نظّم "بيت الشعر- نواكشوط" مساء اليوم الخميس 03 أغسطس 2023 بحديقته أمسية شعرية ضمْن سلسلة "تراتيل الأصيل" ، وقد أحيى فعاليات الأمسية ثلاثة شعراء هم: أحمدّو الإمام، محمدّو الناجي بدر الدين، ومحمد المختار محمد أحمد.
وقد افتتحت الإلقاءات الشعرية مع الشاعر أحمدو الإمام، وهو مفتّش متقاعد في التعليم الأساسيّ حائز على الماجستير في علوم التربية والقيادة، ويعمل حاليا أستاذا متعاونا للغة العربية لدى الجامعة الدولية اللبنانية، وله عدة بحوث ودراسات متنوّعة المواضيع.
وقد عبّرت قصائده عن آلام وآمال الإنسان والانتماء للأرض، وجاءت القضية الفلسطينية حاضرة في شعره، ومن بين النّصوص التي قرأ نصّ "ذكرى الاستقلال" وقد جاء فيه:
ذكراك يا عيد الخلود تعود
فيجود شعرا منشئ ومعيدُ
ذكرى يتيح لنا الخلود خلودها
إن الزمان بمثلها لسعيدُ
ذكرى نضال خاضه أسلافنا
ذكرى حصاد لا يزال يزيدُ
تشرين وافى شامخا كم رحّبتْ
بقدومه منّا الغداة حشودُ
ثمّ تلاه الشاعر محمد ناجي بدر الدين، وهو شاعر مهتمّ بالآداب العربيّة التراثيّة، له مؤلّفات في مجال السيرة النبويّة، له ديوان شعر مجموع تتنوع أغراضه ومواضيعه.
وقد ألقى عدة نصوص مختلفة الأغراض، من ضمنها نصّه الغزليّ "دعاني الهوى" الذي جاء فيه:
أهاج الهوى رسمٌ لأسما بلاقعُ
فقلت له: لبّيك إني طائع
دعاني هواه والفؤاد محرّق
حزين، ودمع العين ينهل هامع
دعاني الهوى لمّا تيقّنت أنّني
لكلّ عذولٍ ناصح أنا سامِعُ
وهل راجعٌ دهر الصبابة والهوى؟
فإنّي على ذاك الزّمان أراجِعُ
وريانة الرّدف التي طاب عرفها
وطابت لها في المكرمات الصّنائع
سجيّتها المعروف والبرّ والتقى
كذا المجد والعليا ومعْه التّواضُع
ختاما قرأ الشاعر محمد المختار محمد أحمد وهو شاعر مازَجَ بين التعليم النظاميّ والدراسة المحظريّة.
حاصل على الإجازة في مقرأ الإمام نافع، والليصانص، والماستر في اللغة العربية وآدابها، وقد أنشد عدة قصائد من بينها قصيدته " على شرفة الوقت"
مهما أناخ ذوو الأغلال وانكبتوا
تبقى الحياة خطى والوقت أرصفة..
لوح بقلبك للأنوار في دعة؛
ما أجمل القلب إذ تنتابه دعة !
واستكنه الكنه في الأشياء مرتديا
ثوب الحقيقة إن الحق معجزة
وانثر بذورك للأطيان،إن عريت،
كم يفرح الطين إذ تأتيه سنبلة!
وانحت قراطيس حب لا تؤولها
ظلال حبر ولا تلهو بها شفة..
وعد متى شئت للغفار مبتهلا
فليس تأخذه -مثل الورى- سنة!
تميّز النشاط بحضور متنوع بين الأساتذة والأكادميين وشعراء وإعلاميين.