مشاركتي الشعرية في كتاب :آثار : الرمل والثلج في تكافل الذي أعده ونشره الأستاذان: محمد عبد الله بن باباه، من موريتانيا، وجيري كلود من الولايات الأمريكية المتحدة، وقام على فكرة قراءة في صور آثار الطبيعة المسطورة فوق صفحات الرمل. أو صفائح الجليد، استنطاقا شعريا بالعربية والإنجليزية معا للمداليل العميقة لرسوم مزامير الريح، في زبور الصحراوات، و برديات الثلج ما بين القطبين
وربما كتت الوحيد الذي شارك بثلاثة نصوص: أولها عن عشبة الرمل، وثانيها عن عشبات الجليد، وثالث الاثنين جاء حوارا مركبا بين صوتي تلك وهذه، حسبما يلي
عشبة الرمل*
وَحْدِي.. ببحْرٍ منَ الرمْلِ.. انْغَرَسْتُ هنا
جذْري ضعيفٌ.. ولكنْ أعْشقُ الوَطَنا
خيْطٌ نَحِيلٌ منَ العُشْبِ.. اصْطَفَى قَدَرِي
أنْ لَا أرَى نبْتةً.. أشْكو لهَا الـحَزَنا
مَهْمَا الْتَظَى الـحَرُّ.. أو أضْحَى الـحَصَى برَدًا
يظلُّ عِرْقِي-بخِصْبِ الـجَدْبِ- مُرْتهَنا
أمتصُّ نسْغَ نواميسِ الوُجُودِ..ولا
يَرَى سِوَى شاعِرٍ-في منْظري- حَسَنا
في صورة "الكامرا"، أو "سورة الشعرا"
خُلِّدْتُ.. ها أتـَحَدَّى-فيهما- الزَّمَنا
وَحْدِي.. هُنا.. بمَهَبِّ الريحِ.. صامِدة
أسَبِّحُ اللهَ.. ثارَ الـجَوُّ.. أوْ سَكَنَا
أسْتَقْرِئُ الأفُقَ الـمُمْتَدَّ مَا اكْتنَزَتْ
غُيُوبُه.. مَلَكُوتُ الله.. جَلَّ هُنا
ولي طقوسٌ.. بذي الصحْراءِ.. أكتُبُها
شِعْرا على الرمْلِ، رَقْصًا.. أو رُسُومَ مُنَى
تلك الدوائرُ.. أنصافًا.. تُفَتِّشُ عنْ
أنْصَافِها.. فالْأنَا الفَرْدِي.. يُريدُ أنَا
أوْ رُبَّمَا سُفُنٌ.. فِي الرَّمْلِ.. مَاخِرَةٌ
كمْ حَرَّكَ الفَنُّ-فوْقَ اليابِسِ- السّفُنَا!
الدوحة: 14/10/2021.
عُشْباتٌ في الـمَنْفَى الـجَلِيدِيّ*
تَتَجَاوَرُ العُشْبَاتُ.. صُفْرًا سُوقُها
في الثلْج.. ناحِلَةً.. هُناكَ.. عُرُوقُها
تَـمْتَصُّ.. مِنْ جَمَدِ الـجَلِيدِ.. حَيَاتَهَا
لا الزَّمْهَرِيرُ.. عنِ الـحَيَاةِ.. يَعُوقُها
تَتَبَادَلُ الـجَارَاتُ دِفْءَ حَدِيثِها
فِي ثلْج غُرْبَتِها.. الحِوَارُ يَرُوقُها
هَذِي.. تُسائلُ هذِهِ: أنَّى لنا
دِفْءُ الثَّرَى؟ حِضْنُ التُّرَابِ يَشُوقُها
وتَشُوقُها الشمْسُ التي غَرَبَتْ.. هُنَا
في البحْرِ.. قِدْمًا.. ثُمَّ ماتَ شُرُوقُها
وَعَلَى بَيَاضِ الثلج تَكْتُبُ.. كُلَّها
عَن سِيرَةِ الـمَنْفَى الـجَلِيدِي.. سُوقُها
وَقُـرُونُها.. وَظِلَالـُها... رَسَمَتَ هُنا
كَ.. قَصَائِدًا.. كُلٌّ لـهَا مَعْشُوقُها
تلك الزَّوَايا.. والدَّوائرُ.. هَنْدَسَا
تُ وُجُودِها.. يُعْيِي الـخَيَالَ لُـحُوقُها
الدوحة: 19 نوفمبر2021م.
نجوى بين عشبة الرمل، وعشبة الثلج*
أخْتاهُ.. يا عُشْبَةً، في الثلْج.. ترْتعِدُ
أنَا.. هُنا.. عُشْبَةٌ.. فِي الرَّمْلِ.. أتَّقِدُ
مَا بَيْنَ بَحْرِ الرِّمَالِ الـمُلْتَظِي.. رَمَضًا
وَبَيْنَ بَحْرِالـجَلِيدِ.. الأفْقُ يَبْتَعِدُ
لكنَّنا.. أبَدَا.. أُخْتانِ.. أُمُّهُما
ذِي الأرْضُ.. مَهْمَا تَنَافَى الطَّقْسُ.. والبَلَدُ
إنْ كنْتِ تَفْتَقِدِينَ الدِّفْءَ.. سَيّدَتِي
إنِّي.. إلى البرْدِ.. طُولَ العَامِ.. أفْتَقِدُ
في المنْبتِ الصَّعْبِ.. تَحْيَا كلُّ واحدةٍ
مِنَّا.. بغُرْبَتِنا.. في الرُّوح.. نَتَّحِدُ
هُنا.. هُنَاكَ.. كِلانَا.. مِلْءَ وِحْدَتِها
تُسَبِّحُ اللهَ.. جَلَّ الوَاحِدُ.. الصَّمَدُ!
وَتكْتُبُ الشِّعْرَ.. فِي بَحْرِ الرِّمَالِ.. وفي
بَحْرِ الـجَلِيدِ.. وفوْقَ الشِّعْرِ مَا تَجِدُ
وَحَوْلَهَا تَرْسمُ اللوْحَاتِ.. إنْ رَقَصَتْ
لِلريِّحِ.. فاهْتَزَّ مِنْها الرُّوحُ.. وَالـجَسَدُ
تَخْتَطُّ عَالَمَها.. كَوْنًا تُؤَسْطِرُهُ
دَوَائِرًا.. مِثْلها.. لَمْ تَرْتَسِمْهُ.. يَدُ
يَا مَعْبَدًا.. مَرْسَمًا.. يا مرْقصًا.. وَطَنا
فِي مَنْطِقِ العُشْبَتَيْنِ الكلُّ مُتَّحِدُ
الدوحة: 22/11/2021.