أسدل الستار مساء اليوم الأربعاء في العاصمة الموريتانية نواكشوط، على فعاليات «مهرجان الأدب الموريتاني » الذي ينظم في إطار الاحتفاء باختيار نواكشوط عاصمة للثقافة في العالم برعاية من دائرة الثقافة بالشارقة وتعاون وتنسيق مع وزارة الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان واللجنة العليا لاحتفائية نواكشوط.
حفل الاختتام تضمن أمسية شعرية أنعشتها نخبة من الشعراء وحضرها لفيف من جمهور الأدب والشعر، بالإضافة إلى تكريم المشاركين في الأمسية.
الأمسية التي قدمها الشاعر محمد المامون محمد، شهدت إلقاءات شعرية متنوعة الأغراض والمضامين لخمسة شعراء من جيل التحديث في القصيدة الموريتانية.
بداية الأمسية كانت مع الشاعر المختار السالم أحمد سالم، الذي ألقى عدة قصائد، تعكس جانبا من تجربته الإبداعية. من بينها قصيدة:«السالمية » لافتتاح الأمسية، والتي يقول فيها:
عَـزَفْتُ فوْقَ ظهوْرِ العِيْسِ قافيتي،
لا يَـعْرفُ اللحْنَ منْ لمْ يَركبِ الإبلا..
وقلت: يا أيُّها الظِّلُّ "المـُحدثني"،،
لنُـصْلحا في المرايا.. ثمَّ نقتتلاَ..!
تحرَّفَ الرملُ.. لا أصْحُو على بلدٍ
إلَّا وسَاوَرَني مِنْ جُــرْفِــهِ دُوَلاَ
ونام في مقلتي نـَـقْـشُ الكرى وجَلاً
من عازب الذلِّ ما يبدي لك الوَجَلاَ
هذا الحنينُ الذي لا ينتهي وإذا
تبصَّرَ الوتْرَ لم يفتحْ لنا مقلا.
كما تستمع الجمهور لقصائد الشاعر عثمان لي ، ضمن المداخلة الثانية، وقد تضمنت إقاءاته قصيدة بعنوان: " مثنوي الوقت" يقول فيها:
وإذ أدور كما علمتني الرقص
أمتد..أمتد...حتى أملأ النص
كالمفردات خطاي الآن ناقصة
ما لم تضيفي لها الترتيب والرص
الآن نخلق تمثالا للحظتنا
النحت منك ومني الطين والصلصا(ل)
لأجلك النهر الرملي يطفح بي
له زمانان؛ أعني الطفو والغوصا
وألقى الشاعر اماعل حاجل قصائد متعددة من دواوينه، من ضمنها قصيدة بعنوان: " هن يقول فيها:
يا نكهة الملحفاتِ السود ملء دمى
أنتن في الروحُ أسكرتنَّ أورادي
في أيما لغةٍ أدخلتكنَّ صحى
شيطانكن وعرَّى الغافل السادي
بي من عطركنَّ خسارات شهقتُ لها
منذُ انعكاس مراياكنَّ في الواد
ومنذُ أدمنتكنَّ الشعرُ يَلسعني
وينتشي، بذهول الدهشة الحادي..
فيما أنشدت الشاعرة السالكة المختار منتخبات من قصائدها، تقول في إحداها :
عزف بنايك أم شجون بلابي
أم هيج الوجع العميق سواحلي
مطمورة بمفازة وأخالني
مثل السراب أحوم حو ل قوافلي
أنافي سراديب الكلام تعلقت
استار قلبي مثل نقش بابلي
وتعانقت روحي بروحك مثل ما
علق الغرام بكل جسم ناحلِ
يا شعر ياوجع الحروف ببحتي
يا لحن نايي يانحيب ممواولي
أما ختام الإلقاءات فكان مع الشاعر محمد يحيى الحسن الذي ختم مداخلته بنص " أطلال إنسان" :
أطلال إنسان
ليَ لم تعد ـ فرطَ البُكا ـ مُقَلُ
كل الذين أُحِبُّهم رحلوا
كوني سيُعتمُ
فوق عتمته
فالأصدقاءُ/الضوءُ قد أفلوا
تعِبٌ أنا جداً
وبيْ قلقٌ في كل أحوالي
وبيْ وجَلُ
في الجُبِّ ـ جُبّيْ ـ ليس يصحبُني إلّا أمانٍ ما لَها سُبُلُ:
ـ حبٌ سحيقٌ لستُ أذكرُهُ
بالكاد منهُ في فميْ قُبَلُ
وفي ختام الأمسية الشعرية جاءت كلمة الختام التي أسدى فيها بيت الشعر-نواكشوط الشكر لكل الذين ساهموا في إنجاح المهرجان، وللدكاترة والأساتذة والباحثين والكتاب والشعراء والإعلاميين الذين شاركوا فيه، معلنا أن المساهمة في الاحتفاء باختيار نواكشوط عاصمة للثقافة مسؤولية الجميع.