إعلان

اختتام  الدّورة العاشرة من مهرجان نواكشوط للشّعر العربيّ بأمسيّة شعريّة:

خميس, 02/13/2025 - 13:01

 

أسدل السّتار مساء أمس الأربعاء 12 فبراير 2025 في العاصمة الموريتانيّة نواكشوط، على فعّاليّات «مهرجان نواكشوط للشّعر العربيّ » في دورته العاشرة الّذي نظّمه بيت الشّعر-نواكشوط  برعاية من دائرة الثّقافة بالشّارقة وشراكة  مع وزارة الثّقافة والفنون والاتّصال والعلاقات مع البرلمان ، وقد شارك في الحفل ما يربو على عشرين شخصيّة أدبيّة من الشّعراء والنّقّاد من داخل موريتانيا وخارجها طيلة أيام <<10، 11، 12>>  فبراير الجاري، وقد تضمّن حفل الاختتام  أمسيّة شعريّة أنعشتها نخبة من الشّعراء هم: أبو بكر ولد المامي، ولقمان دمبا من جمهوريّة غامبيا، وعبد الأحد الكجوري من جمهوريّة السّنغال، وسيدي محمّد ولد بمب، فيما قدّم الأمسيّة الإعلاميّ المختار السّالم لحبيب.

وبدأت الإلقاءات الشّعريّة مع الشّاعر أبو بكر المامي ،وهو كاتب صحفيّ حاصل على اللّيصانص في علم الاجتماع من جامعة نواكشوط، عضو نشط بأكثر من هيئة ومؤسّسة ثقافيّة، مهتمّ بالقضايا الثّقافيّة والفكريّة، شارك في العديد من المهرجانات والأنشطة الثقافيّة الوطنيّة والعربيّة، فائز بجائزة الشّارقة للشّعر الشّبابيّ سنة 2012، صدر له ديوانا شعر هما: "فلتكوني ما أرى" و "من يائي إلى ألف" عن دائرة الثّقافة والإبداع بالشّارقة، وقد تلا عدّة قصائد من ضمنها قصيدة "آخر ما قال لي الحبّ" الّتي يقول فيها:

لَهُ قَامَةٌ كَالنَّخِيلْ..
لَهُ لُغَةُ الْقَلْبِ وَالْحُّب..
وجهٌ كَثَغْرِ الصَّبَاحِ
وصَوْتُ قَوَي الْهُدُوءِ
أَصِيلٌ.. أَصِيلْ
وَقَلْبٌ نَقيُّ الْمَحَبَّةِ
قَلْبٌ مُضِيءْ
لهُ رَجْفَةٌ كَالنَّخِيلْ
إِذَا لَثِمَ الريِحَ لَثْمًا خَفِيفًا
إذا صَافَحَ الْغَيْمَ قَطْرًا وَبَرْدًا لَذِيذًا
وكم مدَّ لِلْجَائِعِينَ رَغِيفًا
وكانَ صدِيقًا كبِيرًا لَنَا
وكم عَلَّمَ النَّاسَ جِيلًا فَجِيلْ
وكان أمِيرًا وَقُورًا أَنِيقًا 
وكان صَدُوقًا
وكانْ.. وكانْ

وألقى ثاتيا الشّاعر لقمان عمر دمبا من مواليد قرية"سِنْتَيْت" بجمهوريّة السّنغال، تلقّى تعليمه الأوّل على والدع بمدرسة عبد الله بن سلام، فحفظ القرآن العظيم وبعضا من المتون العلميّة والأدبيّة، ثم التحق بعد ذلك بالمعهد العربيّ/الإنجليزيّ عام 2019 وتخرّج منه عام 2024، يدرس حاليا بجامعة الإحسان- كليّة التربيّة للسّنة الأولى، وقد ألقى عدّة قصائد من ضمنها قصيدته " غرامُ الرّوح" الّتي يقول فيها:

وطـنٌ يشِعُّ على الفؤاد هـلالُه
وعلى الحضارة ترتقي أجـيالُه

وثَــراه يمـتَــصُّ الطُّموحَ كأنَّهُ
روضٌ يطيبُ بكل أرضٍ حالُه

يا كمْ أطــوفُ  بأرضِ قومي مُعلنًا:
لبّيكَ يا وطنًا يُصانُ جمَالُه

ومُسالمٌ  ملءَ السلامِ بشَعبِه
بـلـغَ العُـلا حَـيْـثُ ارتَـقَـتْ أَفْـعالُــه

وطـنٌ بـنـى الفردوسَ فـي أنـحـائـه
فَـسَـمَـا وعزّ على الوجود زوالُه

فتوهَّجتْ نِيرانُـه وتَـشَـعْـشَـعَتْ
بـيـنَ الـورى وتَـقَدَّمـتْ أبطـالُـه

وإذا الـطُّــيـور الآن فــي أغـصـانِـه
غنَّينَ عنه كأنّهنّ عيالُه 

غَـيْـثٌ بِـمُـنْـعَـطَـفَـاتِـه يسقي القُرَى
وغــدًا  سيُعشِب مَـجْــدُه وخصالُه

وكـأنَّـنــي دمُـــه وسـائـر جـســمِـه 
بــيــدي: عــصــاهُ ودِرعُه ونـعـالُـه

وتواصلت الإلقاءات الشّعريّة مع الشّاعر سيرين عبد الأحد الكجوري من مواليد ليونا تياروي 1989 بجمهوريّة السّنغال، درس القرآن باكرا والتحق بمدارس اللغة العربيّة والشّريعة بداكار، حاصل على شهادة الباكالوريوس من كليّة أصول الدّين عام 2015 بتقدير ممتاز، حاصل على الماجستير في التّاريخ الإسلاميّ، حصد العديد من الجوائز الأدبيّة بالسّنغال كجائزة "شاعر الجامعة"، مهتمّ بالشّأن الثّقافيّ الإقليميّ والمحلّيّ، صدر له أوّل عمل عن دائرة الثّقافة بالشّارقة عام 2019 تحت عنوان "لم أنته الآن"، وديوان "خرافة" عن دار الأجنحة2024، يعمل مدرّسا للّغة العربيّة والعلوم الدّينيّة، كما يشتغل صحفيّا مقدّما لعدّة برامج من أبرزها برنامج "مجازات".
وقد تلا قصائد ذات مواضيع متباينة من ضمنها نصّه "الشّاعر" الّذي يقول فيه:

شيءٌ.. مِن الغَيْبِ الَّذِي فِي جُبِّهِ
سَيُعيدُ يَعْقُوبًا..
لِيَحْضُنَ يُوسُفَهْ

يَتَحَسَّسُ الأَلْحَانَ..
حِينَ تُجُوبهُ وَتَرٌ لـ"زِرْيَابٍ" 
أَتَاهُ لِيُنْصِفَهْ..

والخَالِدُونَ سَقَوْهُ إِكْسِيرَ الْهَوَى..
لَكِنَّ سِرَّ خَيَالِهِ في مِلْحَفَةْ..

في حَدْسِ أُنْثَى..
فِي تَهَجُّدِ نَاسِكٍ..
فِي كُلِّ مَا عَجزَ المَدَى أَنْ يُوصِفَهْ

هُوَ مَا وَرَاءَ الوَرْدِ..
مَا خَلْفَ النَّدَى..
هُوَ مَا تَلَاهُ الصُّبْحُ..
يَنْشُرُ لُطْفَهْ..

هُوَ نِصْفُ شَيْطنةٍ..
ونِصْفُ نُبُوءَةٍ..
هَذَا المَزِيجُ الحُلْوُ..
يُنْتِجُ كَشْفَهْ..

وانتهت الإلقاءات مع الشّاعر سيدي محمّد ولد بمب، صحفيّ مرموق، مهتمّ بالمجال الثّقافيّ والشّعريّ، شارك في عدّة مسابقات شعريّة وأدبيّة أبرزها مسابقة أمير الشّعراء الذي حاز فيها المرتبة الأولى عام 2008، وقد ألقى عنه بالنّيابة الشّاعر محمّد ولد إدومو.

وختم الحفل المنعقد ضمن الفعّاليّات المتواصلة طيلة الأيّام الثّلاثة الماضية وقائعه بكلمة للدّكتور عبد الله السّيّد مدير بيت الشّعر- نواكشوط الّذي توجّه بالشّكر والتّحيّة لفخامة رئيس الجمهوريّة محمّد ولد الشّيخ الغزواني على الرّعاية الّتي يوليها للحركة الثّقافيّة بالبلاد، ولصاحب السّموّ الدّكتور الشّيخ سلطان القاسمي حاكم الشّارقة عضو المجلس الأعلى لدولة الإمارات العربيّة المتّحدة على الدّعم اللّامحدود الّذي يوفّره خدمة لرؤيته الثّاقبة، مؤكّدا فتح بيت الشّعر أبوابه أمام جميع الكتّاب والمثقّفين وحملة الهمّ المعرفيّ والمؤمنين بالجمال والفنّ من شتّى الخلفيات الفنّيّة سعيا في إرساء الرّسالة الحضاريّة لدائرة الثّقافة بالشّارقة، معربا عن سعادته بتكاتف جهود الجميع نخبا وجماهيرا في إبراز الوجه الثّقافيّ للوطن، متمنّيا للجميع ضيوفا مشاركين وحضورا مستمتعين دورات أخرى أكثر إمتاعا وأجمل إبداعا، وانتهى الحفل بتكريم لشعراء الأمسيّة والتقاط صور جماعيّة تذكاريّة، ثمّ توقيع ديوان "رحلة اكتشاف لوادي عبقر" للشّاعر مامادو سوخونا، وديوان "لم أنتهِ بعد" للشاعر عبد الأحد الكجوري، ضمن المراسيم الختاميّة، واستراحة قهوة وشاي تخلّلتها نقاشات وتبادلات للانطباعات والرّؤى وسط حضور مميّز للطّيف الثّقافيّ والإعلاميّ وجمهور بيت الشّعر من جميع الخلفيات.