أحببتُ فيك شرودي حين أنسجم
خفقي سكوني وما يهفو له القلمُ
سبحَ الليالي ودمعَ العين تنثره
فيورق الشوق في الأحشا ويضطرمُ
وللنسائم في الآصال ملمسها
وللخمائل والأزهار مُبتسَم
أين المرابع والذكرى وأحرفنا
وصارخُ الشوق والأوتار والنغم
كنا صغارا وكان الشعر بيرقنا
والحب والكأس والأتراب والحلم
نلهو على الرمل نرعى البهم في دَعَةٍ
واليوم شخنا وشاخت حولنا البّهُم
وددتُ لو أستقي من ماء مديَنتي
بعد الرِّعاء ، فهل تُصغي ليَ الغنم
آوي إلى الظل أستجدي سماحته
فيهرب الظل مني ثم يَتَّهم
عفوا أميرة إن الدار شاهدة
أني أمزَّقُ في صحوي وألتئم
إني أحاكيك في فعلي وفي كلمي
كم قلد العاجزُ المكلومُ من هَزَمُوا
إن المرايا وإن أدمنتُ نظرتَها
لَتُضمِرُ العلمَ أني مثلُها عدم
مشتَّتُ الفكرِ والأشلاءِ منكسرٌ
صمتي أنين وبوحي كله ألم
أسقي الأمانيَ ماء العجز أطعمها
خبز المجاز وامجادا لمن قَدُموا
هزّت منابرَنا الأنفاقُ ، واصطُنِعَتْ
للبحث عن "لُبَدٍ" .. أودى به الهرَم
وللمآذن في الأقصى مُناشدَةٌ
و مسَّنا عن نِداها السهوُ و الصمم
تستنجد القلبَ شريانا وأوردة
وتعصر الشعر لكن ليس فيه دم
ياخيبة الشعر إن لم تحيِ أبحرُه
هذا المواتَ وتُزجَى صوبَه الديم
هل للجنون إلى أحلامنا سبل
آه من العقل إن ينتابه السقم
جعفر بن كباد
الأحد : 04 / 06 / 2023