفاته : ويحكى أنه عندما مرض مرض الموت بكت ابنته فاطمة حزنا عليه، فقال لها لاتحزني علي فقد قضية أربعين سنة لم تفتني تكبيرة الإحرام في جماعة ، وقد توفي بلعمش هذا سنة1220 عن عمر يناهز 120سنة وهو أول من دفن في بحجوه رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
مؤلفاته:
لقد ضاعت جل آثار العلامة بلعمش ومع ذلك وجدنا له حتى الآن:
كتاب مورد الظمآن في تفسير القرآن * نظم الأسباب في التوحيد * الكهف الرقيم في تفسير بسم الله الرحمن الرحيم * نقلة في أصول الفقهنوازل فقهية*.
رحمة الله عليه رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.