مقاعد المقهى اليتيم

أربعاء, 06/26/2024 - 05:55

 

 

خالد عبد الودود

 

والليالي العابراتُ خرَزٌ مُنفرط من مسبحة العُمر.

و أمّا مَنفضَةُ السجائر فوِعاءُ الخيبات الذي يملؤه صديقي بأعقاب السجائر التي يستودعها أنفاسه الحَرّا، وأحلامَه المؤجَلة ووعودَه المُخلَفَة

كذلك المتناثرون على مقاعد المقهى اليتيم.

العاطلون هُنا .. والحالِمون وأنصاف المُترَفين والسائرون على طريق الغُلُوّ.

طعمُ القهوة السِّيرِي من غير سكر لا يقل مرارة عن واقع نواكشوط.

السماعة المُتكوِّرةُ في أُذُنَيّ تماما تنجح في عزلي عن صخَبِ المكان وفَرقعَة الفناجين مِن حولي.

لا تزال اللّيدي هالة رشدي تُقنعني بنظرية تناسخ الأرواح، إنها تُغني الكُوبلِيه الأخير من اغنية يا مسهّرني أحسن مِمّا تغنّيه كومبُ الشرث ذاتُها، فبَعضُ الهوامشِ أعلى مِنَ المُتون.

ولَقَد تستديرُ الليالي وتتناسَخُ المواقِف فترَى أمسكَ البعيد ماثِلاً في لحنٍ شارِدٍ أو مَشهدِ عابرٍ، أو سحنة صديقٍ كلِيمٍ.

فالحمد لله على ماكان والحمدلله على ماهو آت، ثمّ السّلامانِ على رسول الله.