صوتان يصدحان شعرا في "تراتيل الأصيل"

خميس, 10/09/2025 - 22:39

 

نظم بيت الشعرـ نواكشوط مساء اليوم الخميس 09 أكتوبر 2025 بباحة حديقته أمسية أدبية من مساءات تراتيل الأصيل التي تسلط الضوء على الشعر والشعراء سعيا إلى خلق فضاء فني ومتنفس جمالي تتلاقى فيه أصوات القصيد بين أصحاب المشارب والتوجهات المختلفة، وذلك ضمن برنامجه المتواصل وعمله الحثيث في إثراء المجال الثقافي وإرساء منبر دائم لإسماع صوت الشاعر المتجدد عبر منبر تنافسي مفتوح على القضايا الوطنية والإنسانية، وقد استضافت الأمسية الشاعرين: محمد الأمجد عيسى والشيخ نوح.

في مفتتح الأمسية  ألقى الشاعر  محمد الأمجد عيسى، وهو شاعر أستاذ ثانوي، مهتم بالقضايا الأدبية والفكرية، مشارك في عدة نشاطات ثقافية وطنية ودولية، حاصل على الدكتوراه في الفقه والأصول، أمين الإعلام والاتصال باتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين.
وقد ألقى عدة نصوص من ضمنها قصيدته "ذكرى" والتي منها:
تلاوحت برحاب الأفق ألوية
تعلو لهام الوغى خفاقة أبدا 
هفت لها من بقايا الروح بارقة 
يرد ثائرها أمس الزمان غدا
يا يوسف المجد ما حال الطوائف ما
يلقي الطوائف من أبنائهم جسدا 
من نهر صنهاجة العظمى إلى يمن 
من سور مراكش القصوى إلى بردى
لم يبق من غضب التاريخ غير هوى
على البقاء وحب النفس قد مردا

بينما ألقى ثانيا الشيخ نوح وهو شاعر وروائي ومترجم موريتاني، وُلد في مدينة باركيول الموريتانية في عام 1982،  درس في مدارس متعددة لحين حصوله على شهادة الدروس العامة في التاريخ من جامعة نواكشوط، متحدث لعدة  لغات أولها العربية إضافة إلى الإنجليزية والفرنسية والبرتغالية، دارس شغوف بالأدب العالمي، ومستجدات الإبداع والفن، صدرت له عدة أعمال شعرية من أبرزها : "أرغفة السماء" و"على سجادة مني" و"جميلات حتى في المرآة" ورواية "أدباي"، وما يزال يستبق الزمن في الكتابة والنشر.
وقد ألقى عدة قصائد من أبرزها قصيدته "دوار على السلم الخماسي" التي يقول فيها:

بالعشّ يحلم في الأضلاع سمّان     
وذي الأصابعُ تحسو بيرة بيانو...
فينتشي وتر في الطيش 
سُلّمه طبقَ المقام خماسي... وسكران!
يا من تنامين جدا في الضلوع 
كما تنام في ندم الحطاب أغصان...
استيقظي... لا يليق النوم إن شطحت
في الركض في أرق الأشجار نيران
ها قد شددت على الممنوع سهم فمي
عيناك نبعان... والأشواق غزلان
كيف انتهكت قوانين الطبيعة؟.
 لا أشجار فيك  وكل الصدر رمان؟!
أنا الفتيل وأنت الشمع... فانتخبي 
نارا تليق بحيث اثنان قربان!
بيني وبينك موسيقى بلا خطأ    
كادت تقول بلا وعي الصدى: يا نو..
دمي كمان وماء الفن فيك طغى...     
شدي الكمان، فهذا الماء فنان!

وختمت الأمسية بصورة جماعية تذكارية وسط حضور متنوع من جمهور بيت الشعر والمهتمين بالقصيدة ضم كوكبة من الباحثين والإعلاميين والدكاترة.