الشاعرة مباركة بنت البراء
ما تزال تسكن الرجل الموريتاني دوما تلك النظرة البدوية للمرأة؛ فالأستاذ رومل البيظاني يتخذ اليوم من جمال ساق المرأة موضوعا للحديث، وقد حصره مناطقيا، وهو ما أرى أن فيه تجنيا على النساء في بقية المناطق؛ منطقة الشرق، منطقة النهر ، منطقة الساحل وغيرها- خاصة وأنا على أعتاب انتخابات تشريعية تتسابق النساء سباقا حثيثا إلى حصد مراكز مهمة فيها.
والغريب أن الساق الذي يحبذ الموريتاني امتلاءه تأسيا بالعربي القديم، نجد إخوتنا في السودان الشقيق يتغنون بدقته وطوله، فيقولون : ساقاها كساق المعز.
وإذا كان العرب قديما شبهوا الساق بأنبوب السقي احتفاء بانتفاخه وامتلائه، فإن نساءهم أبدين رأيا صريحا في ساق الرجل، فزوج امرئ القيس عيرته فيما عيرته به بحمش الساقين، مع أنه كذلك يعاب على الرجل امتلاء الساقين.
ومن طرائف النحاة أن زوج الأعمش هجرته، فأخذ أحد أصدقائه ليقوم بسفارة بينهما، وذهب إليها مراضيا.
فقال لها صديقه: اتقي الله في زوجك وارجعي إلى بيتك، لا يزَهِّدَنَّكِ في الأعمشِ عمشٌ في عينيه، ولا بَخَرٌ في فِيهِ، ولا ارتجافٌ في ركبتيه، ولا حَمَشٌ في ساقيه، فقال الأعمش: قاتلك الله! لقد نبهتها إلى عيوب لم تكن تتفطن إليها.