من تاريخ اقتناء الكتب وتداولها عند العلويين

اثنين, 10/27/2025 - 00:25

عبد الرحمن أحمد

 

أشرت البارحة في تدوينة موجزة إلى شرح العلامة محمد بن المختار بن الاعمش العلوي لمنظومة اضاءة الدجنة، وهو الشرح الذي تلقفه المصريون بالقبول وأفاد منه العلامة عليش، ومن المعلوم ان ابن الأعمش قد تلقى إجازات بالمراسلة من الخرشي والزرقاني.

أضيف الليلة ان تلميذه ابن رازكه الذي ترجم له بالمناسبة ترجمة مهمة، قد عرفته هو الاخر الأوساط العلمية والسياسبة في المغرب مما عاد بالنفع على واقع الثقافة في بلده؛ بلاد شنقيط، إذ تشير المصادر المتداولة ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻭﻟﺪ ﺭﺍﺯﻛﻪ ﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﻗﺪﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺑﻤﻜﺘﺒﺔ ﺿﺨﻤﺔ ﻧﻈﺮﺍ ﻟﻌﻼﻗﺘﻪ ﺍﻟﻮﻃﻴﺪﺓ ﻣﻊ ﻣﻠﻮﻛﻪ ﺃﻧﺬﺍﻙ، ﻭﻗﺪ ﺗﻮﺍﺭﺛﻬﺎ محيطه الاجتماعي ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ، ﻭﻗﺪ ﺳﻤﻌﺖُ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺳﻴﺪﻱّ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻋﻨﺪ ﻋﻮﺩﺗﻪ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺑﺰﻣﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻣﺼﻄﺤﺒﺎ ﻣﻌﻪ كتبا مهمة ﻫﺪﻳﺔ ﻣﻦ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﻋﺴُﺮَ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻜﺘﺐ؛ ﻟﻜﻮﻧﻬﺎ ﻣﺒﺘﻮﺭﺓ ﺍﻻﻭﺍﺋﻞ ﻭﺍﻷﻭﺍﺧﺮ، ﻓَﺬُﻛِﺮَ ﻟﻪ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﻓﺘﻰ ﺑﻦ ﺳﻴﺪﻳﻨﺎ ﻭﻛﺎﻥ ﻧﻮﺍﺯﻟﻴﺎ ﻣﻄﺎﻟﻌﺎ ﺣﺎﺩّ ﺍﻟﺬﻛﺎﺀ، ﻓﺎﺳﺘﺪﻋﺎﻩ ﻟﻠﻤﻬﻤﺔ ﺫﺍﺗﻬﺎ؛ ﻓﻌﺮَّﻑ ﻟﻪ ﺍﻟﻜﺘُﺐَ ﺍﻟﻤﺒﺘﻮﺭﺓ ﻭﺻﺎﺭﺕ ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ ﺑﻌﻨﺎﻭﻳﻨﻬﺎ ﻭﺃﺳﻤﺎﺀ ﻣﺆﻟﻔﻴﻬﺎ، ﻭﻻ ﻳﺒﻌُﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﺸﺎﺑﻪ ﺑﻴﻦ ﻣﻜﺘﺒﺘﻲْ ﺍﺑﻦ ﺭﺍﺯﻛﻪ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺳﻴﺪﻳﺎ ﻫﻮ ﻣﺎ ﺟﻌﻞ ﺳﻴّﺪﻧﺎ ﻓﺘًﻰ ﻳﺄﻟﻒ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﻳﻘﻮﻡ ﺑﺘﻌﺮﻳﻔﻬﺎ؛ ﻷﻧﻪ ﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺫﺍ ﻋﻬﺪ ﺑﻬﺎ . ﻓﻔﻲ ﺑﻴﺖ ﺁﻝ ﺳﻴﺪﻳﻦَ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺷﻐﻒ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﺑﺎﻟﻜﺘﺐ، ﻭﻫﻨﺎ ﻧﺬﻛﺮ ﺃﺑﻴﺎﺗﺎ ﻃﺮﻳﻔﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ ﻣﺤﻤﺪﻭ ﺑﻦ ﻓﺘﻰ ﻳُﻀَﻤِّﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺑﻴﺎﺗﺎ ﻟﻌﻤﻪ ﺍﺑﻦ ﺭﺍﺯﻛﻪ :

ﺗﻘﻮﻝ ﺃﻣﻴﻢ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺩﻉْ ﻭﺍﺳﻊ ﻟﻠﻐﻨﻰ == ﻏﻨﻰ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻏﻴﺮ ﻣﻔﻴﺪ

ﻓﻘﻠﺖ ﺩﻋﻴﻨﻲ ﺃﻧﻈﺮ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺳﺎﻋﺔ == ﺃﻟﻢ ﺗﺴﻤﻌﻲ ﺃﺑﻴﺎﺕ ﻋﻤﻲ ﺳﻴﺪﻱ

" ﺇﺫﺍ ﺟﻠﺖ ﻓﻜﺮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻋﻮﻳﺼﻬﺎ == ﻭﻣﺎﺩﺕ ﺑﻲ ﺍﻷﻓﺮﺍﺡ ﻛﻞ ﻣﻤﻴـــــــﺪ

ﺗﺼﺎﻏﺮﺕ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﺪﻱ ﻭﺃﻫﻠــــــــــﻬﺎ == ﻭﺟﺌﺖ ﺑﻤﺎ ﻳﺸﻔﻲ ﻏﻠﻴﻞ ﻣﺮﻳــﺪﻱ

ﻭﻧﻠﺖ ﻟﺬﻳﺬ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﺬﻭﻕ ﻭﺣــــﺪﻩ == ﻭﻛﻞ ﻟﺬﻳﺬ ﻏﻴﺮُﻩُ ﻛــــﻬَﺒﻴـــــــــــﺪ "

ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﻐﻒ ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻤﺎﺗﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﺼﻴﻞ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﻣﻮﺳﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺍﻷﺩﺑﺎﺀ ﻳﺤﻄﻮﻥ ﺭﺣﺎﻟﻬﻢ ﻋﻨﺪ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﻌﻠﻮﻳﻴﻦ ﻃﻤﻌﺎ ﻓﻲ ﺇﻋﺎﺭﺓ ﺍﻟﻜﺘﺐ، ﻓﺘﺴﻌﻔﻨﺎ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺑﺄﺑﻴﺎﺕ ﺟﻴّﺪﺓ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ ﺣﺮﻣﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ﺍﻻﺩﻳﺐ ﺍﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻄﻠﺒﻪ ﻭﻗﺪ ﺟﺎﺀﻩ ﻳﻄﻠﺐ ﺇﻋﺎﺭﺓ ﻛﺘﺎﺏ ﺗﺒﺼﺮﺓ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ﻻﺑﻦ ﻓﺮﺣﻮﻥ، ﻭﻛﺎﻥ ﺻﺪﻳﻘﺎ ﺣﻤﻴﻤﺎ ﻟﻪ ﻳﺴﺘﻌﻴﺮ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻜﺘﺐ، ﻓﺄﻋﺎﺭﻫﺎ ﻟﻪ ﻭﺧﺎﻃﺒﻪ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻷﺑﻴﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﺋﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻴﻬﺎ :

ﻳﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﻳﺦ ﻭﺍﻷﺷﻴﺎﺥ ﺃﺳﻼﻓﻪ == ﺟﺰﺍﺀ ﻣﻦ ﻳﺴﻌﻒ ﺍﻟﻌﺎﻓﻴﻦ ﺇﺳﻌﺎﻓﻪ

ﻟﻜﻦّ ﺗﺒﺼﺮﺓ ﺍﻟﺤـــــــــــﻜﺎﻡ ﻣﺒﺨﻠﺔ == ﻭﻟﺆﻟﺆ، ﻭﺳﻮﺍﺩ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺃﺻﺪﺍﻓـــــــﻪ

ﻭﻣﻦ ﺃﻋﺎﺭ ﺳﻮﺍﺩ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺃﺗﻠﻔــــــــﻪ == ﻟﻜﻦ ﻳﻬﻮﻥ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻓﻴﻚ ﺇﺗﻼﻓـــــــــﻪ

ﻭﻟﻤﺎ ﺍﻧﻘﻀﺖ ﻣﺪﺓ ﺍﻹﻋﺎﺭﺓ ﺃﺭﺳﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﺑﻴﺎﺗﺎ ﺃﺧﺮﻯ ﻳﺴﺘﺮﺩﻩ ﻣﻨﻪ، ﻓﻘﺎﻝ:

ﻳﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﻳﺦ ﻣﺘﻌﺐ ﺍﻷﻗﻼﻡ == ﺃﻗﻮﻯ ﻓﺄﻗﻮﺕ ﺑﻬﺠﺔ ﺍﻷﻳــﺎﻡ

ﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺃﺭﺟﺎﺋﻨﺎ ﻣﺘﺒﺴــﻤﺎ == ﺑﻔﺮﻳﻀﺔ ﻭﺩﻗﺎﺋﻖ ﺍﻷﺣﻜـــﺎﻡ

ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻮﺳﻴﻂ ﻣﻦ ﺗﺮﺍﺟﻢ ﺃﺩﺑﺎﺀ ﺷﻨﻘﻴﻂ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ ﺑﻦ ﺑﻮﻧﻪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺷﺘﻬﺮ ﻋﻠﻤﻪ ﻓﻲ ﺍﻵﻓﺎﻕ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻋﺎﻟﻢ ﺑﻌﺪه ﺇﻻ ﻭﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺍﻟﺠﺰﻳﻞ، ﻗَـﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﺣﻲّ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻮﻳﻴﻦ، ﻗﺎﺻﺪﺍ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﻣﺤﻤﺬﻥ ﺑﻦ ﺑﺎﺑﺎﻧﻪ ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺇﻋﺎﺭﺓ ﻛﺘﺎﺏ " ﺍﻟﺪﻣﺎﻣﻴﻨﻲ " ﻭﺫﻛﺮ ﻟﻪ ﺃﻫﻤﻴﺘﻪ ﻋﻨﺪﻩ ﻭﺃﻧﻪ ﻳﻨﻮﻱ ﺷﺮﺡ ﺍﻟﺘﺴﻬﻴﻞ، ﻭﺃﺟﻤﻞ ﻃﻠﺒﻪ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﺑﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :

ﺃﺗﻴﺘﻜﻢ ﻳﺎ ﻗﻀﺎﺓ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺪﻳـــــﻦ == ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻲ ﻏﺮﺽٌ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﺪﻣﺎﻣﻴﻨﻲ

ﻋﻦ ﻛﻞ ﺣﺐ ﺑﻪ ﻗﺪ ﻛﻨﺖ ﺫﺍ ﻛﻠﻒ == ﻭﻛﺎﺩ ﺯﺍﺋﺪﺓ ﻗﺪ ﻛﺎﺩ ﻳﺴﻠﻴـــــــــﻨﻲ

ﻛﺄﻧﻜﻢ ﻭﻫﻲ ﻟﻠﺘﺤﻘﻴﻖ ﺗﺮﻓﻌـــــﻮﺍ == ﻋﻠﻰ ﻇﻨﻮﻥ ﻓﺆﺍﺩ ﺫﺍﺕ ﺗﺤﺴﻴـــــﻦ

ﻓﻘﺎﻝ ﻣﺤﻤﺬﻥ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ : ﺃﻋﻄﻮﻩ ﻟﻪ .

ﻭﻳﻜﻔﻲ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻛﺘﺐ ﺳﻠﻒ هذه القبيلة ﻟﻤﻼﺣﻈﺔ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻋﻨﺪﻫﻢ، ﻓﻘﺪ ﺃﺑﺎﻥَ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺒﺲ - ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻞ ﺣﺮﻣﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﻓﻲ ﻃﺮﻑ، ﻭﺑﺎﺑﻪ ﺑﻦ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻴﺒﻪ ﻓﻲ ﻃﺮﻑ – ﻋﻦ ﻛﺘﺐ ﻧﺎﺩﺭﺓ ﻗﺪ ﺍﻋﺘﻤﺪﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺣﺎﻭﻻ ﺗﺮﺟﻴﺢ ﻭﺟﻬﺘﻲ ﻧﻈﺮﻫﻤﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ، ﻳﻘﻮﻝ ﺣﺮﻣﺔ :

ﻣُﺮَﺍﺟِﻌُﻨَﺎ ﻓِﻲ ﺭَﺍﺟِﻊِ ﺍﻟﻮَﻗﻒِ ﻗَﺪ ﺫَﻫَـــــﻞ == ﻭَﺳَﺎﻕَ ﻧُﺼُﻮﺻًﺎ ﻻَ ﺗُﺴَﺎﻋِﺪُﻩُ ﻓَــــــــــﺰَﻝ

ﺭَﻣَﻰ ﻣَﺎ ﺣَﻜَﻰ ﺍﻟﻤَﻮَّﺍﻕُ ﻣِﻦ ﻗَﻮﻝ ﻣَﺎﻟِﻚٍ == ﻓَﺄَﺷﻮَﻯ ﻣُﺼَﺎﺏَ ﺍﻟﻘَﻮﻝِ ﻭَﺍﺳﺘَﻨَﻮﻕَ ﺍﻟﺠَﻤَﻞ

ﻋَﻠَﻴﻚَ ﺑِﺘَﺤﻘِﻴﻖِ ﺍﻟﻤَﺒَﺎﻧِﻲ ﻓَﺈﻧَّـــــــــــﻪُ == ﺃﺑَﺎﻥَ ﻟَﻨَﺎ ﻣَﺎ ﻓِﻲ ﻛَﻼَﻣِﻚَ ﻣِﻦ ﺧَـــــــــــﻠَﻞ

ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺃﻭﻝ ﻧﺴﺨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻣﻮﺱ ﻟﻠﻔﻴﺮﻭﺯﺑﺎﺩﻱ ﺗﺪﺧﻞ ﻟﻠﻤﻨﻄﻘﺔ ﻋﻤﻮﻣﺎ ﺑﺤﻮﺯﺓ ﻣﺤﻤﺪﻭ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻮﻓﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺠﺎﺯ، ﺑﻌﺪ ﺗﺄﺩﻳﺘﻪ ﻣﻨﺎﺳﻚ ﺍﻟﺤﺞ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻨﺴﺨﺔ ﻣﻦ ﺿﻤﻦ ﺗﺮﻛﺘﻪ .

ﻭ ﺃﺗﻰ ﺍﻟﻌﻼﻣﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﻓﺎﻝ ﺑﻦ ﺑﺎﺑﻪ ﻣﻦ ﺭﺣﻠﺘﻪ ﻟﻠﺤﺞ سنة 1307 للهجرة ﺑﻜﺘﺐ ﻧﺎﺩﺭﺓ، ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻃﺒﻊ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ، ﻭمن ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﺍﻟﻤﻄﺒﻮﻉ ﺑــ " ﺑﻮﻻﻕ " ﻓﻲ ﻣﺼﺮ.

لقد كان ﺍﻟﻌﻠﻮﻳﻮﻥ ﻳﺴﺘﻌﻴﻨﻮﻥ ﺑﺎﻟﻨﺴﺦ ﻭﺑﺎﺳﺘﻘﺪﺍﻡ ﺍﻟﻜﺘﺐ – ﺇﻥ ﻟﺰﻡ ﺍﻷﻣﺮ - ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻭﺍﻳﺎ الآخرين لوجود ﺭﻭﺍﺑﻂ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻭﻃﻴﺪﺓ، ﻭﺻﻼﺕ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻭﺛﻴﻘﺔ، ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻷﺟﻞ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﺎﻟﻚ : ﻓﻘﺪ ﺃﺗﻰ ﺷﻴﺨﻨﺎ " ﺍﺑّﺎﻩ " يعني محمد فال بن بابه ﺑﻤﺨﺘﺼﺮ ﺍﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺯﻳﺪ ﻣﻦ ﻣﻜﺘﺒﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺳﻴﺪﻳﺎ، ﻭﻛﺎﻥ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﺮﻭﻑ، ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻈﻨﻮﻧﻪ ﺍﻟﻨﻮﺍﺩﺭ،

ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺃﻧﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺮﻓﺘﻪ، ﻭﻟﻢ ﺃﺭَه ﻣﻦ ﻗﺒﻞ، ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻲ ﺃﻋﺮﻑ ﺍﻟﻨﻮﺍﺩﺭ، ﻭﻋﻨﺪﻱ ﻣﻨﻪ ﺟﺰﺀﺍﻥ ".

ﻭﻓﻲ ﻋﻮﻥ ﺍﻟﻤﺤﺘﺴﺐ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻌﺘﻤَﺪ ﻣﻦ ﻛﺘُﺐ ﺍﻟﻤﺬﻫﺐ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍلنح ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ": ﻭﻋﻨﺪﻱ ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻴﺔ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻋﻨﺪ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻴﻮﻡ ".

ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻮﺭﻉ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ ‏( ﺍﻟﺪﺍﻩ ‏) ﺑﻦ ﺃﺣﻤﺪ ﻓﺎﻝ ﻳﺮﺳﻞ ﺇﻟﻰ ﺷﻨﻘﻴﻂ ﻟﻴﻨﻘﻞ ﻟﻪ ﺑﻌﺾ ﻛﻼﻡ ﺃﺑﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﻟﺴﻨﻮﺳﻲ ‏( ﺕ 875 ﻫـ ‏) ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻣﻜﻤﻞ ﺇﻛﻤﺎﻝ ﺍﻹﻛﻤﺎﻝ، ﻭﻫﻮ ﻛﺘﺎﺏٌ ﺟﻠﻴﻞ . ﻭﻟﻤﺎ ﺃﺗﻰ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻓﺮﺡ ﻭﻗﺎﻝ : ﺍﻵﻥ ﺃﺗﺖ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺆﺧﺬ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ .

ﻭﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﻳﻘﻮﻝ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﺎﻟﻚ أيضا : " ﻭﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻣﺤﻢ – ﻭﻫﻮ ﺟﺪه ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ - ، ﻋﺎﻟﻢ ﻓﻘﻴﻪ ،ﻋﺎﺵ ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ، ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻨﺪﻩ ﻧﻮﺍﺯﻝ ﺍﻟﺒﺮﺯﻟﻲ ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭ ﻭﻫﻮ ﻋﺰﻳﺰ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ، ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ، ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻢ، ﻭﺁﺧﺮﻩ ﻟﻢ ﻳﺒﻠﻎ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻭﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺍﺕ، ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﻳﻘﺼﺪ ﺍﻟﺪﺍﻩ ﺑﻦ ﺃﺣﻤﺪ ﻓﺎﻝ :- ﺇﻧﻪ ﺃﺩﺭﻛﻪ ،ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺃﺧﺬ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﻣﻨﻪ ".

ﺛﻢ ﻳﺬﻛﺮ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺘﻨﺒﻴﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻨﺒﻄﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻨﺒﻴﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻄﺔ، ﻓﻴﻘﻮﻝ ": ﻋﻨﺪﻱ ﺟﺰﺅﻫﺎ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺄﻣﺮﻧﻲ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺍﺑﺎﻩ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺑﺄﻥ ﺃﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺳﻴﺪﻳﺎ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﻴﻨﻘﻞ ﻟﻨﺎ ".

قدوم ابناء السيد من الحج

وقد نوه بهذا القدوم سيدي العلامة بدي بن سيدينا رحمه الله تعالى، في ترحيبه بالعالمين اكتوشني وأمينُ أبني السيد العلويين، وقد جلبا خزانة من الكتب، صار بعدها بيتهما كعبة لأهل العلم للمطالعة والنقل والإعارة في زمن أصعب ما يكون ان يستطيع المرء الحج او ان يحصل على الكتب؛ أحرى أن يجلبها معه، وقد جمع الله للسيديْن أبناء السيد ذلك، فكانت هذه الاسرة من اكثر بيوتات العلويين كتبا ومراجع ومصادر للعلوم الشرعية واللغوية، كما هو معروف ومثبت في كتاب الوسيط (ص80).

يقول العلامة محمدي (بدي) رضي الله تعالى عنه في ذلك القدوم:

ساغ الشرابُ لنا ولان المضجع

من بعدما كنا نراع ونجزع

من ناجيين عليهما سيمى الهدى

حملتهما قلُص تخب وتسرعُ

قد أقبلت من أرض مكة صوبنا

حتى أتت مثلُ الحنايا رُكَّعُ

بكليهما متشمرا فكأنه

ذو هجمة نائي المحلة مُسْبِعُ

أتيا بعلق نافق جلبا به

حبَّ الإله وذا المقام الأرفعُ

فتجشما هول التنائف نحوه

شوقا إليه والنفوس تَطَلَّع

قادتهما همم تقاصر دونها

نجم السماك سمية لا تشبعُ

ولكل صالحة يساعدها فتى

إما دعت عَفُّ الشمائل أروعُ

حتى إذا قضيا بكل مقدس

وطريهما رجعا وطاب المرجعُ

علقا بقلب الملك حين رآهما

عين الجواد فُراره لا يقدع

فبلاهما فبدا له ما راقه

والسيف تعرفه إذا ما يقطع

فلقد رأى أدبا يزان بعفة

وسكينة وشمائل ما تَطبَعُ

فإذا هما بحران لا يفنيهما

نزح الدلاء ولا الإناء المُترعُ

فحباهما كتبا يضيق بحملها

ذرعُ الركاب وضاق عنها المجمع

ألقى مقاليد الأمور عشيرهم

لهما فإما كارهون وطُوَّعُ.