العياش والمطيري وعبدالكريم يحلقون بالقصيدة في بيت الشعر بالشارقة

خميس, 08/04/2022 - 06:24

 

 

ضمن نشاط منتدى الثلاثاء، واحتفاءاً بالقصيدة والشعراء، وفي أجواءٍ صيفية لا تتوقف فيها أنشطة الشارقة الشعرية، أقام "بيت الشعر" بدائرة الثقافة في الشارقة يوم الثلاثاء 2/8/2022 أمسية شعرية شهدت حضوراً حاشداً من محبّي الشعر والأدب والثقافة لم تمنعه حرارة الصيف من الحضور، وأحياها محمد العياش وشيخة المطيري وعبدالكريم يونس، بحضور مدير البيت الشاعر محمد عبدالله البريكي، وقدمها الشاعر نزار أبو ناصر الذي سرد بعضاً من سيرة "بيت الشعر" في التواصل مع المبدعين، واكتشاف أسماء جديدة تلتقي بالجمهور.

 طاف الشعراء بأحاسيسهم في عوالم مختلفة، وعبرت قصائدهم مطارات الحنين، وتطرقت مضامينهم إلى الوطن والذات والوجود، في معزوفاتٍ أضفت روحاً من الإيجابية والتفاعل الحار مع القصيدة.

 

الشاعر محمد العياش الذي يقف لأول مرة على منبر بيت الشعر بالشارقة، بدأ قراءاته بقصيدة أهداها إلى "توأم الشمس" الشارقة، وتغنى فيها بينابيعها وأزهارها وأشجارها وطبيعتها الخلابة، ومما قرأ:

 

تَجِفُّ الينابيعُ في الأرضِ جُودَاً

وتَبْقَى ينابيعُهَا دَافِقَهْ

 

وقَدْ يَفرَغُ الزَّهرُ مِنْ عِطرِهِ

وتَبْقَى بأزْهَارِهَاعابِقَهْ

 

وتَعْشَقُ مَنْ جَاءَهَا عاشِقَاً

وما كُلُّ مَعشُوقَةٍ عَاشِقَهْ

 

ثم قرأ مجموعة من النصوص عبرت عن الهم الذاتي، ومكابدة المحبوب في انتظار بريد يأتي رداً على الرسائل المتكررة، تشفي غليل من سهر الليالي وسافر في بحار الوجد، فهل وجد جواباً لتساؤلاته؟، ومما قرأ:

 

إنّي كتبتُ وما كَتَبْتِ

فمَتَى بريدُكِ سَوفَ يأتي..؟

 

تمضي ليالينا سُدَى

ويمرُّ سَبْتٌ بعدَ سَبْتِ..

 

وأنا بِبَحر الإنْتظارِ

أضيعُ مثلَ ضَيَاعِ وقتي..

 

لَمْ تَكْتُبي لي ...رَغمَ أنّي

قد كَتَبْتُ.. وقد قَرَأتِ

الشاعرة شيخة المطيري، حلّقت في فضاء التجديد وهو تلبس قماش اللغة الأصيلة، وأضفت عليها صوراً بديعة استوحتها من البيئة وجمالها وهي ترفع كف حنين العمر في محراب القصيدة، ومما قرأت:

 

رفعت كف حنين العمر يا مددي   

وكيف يُرفع مكسور بلا عمدِ

 

قد كنت مبتدأ الأشياء حين بدا  

يلف أخباره بالضم والعقدِ

 

ولست أدري متى أصبحت جملته  

لكنه جمع الأضداد بين يدي

 

وقال لا تعربي أحلامنا فكفى  

الحالمون ضمير غير مفتقدِ

 

ومن سفرها في عوالم الخيال واللغة والدهشة، قرأت نصّاً توشّح بالحزن، إلا أنه رسم البهجة بماء الشعر الذي انساب رقراقاً في القصيدة وهي تقول:

 

يسافر بي حزنٌ ويرجع بي حزنُ

مطارات عمري لم تعد بعده تحنو 

 

جلست على غيم السماء وحيدةً

أنوء بأمطاري وأسأل يا مزنُ

 

وكان كتاب ما على ضفة الهوى 

يفتِّحُ أكمام المطارات كي أدنو 

 

ولكنه قد باع جلد عيوننا 

فصرنا بلا عينين لا قلب لا أذنُ

 

اختتم القراءات الشاعر عبدالكريم يونس، الذي قرأ للوطن قصيدة تفيض بالحنين والاشتياق والمناجاة بألم الشعر ووجع المشاعر، مخاطباً دمشق الساكنة في وجدانه بقوله:

دمــشـــــقُ.. يـا صـــورةً فـي الــقــلــــبِ عــالــقـــةً

               وطــــائــــــــفــــــــــاً فــي خــــــيــــــالـــــــي غـــــيــــــــرَ مُــــــنـــــــزاحِ

كـــــيـــــف الــســــــبـــيـــــلُ إلــى وصـــــلٍ تــــعــــودُ بـــــهِ

               تـــلــــك الــلـــيــــالــي .. وسُــــــــمّـاري .. وأفــــراحــــي

فــأرتــــــوي بــــــعِــــــنـــــــــاقٍ- طـــــــال مُـــــــرْتَــــــــقَـــــــبَــــــــــــــــاً-

               لـــلأهـــلِ والـــنـــاسِ.. مِــنْ جارٍ .. ومِـنْ صـاحِ

يـا شــــــــــــامُ حــــتّــــامَ أبـــقــــى طــــائــــراً سَــــــكَـــنَــــتْ

               غـــصــنـــــي الـــهـــمــــومُ فأمـسى وَكْــــرَ أشــــــــباحِ

 

ولم يبتعد صوت الحنين وهو يقلّب أفكاره ويبحث عنها في حقائب غربته التي عانى من سياطها وهي تجلد ذاته، ليشتعل شعراً في قصيدة "سياط الغربة:

يـا غـربــةً تـحـتـويـنــي 

ضـيّـعـتِ زهـوَ سِـنيني

 

مازلـتِ مـنـذ شـبـابـي 

جـلاّدةً لـم تــلــيــنــي

 

تــحــولُ نــارُكِ ظـلـمــاً 

بـيـن الــرُّبــوعِ وبـيـنـي

 

وكـم سِـيـاطُـكِ أدمـتْ 

بالـقـهـرِ دمـعَ عـيـونـي

 

وفي الختام كرَّم الشاعر محمد عبدالله البريكي، الشعراء المشاركين ومُقدم الأمسية.