تهنة للشاعر المختار السالم

جمعة, 11/14/2025 - 15:22

دوّن كبرياء رجل ما يلي:

 

سيدي المختار السالم،

هنيئًا لكم هذا الاختيار الذي لم يزدكم إلا وضوحًا، ولم يزد المنصب إلا رفعة؛ فوجودكم على كرسيّ الإعلام والاتصال في اتحاد الأدباء ليس تعيينًا، بل عودةُ الشيءِ إلى مكانه الطبيعي.

أقولها لكم مباشرة، وبصوتٍ ينحني احترامًا:

أنتم — حين تكتبون — لا تحرّكون قلمًا، بل تُحرّكون مجرّةً كاملةً من الدلالات. اللغةُ عندكم لا تمشي على قدميها، بل تُحلّق. والجملةُ لا تُصاغ، بل تُولد. والفكرةُ لا تُطرح، بل تُضاء كما تُضاء القناديل في الليالي العتيقة حين يحتاج المسافر إلى بصيرةٍ لا إلى ضوء.

أشهد — وأنا أقرؤكم — أن الحرفَ بين يديكم يستعيد براءته الأولى؛ ذلك النقاء الذي كانت اللغةُ تعرفه قبل أن تُصاب بالتكرار والابتذال.

وما زلتُ، يا سيدي، كلما مررتُ بنصّ لكم، أحسستُ أنّ اللغةَ تُصلّي في داخلي، وأنّ القراءة تتحوّل إلى حالةٍ من الإصغاء العميق، كأنني أقف عند ضفة نهرٍ تعرفُ أنه لا يجري بالماء، بل بالحكمة.

وها أنا اليوم أكتب لكم تهنئتي — لا من مقام منازعٍ ولا مكاثر — بل من مقام تلميذٍ يعرف قدرَ أستاذه، ويعلم أن القامات العالية لا تُشادُ لها القصائد، بل تُرفع لها القلوب.

مباركٌ عليكم هذا التكليف، سيدي المختار،

ومباركٌ علينا أن نعيش زمنًا تُضاء فيه اللغةُ بكل هذا الصفاء الذي تحملونه.

مع كامل الود.