جديد أدب "العادة"

سبت, 12/28/2024 - 01:32

 

تتحد طقوس مجتمع  البظان في الأركان الأساسية لفلكلور المناسبات الاجتماعية، ولكنها تختلف في بعض الجزئيات بحيث تختص كل منطقة بعادات وتقاليد تميزها عن غيرها، وهو تنوع يثري التراث اللامادي للبلد بصورة عامة.

يعتبر "أدب العادة" ركنا مكينا في المناسبات الاجتماعية بمنطقة القبلة عموما، وخاصة في بعض الأحساء الإكيدية التي مازالت ظاهرة "الأعصار" حاضرة فيها. 

ويطلق "العصر" على الأشخاص الذين  ينتمون إلى نفس الفئة العمرية، مثل مواليد الاستقلال، أو دار أربعين ليلة مثلا، ويشرف العصر على تنظيم طقوس المناسبة ويساعدون صديقهم ماديا ومعنويا وبدنيا، أما العصر الأصغر منهم سنا والموالي لهم في الترتيب، فيوظف أعضاؤه هامش الحرية الذي تتيحه المناسبة في إبراز  ملكاتهم الشعرية والأدبية، حيث تسمح العادات والتقاليد بنوع من "الدسارة الطايبة" يدخل وقتها المختار بعد إبرام العقد في المسجد وينتهي مع اختتام مراسيم المناسبة.

وفي هذا السياق، فقد نظم عصر "الزركيين" مساء أمس مناسبة اجتماعية في نواكشوط، حضرها أدباء العصر كالأديب البارز المفتش محمد فال بن محمد محمود بن زياد، والشاعر المصقع الأستاذ سلامي بن محمدن بن بك، والأديب والناقد خبير البرمجيات صالح بن امد، والأديب اللبيب محمدن الملقب يكبر بن ألما، والفقيه الشاعر  عبد الفتاح بن اليدالي، ونظرا لوجود شعراء المسؤولين خارج البلد حاليا كالدكتور الأديب محمد فال الحسن بن امين والأستاذ الأديب عبدالله بن بباه بن اميه، فقد تجرأ صاحبكم ومتن الشخصية وبعث إلى هذه الكوكبة من الأدباء أبياتا يطلب فيها عادة عصر المسؤولين، وقد صاغها على شكل فتوى موجهة لفقهاء عصر الزركيين، ختمها بإحماض يتعلق بالتزام بعض أعضاء العصر بورد الطريقة الكركرية فقال:

تحية كالمسك والعنبر 
لذروة الأعصار في المعشر

موجبه نازلة خيَّمت
وليس غيركم لها ينبري

ما حُكم عادة لنا قد جرت
بها تقاليد بني أعمر
 
فظاهر الشرع مُبيح لها
إذْ حَكَّمَ العادة في الأشهر
 
وباطن الشرع انجذبتم لهُ 
فما جواب المذهب الكركري

وقد بعث إلي عصر الزركيين مساء اليوم أبياتا جوابية جميلة السبك والحبك، تضمنت نكتا ولطائف جميلة، وقد لفوا كدمهم للمسؤولين حيث أشاروا تصريحا وتلميحا إلى تغيير بعضهم لعتبات بيوتهم، فقالوا:

تحية بعطرها الأذفر
تهدى لعصر فائق    خير

قد حاز قصب السبق في قطرنا
خيم في عز  بني أعمري

يرحل من عز إلى  مثله
لكوكب الزهرة والمشتري

عجلتم بالشعر يشدو  شذى
نوازل العادات في   الأعصر

رجحتم إباحة          ظاهرا
وضفتم الباطن للمضمر

و القول قولكم فلا  تكبروا
أن يتبع الأكبر للأصغر

نهج التخلي والتحلي رضى 
مضى عليه الحكم في الأشهر

يعقوب بن اليدالي