نظمت "منشورات الشاعرة خديجة عبد الحي" مساء أمس (الثلاثاء 29 أكتوبر 2024) بفندق موريسانتر" بالعاصمة نواكشوط، حفل توقيع ديوان "خاثر العثرة" الإصدار العشرين للشاعر المختار السالم أحمد سالم، وذلك وسط حضور حاشد تقدمه كبار مثقفي وشعراء وأدباء وصحفيي البلاد، وحضرت هذه التظاهرة، الأولى من نوعها في البلاد، شخصيات سياسية واجتماعية كبيرة.
ونُظّم الحفل بالتعاون مع عدة مؤسسات أدبية وثقافية، على رأسها اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين، والمنتدى الموريتاني للأدب واللغة والثقافة، وهيئة أقلام نسائية وصالون مامون الأدبي، ومكتبة إقرأ معي ومكتبة طوفان الأقصى وسدنة الحرف.
وبدأ الحفل بتلاوة من الذكر الحكيم، وقرأ الحضور الفاتحة ترحما على روح الشاعر حسني ولد شاش الذي توفي في السابع من يونيو الماضي، كما قرأوا الفاتحة ترحما على روح الشاعرة خديجة عبد الحي والأدباء الموريتانيين الراحلين، وقرأوا الفاتحة ترحما على شهداء فلسطين.
بعد ذلك استمع الحضور إلى كلمة "منشورات الشاعرة خديجة عبد الحي"، التي قدمها الأستاذ محمد الأمين مني، حيث خاطب الحضور قائلا: "كم نحن ممنونون لكم في منشورات الشاعرة خديجة عبد الحي لإسهامكم اليوم في هذا الحدث الاستثنائي الذي يشكل تجليا حيا لانشغالنا واهتمامنا بسدانة الحرف النابض بالحرية وبالإبداع في بلدنا الغالي وفي ساحة الثقافة والإبداع فيه"، مضيفا "هذا الحدث يأخذ استثنائيته من رافدين على الأقل، الأول احتفاؤه لأول مرة بالإصدار العشرين لشاعر موريتاني، والثاني احتفاؤه بشاعر وكاتب يتصدر اليوم مشهد الحداثة في الشعر وفي السرد بجرأة واقتدار المبدع الأصيل في دائرة ضوء انتشرت في عواصم عربية كثيرة منها بغداد والشارقة والرياض ونشرت في عواصم غربية أيضا".
وقال: "إننا في منشورات الشاعرة خديجة عبد الحي وهي تنظم اليوم حفل توقيع ديوان "خاثر العثرة" الإصدار العشرين للشاعر المبدع المختار السالم أحمد سالم بالتعاون مع حواضن ثقافية حاضرة معنا اليوم في هذه اللحظة الإبداعية، لنا باذخ الشرف في أننا نواكب وننشر أعمال هذا المبدع ضمن كوكبة من حملة القلم الموريتاني السيال".
وأضاف "إن منشورات الشاعرة خديجة عبد الحي لمغتبطة ومسرورة جدا لأنها ورغم قياسية عمرها الزمني استطاعت الإسهام الفاعل والمكثف في تحريك ساحة الثقافة في موريتانيا وخدمة الإبداع والتلقي الموريتانيين".
هذا، وأشاد العلامة الشيخ د. الخليل النحوي رئيس اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين ورئيس مجلس اللسان العربي بالإنتاج الغزير للشاعر المختار السالم، وهنأ النحوي الوطن والأمة بهذا الإصدار الجديد (ديوان "خاثر العثرة").
وفي كلمتها بالمناسبة قالت الأستاذة زينب بنت الحسن رئيسة "هيئة أقلام نسائية": إن "الحديث عن الشاعر المختار السالم لا يمكن أن يختزل في مداخلة، فهو سيد الحرف وأمير الشعر وهو الذي حمل وطنا ضيعه وظل صابرا يغرد في سماء الإبداع ويطل بظلال حرفه الأنيق".
وأضافت "إن الشعر بطاقة هُوية وماركة تعرف بالبلد والمختار السلام حمل هذا الوطن عاليا في دواوينه وفي ظلاله النثرية الجميلة وفي كتاباته المتنوعة، وإن أسطرا لن توفي هذا المبدع الظاهرة والقامة السامقة حقه واليوم نحن هنا لنقدم له التحية والتقدير".
وتوجهت رئيسة "هيئة أقلام نسائية" بالشكر إلى "منشورات الشاعرة خديجة عبد الحي"، التي حركت الساحة الثقافية"، وقالت "أسجل أيضا شكري للقائمين عليها وعلى رأسهم الدكتور بدي أبنو المرابطي سيد القلم والفكر وسفير الثقافة".
هذا، واختتم الشق الخطابي في الحفل، بكلمة للدكتورة حواء بنت ميلود، رئيسة مجلس "سدنة الحرف"، نوهت فيها بدور الشاعر المختار السالم ووقوفه الدائم مع كل الشعراء والأدباء.
بعد ذلك، قدمت "فرقة عماد ولبابة" أغنيتين من كلمات الشاعر المختار السالم هما: "لئن جنيت على نفسي" و"عند أحلام المغيب" وذلك وسط تفاعل كبير من الحضور.
وتميز حفل توقيع ديوان "خاثر العثرة" الإصدار العشرين للشاعر المختار السالم أحمد سالم، بجلسة علمية شارك فيها ثلاثة من كبار الأكاديميين الموريتانيين وتناولت التجربة الشعرية للشاعر المختار السالم.
وبدأت الجلسة العلمية، التي ترأسها أ.د. عبد الله السيد بعرض من محاضرة للدكتور محمد الأمين مولاي إبراهيم بعنوان: "قصيدة النثر في الشعر الموريتاني والفكر الأدبي: دواوين المختار السالم نموذجا"، تلاها عرض من محاضرة: "أفق التجريب في شعر المختار السالم: ديوان خاثر العثرة أنموذجا" للدكتور ولد لمرابط متالي.
وأشفعت هذه الجلسة بمداخلات لمجموعة من الأساتذة والشعراء أثنوا فيها على التجربة الشعرية للشاعر المختار السالم.